يا أبناء شعبي، لقد تفشّى الظلم، والقهر والفساد... وها قد ثرنا على الظالم وخلعناه، وبارك أحرار العالم ثورتنا، فلا يجب أن نبقى مكتوفي الأيدي نردّد »حماة الحمى« فاعدموا هذا النشيد الذي كانت تردّده عصابة الموت فهناك ثورات أخرى علينا القيام بها كالثورة الثقافية والعلمية علينا أن نعمل ليلا نهارا ونمارس العلم ونطبقه لنصنع حاجاتنا بأنفسنا، فإنّه لا استغلال لنا مادمنا نستورد الدواء... إنّه لدينا رجال ونساء مثقفون وذوو عقول ثاقبة قادرون على صنع المعجزات، فقط أن نقف إلى جانبهم ونقول لهم، أنتم اليوم أحرار، فأبدعوا... هذا وإنّي أدعوكم إلى الكف عن التبجّح وترديد »إنّ التونسي ثائر« فهناك من أصبح يهذي ويقول: »تعالوا تزوّجوا التونسيات«. هذا ما ردّدته صحيفة تونسية! فاعلموا أنّ الثورة إذا لا تتقدّم، تسقط! أقول هذا وإنّي كنت ومازلت أناضل من خلال كتابات من أجل حرية وتقدّم الشعب غير مُبالٍ بالخطر، ولم أترّقب كلمة شكر، حتى أنّ البورڤيبيون وعصابة التجمع القاتلة، يعتبرونني ضدّ الدولة وهي كما تعلمون »دولة الفساد« وها قد محت الثورة ظلمهم وطغيانهم وإليكم النشيد. إلى العلم هبّوا شباب بلادي فأنتم خير شباب البلاد حباكُم اللّه بعقل سليم فهيّا لنبنِ طريق الرشاد لقد بارك اللّه ثورتنا وكلّ غيور يحبّ بلادي أحبّك شعبي لأنّك نبضي وعقلي وروحي وروح الجهاد