يعتبر مصنع عجين الحلفاء والورق بالقصرين من أول المؤسسات العمومية التي عرفتها البلاد التونسية في فترة بناء الدولة والاقتصاد العمومي لتلبية حاجيات البلاد الاقتصادية والتنمية الجهوية والوطنية وقد ساهم هذا المصنع في تسهيل قفزة نوعية بالجهة نظرا للعدد الكبير من العمال جني الحلفاء، المناشر، والمصنع، وأصبح مورد رزق لمئات العائلات وساهم مساهمة فعالة في العشرية الاولى لانبعاثه في التنمية بالجهة حتى قيل ان القصرين »هبة السيليلوز«. لكن للاسف سجلت هذه المؤسسة الوطنية انهيارا شكل صدمة للعمال وأهالي الجهة فعوض ان يتحول هذا المصنع الى قطع صناعي نظرا لما يتوفر عليه من امكانيات مادية وبشرية يساهم من موقعه في تلبية حاجيات الجهة والبلاد عموما وطلبات التشغيل المتزايدة، فإنه على العكس من ذلك لم يحافظ حتى على عماله الاصليين وذلك بانتهاج سياسة تسيير لا وطنية أشرف عليها عدد من المسؤولين عانوا فسادا في المؤسسة وأملاكها ومواردها البشرية والمالية تقوم على مصالح نفعية شخصية مما أدى إلى تعرض الشركة الى خسائرتعد بالمليارات مثلما حصل مع: ابن أخت الشاذلي النفاتي الذي كبد الشركة خسارة تقدر ب 7 مليارات في قضية وهمية. كما حصل مع احد الزبائن الذي كبد الشركة خسارة ب 13 مليارا حيث منح كميات كبيرة من الورق دون ضمانات. كما وقع التفريط في مستودعات صفاقس وسوسة وجبل الجلود في ظروف غامضة. كما وقع غلق وحدات انتاج بتعلات واهية وهي مصنع الكراسات وAtelier de cire ومعمل اللّوح. كما وقع التفريط في اطار الافراق في مصنع الاليمينيوم مع التفريط في قطع الغيار مجانا. التفريط في شاحنات النقل كبد الشركة أكثر من نصف مليار خسائر سنويا مقابل كراء شاحنات خواص. كما رزح العمال تحت الظلم والقهر الاجتماعي وجوبهت مطالبهم سواء على مستوى الاجور أو الخدمات المتدنية أو مطالبهم بوضع حد لسوء التصرف ونزيف الأموال المنهوبة وحالة الاهمال التي يعانيها المصنع حتى أنه أصبح يتوقف الانتاج بسبب قطع الغيار ولا احد يصدق ان مصنعا مثل السّيليلوز يتوقف من أجلها. وقد جوبهت هذه المطالب العمالية بلا مبالاة طالة الادارة التي اصبحت تعمل على تخريب العمل النقابي الجاد والمسؤول. لذا وحتى لا ينهار المصنع نهائيا فاننا نطالب: محاسبة المسؤولين على الفساد وسوء التصرف في المؤسسة واملاكها. اعادة مصنع ورق مصنع الاليمينيوم الى الشركة الأم. تشغيل الوحدات المغلقة. فتح الانتداب بصفة جدية وخاصة لعائلات الشهداء والجرحى. تحسين الاوضاع الاجتماعية للعمال ومراجعة سلم الاجور بصفة جديّة وتنظيرهم كباقي عمال واعوان المؤسسات الوطنية. ندعو كل القوى العمالية والنقابية والمجتمع المدني والأهالي إلى الوقوف الى جانب عمال السليلوز لتحقيق مطالبهم المشروعة في المحافظة على الشركة وتطويرها.