حُضي مؤتمر الفرع الجامعي للصحة بسوسة باهتمام النقابيين في مختلف التشكيلات القطاعية نظرا لأهمية القطاع الصحي بالجهة وثقله على مستوى الانتساب للمنظمة. هذا المؤتمر الذي تأجّل في ثلاث مرّات متتالية، أمكن له أخيرا أن ينعقد بدار الاتحاد الجهوي بسوسة بحضور 33 نائبا وبترشّح قائمتين وهذا ما جعل التنافس يكون على أشدّه قبل أن يفرز في الأخير فوزا ساحقا لقائمة الأخ محمد بن رمضان التي حازت على ثقة النوّاب وسط أجواء تفاؤلية بقدرة الفرع الجامعي الجديد على تغيير الكثير في المشهد الصحي الجهوي نظرا للخبرة التي يحتكم عليها الأخ محمد بن رمضان الكاتب العام المنتخب للفرع وزملاؤه الكتّاب العامون المساعدون. هذا المؤتمر الذي دارت فعالياته يوم الجمعة الماضي وأشرف عليه الأخ عماد قريرة الكاتب العام المساعد للإتحاد الجهوي للشغل بسوسة حُضي أيضا باهتمام المكتب التنفيذي الجهوي وليس أدل على ذلك من حضور الإخوة عمر العظام وفوزي بن صمعية والبشير قليصة أعضاء المكتب يتقدّمهم الأخ أحمد المزروعي الكاتب العام للإتحاد الجهوي الذي حمل تواجده رسالة بليغة للبعض سنأتي لاحقا على فحواها. كذلك شكّل تواجد الأخ قاسم عفية الكاتب العام للجامعة العامة للصحة والأخ كمال ساسي الكاتب العام المساعد للجامعة دليلا إضافيا على أهمية المؤتمر الذي دارت فعالياته في كنف الشفافية ولجم أفواه المشكّكين والصائدين في الماء العكر حيث خرجت العملية الديمقراطية أكبر منتصر عقب إدلاء النوّاب بأصواتهم وكان الإتفاق في الأخير بالإجماع على نزاهة المؤتمر الذي كانت فيه الكلمة الفصل للصندوق واحترام إرادة النوّاب الحاضرين. صفحة جديدة في كلمته التي افتتح بها أشغال المؤتمر وبعد ترحيبه بالإخوة النوّاب والضيوف، أبرز الأخ عماد قريرة أهميّة القطاع الصحّي في جهة سوسة، وتمنّى أن يكون انتخاب أعضاء الفرع الجامعي الجديد للصحة بسوسة بداية لمرحلة جديدة من العمل النقابي الهادف والمسؤول في قطاع حسّاس يتطلّب المزيد من الوحدة والإنسجام بين مختلف إطاراته النقابية. وطالب الإخوة النوّاب باحترام أدبيات منظمتنا العتيدة وضوابطها المعروفة في المؤتمرات والقائمة أساسا على الاحترام المتبادل، وأكّد مسبقا على الدعم الذي ستلقاه التشكيلة الفائزة من قبل الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة من أجل مستقبل أفضل للقطاع. نعم للإختلاف لا للخلاف الأخ قاسم عفية الذي آلت إليه الكلمة بعد الأخ عماد قريرة انطلق مباشرة في قراءة برقية لواقع القطاع فتوقّف عند عديد المشاغل التي شكّلت ولاتزال محور اهتمام الجامعة والفروع الجامعية والنقابات الأساسية وقال أن تحقيقنا لمختلف أهدافنا ومطالبنا متوقّفا بالأساس على وحدتنا النقابية التي اعتبرها حجر الأساس في العمل النقابي، وحذّر من مغبّة أن يتحوّل الإختلاف إلى خلاف بين أعوان القطاع، ونادى بالتواصل معتبرا إيّاه ضرورة حتمية وليس خيارا وربط ذلك بالإنصهار والانسجام والإلتفاف وليس بالتفرقة والتفرّد بالرأي، وأبدى ارتياحه لإنعقاد المؤتمر في أجواء مريحة وقدّم للأخ أحمد المزروعي الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بسوسة وزملائه أعضاء المكتب الجهوي تهانيه وتهاني كلّ أعضاء الجامعة على النجاح الذي عرفته غرّة ماي في سوسة تحت اشراف مباشر من الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل. لا للمزايدات والبكاء على الأطلال الأخ أحمد المزروعي الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بسوسة الذي حرص على حضور أشغال المؤتمر وإنجاح هذا العرس النقابي الديمقراطي كانت له كلمة مهمّة صحّحت عديد المسائل المغلوطة وتميّزت بصراحة شديدة ارتاح لها النوّاب الحضور. وبعد ترحيبه بالأخوين قاسم عفية وكمال ساسي من الجامعة العامة للصحة وإشادته بخصالهما النضالية طالب الأخ أحمد المزروعي أن تكون المصارحة والمكاشفة شعار المؤتمر مبديا ثقته في النوّاب وفي قدرتهم على تشخيص الواقع وظروف انعقاد المؤتمر بلا تأثيرات جانبية أو حسابات ضيّقة وذلك بعد تأجيله في ثلاث مناسبات متتالية. وكشف في هذا الإطار عن سعي الإتحاد الجهوي الدؤوب لإنجاز مؤتمرات الجهة وفق ما يمليه قانون المنظمة وليس قوانين الأشخاص وقدّم في هذا الإطار لمحة عن الاستعدادات التي سبقت انعقاد مؤتمر الفرع الجامعي للصحة واصفا هذه الاستعدادات بالمدروسة والصارمة التي تترجم على أرض الواقع حرص المكتب التنفيذي الجهوي بسوسة على تكريس ثوابت منظمتنا العتيدة في ديمقراطية المؤتمرات وخلوها من كل الهنات والتجاوزات، وقال أنّ مؤتمر الفرع الجامعي للصحة سيكون كذلك في هذا الإطار ولن يعود مسموحا بعد اليوم لأي كان في القطاع أن يحترف لعبة المزايدات والتشكّي والبكاء على الأطلال. بعد ذلك عرّج الأخ أحمد المزروعي على مسألة محورية تتعلّق بنبد الخلافات وناشد بالسعي للتوحيد بين أبناء القطاع قائلا نحن جميعا تحملنا سفينة واحدة ويجب أن نكون ثابتين في قيادتها ومنسجمين ومتوحدين في مواقفنا على متنها، واستحضر عدد المنتسبين من أبناء القطاع في الجهة للمنظمة وهو في حدود 2385 منخرطا وقال انّ هذا الرقم لا يعكس بالمرّة حجم الجهة النضالي خصوصا على مستوى الإنتساب وطالب بتفعيل الجهود وتكثيفها للإرتقاء بهذا الرقم. الأخ أحمد المزروعي بعد أن حيّا بحرارة نضالية القطاع وتوجّه بالشكر لكلّ أبنائه الذين وصفهم بالمناضلين، حذر من عمليّة الفصل بين ماهو عام وخاص خصوصا على مستوى المشاكل التي تحيط بالقطاعين على السواء وقال أنّ هذه المشاكل ليست مرتبطة فقط بالقطاع الخاص وإنّما أصبحت تستهدف أيضا القطاع العام من خلال البرامج المشبوهة التي تهدف إلى خوصصته وهذا ما يجعلنا مطالبين بالتيقظ والاستعداد الدائم والجيّد لمجابهة مخاطر هذه الخوصصة مؤكدا أنّ قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم لا يمكن القبول بتحوّلها من العام إلى الخاص لأنّ ذلك يعني العودة بها إلى الوراء وإعلان جمودها ونهايتها فيما بعد. الأخ أحمد المزروعي أنهى كلمته بتجديد تأكيده على دعم الإتحاد الجهوي للشغل بسوسة لكل التشكيلات النقابية في مختلف القطاعات وتبنّي مطالبها والنضال في سبيل تحقيقها ووجّه تهانيه مسبقا للتشكيلة النقابية التي سيعلن عن فوزها في مؤتمر الفرع الجامعي للصحة متمنّيا التوفيق للجميع. تدخلات ثرية مثّلت تدخلات النوّاب نقطة مضيئة في المؤتمر لثرائها وعمق مضامينها، وقد اتفق جلّ المتدخلين على أهميّة هذا المؤتمر الذي جاء في وقت يتطلّب أكثر ما يمكن من التوحّد والإنسجام لتحقيق مطالب أعوان القطاع ومطامحهم، وأبدوا استعدادهم المطلق للعمل الجدّي والمسؤول مع التشكيلة النقابية التي سيعلن عن فوزها الصندوق، وتوقفوا عند أهم المشاغل التي تشكّل محور المطالب الملحّة للقطاع التي يجب أن ينطلق الفرع الجامعي المنتخب في متابعتها وحلحلتها. صرامة وشفافية مطلقة اقترنت عمليّة التصويت الإنتخابي في المؤتمر بإجراءات صارمة حرص على اتخاذها الأخ عماد قريرة رئيس المؤتمر وهذا ما جعل العمليّة الإنتخابية تجري في ظروف مريحة وشفافة نوّه بها كلّ النوّاب. وقد آلت الكلمة في الأخير إلى الأخ محمد بن رمضان الذي حقّقت قائمته فوزا ساحقا بنسبة 7 على 7 وأعلن بذلك رسميا عن عودة الفرع الجامعي إلى سالف نشاطه بتركيبة منسجمة كلّها عزم على خدمة القطاع والنضال من أجل تحقيق مطالب أعوانه والإرتقاء بأوضاعهم. وهذه تركيبة التشكيلة الفائزة: الأخ محمد بن رمضان (كاتبا عاما) والإخوة الحبيب الصغير، الحبيب القاضي، قمر العبيدي، حبيب الصيد، يوسف، نسيم الجيلاني وفؤاد ميمونة (أعضاء). ماذا قال محمد بن رمضان؟ فور الإعلان عن النتائج لمسنا قبول معظم مترشّحي القائمة الثانية التي لم يكتب لها الفوز بالتشكيلة التي أفرزها الصندوق وفي المقابل كانت التهاني تنهال على الأخ محمد بن رمضان وزملائه في القائمة الفائزة الذين استعدّوا كما يجب لهذا المؤتمر وكانوا يحملون برنامج عمل ثري ودسم جعلهم يفوزون بسهولة. وحول هذا المؤتمر وما أفرزه من نتائج صرّح لنا الأخ محمد بن رمضان الكاتب العام الجديد للفرع الجامعي للصحّة بأنّ الفائز الحقيقي الذي يحقّ لنا جميعا أن نفتخر به في جهة سوسة عقب المؤتمر هو العملية الديمقراطية بما رافقها من شفافية ووضوح والتي جعلت المؤتمر من أوله إلى نهايته يجري أمام الحاضرين بلا لبس أو غموض أو تشويش. وأضاف بأنّ انتخاب الفرع الجامعي الجديد للصحة من شأنه أن يخفّف العبء عن الإتحاد الجهوي للشغل خصوصا على مستوى رصد المشاكل التي يرزخ تحتها القطاع والبحث عن آليات التصدّي لتلك المشاكل وتجاوزها، وأكّد أنّ العمل الفعلي للفرع قد انطلق فعليا منذ إعلان النتائج وتوزيع المسؤوليات وأضاف بأنّ الفرع الجامعي سيعمل منذ اليوم جاهدا على تقريب وجهات النظر بين أبناء القطاع ودعم الوحدة النقابية القطاعية والإنصات إلى كلّ الأعوان وتشريكهم في اتخاذ القرارات.