تنحدر الذكريات إلى خابية النسيان تترك خلفها دوار الثملين تترك خلفها رائحة السجائر الثملة تترك خلفها سعادة المحتفلين ليلة رأس السنة لم تنم العصافير المذعورة في أشجار الشارع ... لم ينم أحد ليلتها عندما كنت أعبر الشارع في صمت كانت خيوط البول التي تنزف من الجدران تقطع عليّ الطريق. يوم الثاني من جانفي كان آخر يوم أطالع فيه الوجوه العابسة والبدلات الأنيقة سأودع طقطقات الأحذية الماجنة ليلا سأودع القهقهات المترنحة في اتجاه نهج مرسيليا سأودع التثاوب تحت أعمدة النور ... كان اليوم الثاني من شهر جانفي آخرة كل شيء وأنا أطبع أول لوثة على المقبض وأنا أدير المفتاح في قفل الباب... أترك الوحشة خارجا... وأطلّ على السكينة.