يوم 14 مارس 2011 يصادف الذكرى 12 لوفاة الزعيم النقابي والوطني المرحوم الحبيب عاشور الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للشغل. وإذ يحيي النقابيون ذكراه مستذكرين النضالات التي خاضها دفاعا عن الشغالين بالفكر والساعد وانتصارًا لمبادئ المنظمة العريقة التي أرسى دعائمها الحامي وحشاد والتليلي، فإنّهم يستقبلون ذكرى وفاته هذه السنة بروح جديدة يحدوها الأمل والايمان العميق بغد أفضل للوطن والعرفان للأجيال السابقة بما قدموه من تضحيات كانت خلاصتها ثورة الحرية والكرامة التي سطّرها شعبنا التونسي يوم 14 جانفي حين فرّ الطاغية وتحرّرت البلاد من أغلال الاستبداد والفساد. إنّ عموم الشغالين يقفون اليوم أمام أرواح الشهداء شكرا وعرفانا، ويصلون ثورتهم بنضالات من سبقهم من الرعيل الأقل ومن بينهم الحبيب عاشور بطل معركة 5 أوت 1947 ورفيق درب الشهيد فرحات حشاد. محطات نضالية في مسيرة عاشور انخرط في الكنفدرالية العامة للشغل سنة 1934. انخرط في الحزب الحرّ الدستوري الجديد. ساهم في إعادة تأسيس مؤتمر (CGT) بصفاقس سنة 1944. انسلخ من (CGT) مع فرحات حشاد وكوّنا اتحاد النقابات المستقلّة للجنوب أواخر أكتوبر 1944. استقبل بورڤيبة في منزله بصفاقس وهو في طريقه إلى مصر في أفريل 1945 وقد أُلقي عليه القبض اثر ذلك. تمّت محاولة اغتياله من طرف المستعمر الفرنسي أثناء اضراب 7 أوت 1945 حين أُصيب بطلق ناري وحُوكم اثر اعتقاله ب 5 سنوات سجن و10 سنوات إبعاد. شغل مهمّة كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس عند تأسيسه في 20 جانفي 1946. دافع عنه »منداس فرانس« في محاكمة شهيرة اثر اتصاله بالمقاومة في زغوان. لعب دورًا مهمًّا في تنظيم مؤتمر الحزب الحرّ الدستوري سنة 1955 بصفاقس والذي حسم الصراع لصالح بورڤيبة. دخل السجن اثر خلافات مع بورڤيبة في مؤتمر بنزرت للحزب سنة 1965 بعد أن رفعت عنه الحصانة البرلمانية ولم يقف إلى جانبه إلاّ أحمد التليلي. عاد للعمل النقابي والسياسي سنة 1970 بعد فشل تجربة التعاضد. أودع السجن من جديد سنة 1978 بعد أحداث 26 جانفي. عاد إلى المسؤولية النقابية سنة 1981. بعد أحداث الخبز 1984 كانت الرغبة واضحة في القضاء على عاشور من قبل السلطة باعتباره صار يمثّل رمزا لاستقلال العمل النقابي. أودع السجن ليلة رأس عام 1985 بعد تهديد الوزير محمد مزالي له وتخييره بين تسليم مفاتيح الاتحاد أو إلحاق الأذى به وبعائلته وتصفيته. أودع عاشور سجن الناظور رغم حالته الصحية الحرجة، ولم يقع اطلاق سراحه إلاّ يوم 8 نوفمبر 1987.