وشوشة عصافير حضوري رقرقة وقلبي عند ليب لا يكلّ من الغناءْ. جسدي ترانيم، دهشة أولى وقنديل يعطي للكوّن الضياءْ. كلّ القمور لي سجدت والكواكب لا طفتني ومزّقت يدها النساءْ. ❊ ❊ ❊ حرموني من ألعابي يا أبتِ؛ أرجوحتي قطعوها بالسكين والتهموا رغيفي شماتةً. قذفوا زهوري بالصواريخ وأوْمؤُوا للغربان كي تتقاسم مهجتي. إخوتي لم يتركوني أعيش طفولة الكوْن ودهشة الأشياءْ. أبت أغثني... أين حضنك يا أبي... أين قلبك أين دمعك؟! ابنك الذي سجدت له الكواكب باعوه بأبخس الأثمان واتهمته امرأة العزيز. قمصانُه مزّقوها ثم وضعوه في السجن يا أبت وأنت صامت لا حُزنٌ عليه ولا بكاءْ. لا تُصدّقهم أبي. لا تصدّق إخوتي. ضربوني يا أبتِ وصفّقوا للغزاة. قادوهم إلى جسدي الطريّ ودلّوهم على قلبي ليسرقوا ذاكرتي ورُؤيايَ. سرقوا القصيدة لهفوا الحكاية والكناية كلّ المجازات داسوها بأرجلهم وألقوها في الهواءْ. ❊ ❊ ❊ ومتى اللقاء أبي... ومتى اللقاء؟؟ أبتِ لِمَ غضضت الطرف عمّا فعلوه بي. وجرحت قلبي وجلست تشرب الشاي وتمدّ الحلوى للأعداءْ؟ ... مالي أراك صامتا متهالكا أتريد تصديق المكيدة؟! صدّقها ان شئت وصدّق امرأة العزيز فالتاريخ أكثره بغاءْ. التاريخ ابن زانية، غلامٌ ساقطٌ... سيصدّق الناس ان الذئب هاجمني وباغتني وأن إخوتي أبرياءْ. ❊ ❊ ❊ كل الحكاية أن قلبي مفعم بالورد. لا أكره أحدا وأحبّ كلّ الناس. لم أحفر في حياتي جبا واحدا. مسحت من وجوه المتعبين الدمع ومنحت السلوى للغرباءْ. كل الحكاية أنني لا أزرع الشوك أنا زرعت الورد يا أبتِ، زرعت الياسمين والريحان، وزرعتُ الفلّ في الصحراءْ. كل الحكاية أني أضأت درب من خدعوني أعطيتهم لغتي وتاريخي. بشّرتهم بقدوم الغيث يا أبتِ وكنت البدر في الظلماءْ. كلّ الجريمة أنني كنت ربيعا حينما هبّ الشتاءْ. كلّ الجريمة أنني لمْ أكن أبدا حذاءْ!! ❊ ❊ ❊ ناديتك أبتِ... فما وصل النداءْ. لمَ لمْ تبكني أتخاف على عينيك من أثر البكاءْ؟ لا... لا تخف هذا قميصي إذا بكيتني ذات يوم فلتضعه على عيونك بلسما وشفاءْ. ... لولاي ما عرفوك يا أبتِ أعطيتك معنى وتاريخا وذاكرة فتركت ابنك في العراءْ. تركت ابنك قابعا وسط الصقيع بلا رفيق ولا رداءْ. أنا كئيب متعبٌ فكأنّ في قلبي سؤال قاتل وملامةٌ وفجيعةٌ، وكأن في قلبي جنازة، وكأن أوطاني البكاءْ. لكنني سأدافع عنك يا أبتِ سأطوّع التاريخ وفق مشيئي فلربما تشقى بذاكراتي وسوسنتي وما تحتاجه من كبرياءْ. ولربما... تنحاز يوما مرة للأنبياءْ. ولربما تهب رؤاي قصيدة وغزالة، ولربما يأتي الصبح من رحم المساءْ. أنا يوسفُ أبتِ