لتأثيث حلقة أخرى من حلقات برنامجها منتدى الفن الرابع اختارت الهيئة المديرة لجمعية النّهضة التمثيلية ببنزرت برئاسة الزميل رشيد البكايْ الموضوع بعنوان:« بين المسرح والتلفزة... أيّة علاقة؟» ودعت للخوض فيه المخرج التلفزي ومدير »قناة 21« وابن الجهة السيد حمادي عرافة الذي عبّر عن سروره بالدعوة وعن اعتزازه بتواجده ببنزرت وبيّن أن التلفزة وجدت في المسرح مادة رئيسية أضافت لها التّقنيات ونقلتها للمتفرج فأقتحمت بذلك البيوت والمنازل وفرضت نفسها ووجودها واصبحت وسيلة فرجة دون مقابل يتقبل منها المتفرج ما تقدمه له من مسرحيات دون عناء التنقل الى المسرح ولا عناء قراءة كتاب كما أنّها وسيلة خطرة يمكن استغلالها. إذا المسرح أضاف ووفّر للتلفزة أرضية مثلما وفّر ذلك سابقا للإذاعة التي حققت الانتشار الكبير للمسرحيات والممثلين لدى المستمع التونسي كأصوات فقط وتركت لمخيلاتهم تصور الاحداث والمواقف كما ساهمت في نهضة المسرح الذي أصبح مرغوبا فيه لدى المواطن. جاءت التلفزة واستغلت هذا المعطى فقربت المسرحيين والممثلين للمشاهد التونسي صورة وصوتا وبذلك ساهمت مساهمة كبيرة في التعريف بالمسرح وبرجالاته، وكانت المسرحيات هي المادة الأولى للتفزة مثل تمثيلية »عمتي عيشة راجل« و»زوبعة في فنجان« والماريشال. شهد المسرح عزوف المشاهد التونسي الذي ولّد خوفا على مصيره كما هو الحال لقاعات السينما التي أغلقت معظمها أبوابها. النقل التلفزي مرّ بتجاوب ومراحل مختلفة من نقل بسيط الى اضافة تقنيات وجد فيها المتفرّج قراءة جديدة للعمل مثل ذلك تمثيليات »تمثيل كلام لمسرح فو« و»مذكرات ديناصور« و»عطيل« و»أقفاص وسجون«. التسجيل يتطلب وقتا طويلا فتسجيل مشاهد »غسالة النوادر« استغرق ثلاثة أشهر كاملة أما بصيغة المباشر أو النّقل المباشر فهو يتطلب جهدا أكبر كنقل مسرحية »تحت السّور«. لقد استفادت التلفزة من النّصوص المسرحية فوقع تصوير بعض المسرحيات في فضاء خارجي بطريقة تلفزية مسرحية فأخذت بعدا آخر مثل تصوير »أبو حيان التوحيدي« في رباط سوسة، ومن التجارب أيضا »فاميليا« و»جنون« التي نقلت الى السينما وهو نقل وفيّ أعطى المسرحية حقها. إذن المسرح غذّى التلفزة والسينما وبقي حاضرا في التلفزة وهو بدونها لا يفرض نفسه وهي تخدمه بتقديم الاعلانات عن مواعيد المسرحيات وبرنامج »وقيّت حلوّ« بقناة 21 خير دليل اذ استضاف المسرحيين وسعى للتعريف بأعمالهم المسرحية. أهمّ التدخلات والاقتراحات جاءت حول المسرح الحديث الذي أصبح مسرح نخبة بشكل معقّد، اقتراح نقل تمثيليات كلاسيكية وتكثيف العروض المباشرة للفرق الهاوية الخوف من عزوف الجمهور عن المسرح التلفزة وسيلة اشهار لمبتدئ في بضع دقائق بينما يبقى في الجهل المسرحي رغم قدمه بعث قناة ثقافية على غرار الاذاعة الثقافية تذمر من المسلسلات المدبلجة. وأعلن عن مشروع بعث 12 قناة رقمية أرضية بتونس لتعويض البث التناظري منها قناة تونس 7 وقناة 21 وقناة حنبعل وأفاد الحضور بكلفة إنشاء قناة واحدة التي تقدر ب 20م.د دون إعتبار معلوم التسيير.