ما هذه اليد التي تدفع الموج من الأعماق الى الشاطئ هي يده الزرقاء حتما يده التي تعبث بكل شيء وأنت أيتها النوارس، ما هذا الشغف بالزبد؟ أمس، كنت تغمضين عيونك حين تحلقين فوقه. (...) أنا الذي كبرت بين الرمال، لم أعد أسمع أنين الصدف، ولا شهقات العشاق التي تختفي وراء ارتطام الموج بالصخر. هل عليّ أن أكون أوديس ليمتلئ فمي بالماء والملح، لتعرش بين أصابعي الطحالب، وتأكل أسراب السردين من يدي. (...) يحدث ذلك كله لأني زرعت موجة في بستاننا، زرعت موجة كانت عرائس لأني أمسكته من قرنيه، وشددته الى جذع شجرة، رأيت زرقته باذخة على العشب كان هادئا، وكنت حذو أمي أشرب قهوة. وكان هادئا. ❊❊❊ البحر البحر كيف تسلل هذا الوحش الى زورقي؟ هل كنت بلا قبعة حينها؟ لا لا كنت مشغولا بصياح الاسماك ورنين زعانفها بشوقها المجنون الى مطر صاخب، بمواويل البحارة العائدين من قبر فسيح، بنظرات الوداع في عيون الغرقى. ❊❊❊ البحر البحر كيف لهذا المتلبس بي منذ الطفولة أن ينخر سوسه مجاديفي الصغيرة ويثقب شِباكا نسجتها شفتاي المجففتان (الإبر كانت تخز ركبتيّ والقطط كادت تجن من اللعب) هل كان علي أن أقلم أظفارك أربعين خريفا لأرى ازهاري تسحق لتتركني تلك التي رمت بنهديها وفخذيها على الرمل (دمي الذي في عروقي وجدته يسري في عروقك) ❊❊❊ لست من أمسك بقرنيك من ربطك الى جذع شجرة من يزحف على الشاطئ مقطوع الرقبة لست طفلا يركض خلف طائرة ورقية ويبني قصرا من الرمل لا لا كل ما حدث أن رأسي ثقيلة وأني أخطأت الطريق إليك أيها البوهيمي الأزرق.