يعيش الحوض المنجمي حراكا غير عاديّ على جميع المستويات حيث يعتبر الملاحظون أن ثورة الكرامة والحرية هي نتاج لانتفاضة الحوض المنجمي سنة 2008 باعتبار أن أغلب المطالب التي قامت من أجلها هذه الثورة المباركة من تحسين للوضع المعيشي والحق في التشغيل وخلق توازن بين الجهات اضافة الى حرية التعبير والتوق إلى العيش الكريم هي تكامل بين مطالب أبناء الوطن.. وعليه فإنّ أبناء هذه الربوع بقدر ابتهاجهم بإزالة النظام البائد الذي ترك الاثر السيء لدى كل أهالي الحوض المنجمي بقدر اهتزاز ثقتهم في مآل مصيرهم وضبابية الفهم المستقبلة مما دفع بأغلب العاطلين عن العمل الى التعبير عن مواقفهم بإجراءات تشبه إلى حدّ ما أحداث الحوض المنجمي سنة 2008 من اعْتصامات واحتجاجات ونصب للخيام باستهدافهم المشغل الرئيس والاكبر في الجهة الا وهي شركة فسفاط قفصة حيث تعطلت حركة الانتاج بالشركة بنسبة قاربت 80٪ وفي حديثنا مع بعض المحتجين والمعتصمين أبرزوا لنا أنّه حان وقت سماع أصواتنا من أجل ادماجنا في سوق الشغل وباعتبار معدّل أعمار هؤلاء المعتصمين الذين تتراوح معدل أعمارهم بين 25 سنة و45 سنة وإلمامهم بكل المعطيات ووعيهم بدقة المرحلة فإنّ جل آرائهم تصب في خانة توفير مواطن الشغل الذي سوف لن يكلف الحكومة المؤقتة الكثير باعتبار امكانية شركة فسفاط قفصة في استقطاب عدد مهمّ من هؤلاء المعطلين وأصحاب الشهائد للنقص الحاد بالشركة من ناحية وللمسؤولية المباشرة في هذا الوضع من ناحية أخرى... ونظرا إلى حساسية المرحلة فإنّ المدّ التصاعدي للاصوات المطالبة بالتشغيل بدأت في التزايد حيث تساءل المعتصمون عن مصير معمل الاسمنت بالمتلوي والامر الذي مثّله لاهالي الجهة والذي كانت جريدة »الشعب« انفردت بنشر كل تفاصيله واذ يعزو البعض تدخل عائلة الطرابلسي لإجهاض هذا المشروع واختلافهم مع المستثمر الاسباني فإنّ الحاجة ملحة إلى فتح تحقيق جاد بشأن هذا الموضوع الذي كان قاب قوسين أو أدنى من انطلاقه بيد عاملة قاربت 1500 عونا واطارا حينها في مرحلة أولى... وللاشارة يؤكد التحقيق الذي قمنا به بخصوص ما تشهده ربوع الحوض المنجمي من غياب للتنمية وتفاقم ظاهرة البطالة بالرديف وأم العرائس والمظيلة أشعرنا بعض المواكبين للاحداث انّ بعض السياسات المشبوهة لاذكاء التوتر بين المحتجين والمعتصمين وبين الاطراف الاجتماعية وزرع الفتنة باعتبار تغلغل رموز النظام السابق في كل المجالات وتورطهم في ما آلت اليه الجهة فان الفرصة الوحيدة لحفظ ماء وجوه هؤلاء هو الالتفاف على الثورة وتصدير فشلهم وفشل سياستهم الى الاطراف الاجتماعية إلاّ أنّ آراء النخبة تعوّل على وعي المعتصمين بما يحاك في الزوايا المظلمة والذي سوف يكون هذا الوعي الفيصل في كشف حقيقة المؤامرة التي تحاك ضد هذه الربوع المناضلة بتاريخها وثوراتها وارثها ومواقفها.