... وأنت تتصفّح خريطة الجمهورية التونسيّة وفي نقطة الوسط ستعثر على مدينة حاجب العيون. هذه المنطقة التي كانت جذورها ضاربة في عمق التاريخ »مسكلياتي« و»مازيوفيانة« الرّومانية إلى الحاجب جعفر في عهد العبادلة السبعة و»البرّاكة« وو... إلى حاجب العيون اليوم التي قدّمت عديد الشهداء عند حصول بلادنا على الاستقلال زمن الاستعمار الفرنسي... لكن اليوم تعيش هذه المدينة على وقع التعتيم الاعلامي والتّهميش خاصّة خلال ثورة الكرامة والحرية كذلك الشأن بالنسبة إلى بقيّة مدن ولاية القيروان وخلال هذه الانتفاضة المباركة عاشت حاجب العيون على وقع الانفلات الأمني عبر التخريب والحرق والنّهب والسرقة و»البراكاجات« التي شملت المراكز الأمنية والمؤسسات الفاعلة بالمنطقة إلى جانب مقر الجامعة الدستورية. ... صحيح أنّ المدينة شهدت زيارة خاطفة للفضائية نسمة (قناة المغرب الكبير = اشهار مجاني) من خلال برنامج هنا تونس الذي استاء منه كلّ أهالي حاجب العيون لغرابة المطالب وسذاجتها (مطالب شخصيّة) أي أنّ البرنامج كان لصالح منطقة دون أخرى وذلك في غياب الفاعليّة المؤجلة لوقت بعيد لغياب التأطير وحضور التهميش. وكما أسلفنا الذّكر لقد استاء كلّ من تابع هذه الحلقة المخصّصة لمدينة حاجب العيون أو لنقل لاحدى عمادات الجهة..؟!! وسنأتي لاحقا إلى المطالب العاجلة لمدينة وأرياف حاجب العيون التي عانت من غطرسة المسؤولين وخاصة بيادقة النظام السابق إلى جانب حضور المحسوبيّة والرشوة وخدمة المصالح الشخصيّة فضْلاً عن المصالح العموميّة فالأهالي يعانون من بطش المعتمد السابق خميس الجلاصي وتهميش المدينة من قبل عضو مجلس النواب والمستشارين محمد المهدواني (عدم فاعليته في غياب الجدوى من تمثيله للمنطقة التي بلغت نسبة البطالة فيها 90٪؟!!) إلى جانب رؤساء بعض المصالح والعمد...؟!! ❊ مطالب عاجلة..؟!! أمّا عن المطالب العاجلة لأهالي حاجب العيون نوردها تباعا: ❊ استغلال المنطقة الصناعية التي أصبحت مهمّشة بعد أن تمّ بعثها منذ سنة 2003. ❊ استغلال مقر الجامعة الدستورية للمصلحة العامة لمكتب للتشغيل أو البطالة وفرع الصندوق الوطني للتأمين على المرض CNAM. ❊ تشغيل أصحاب الشهائد العليا حسب الأولويات سنة التخرّج ومدّة البطالة. ❊ محاسبة بيادقة التجمع وخاصة المخبرين المحسوبين على الرئيس المخلوع... ❊ تكريم أبناء حاجب العيون البررة من الشهداء أو من تحمّلوا مناصب مهمّة ونجحوا في خدمة المدينة من بعيد أو قريب. ❊ مساعدة الفلاحين بالتأطير والارشاد وتمكينهم من قروض فلاحية والعمل على كهربة الآبار وإيصال الماء الصالح للشرب لأرياف حاجب العيون. ❊ بعث مجالس قرويّة في كلّ من الأحواز الشواشي الغويبة والهدايا... ❊ استغلال المناطق البيضاء والمهملة التي أصبحت مصبّا للأوسخ من أجل المصلحة العامة. ❊ تهيئة الطرقات والمسالك الفلاحيّة داخل وخارج المدينة. ❊ التّفكير في بعث مصنع تحويلي على اعتبار أنّ حاجب العيون منطقة فلاحيّة (طماطم مشمش زيتون...). ❊ متى سيقع بناء مقرّات للحماية المدنية ومحكمة الناحية بحاجب العيون على اعتبار أنّه تمّ توفير قطعتي أرض للغرض منذ سنوات. ❊ حلّ وتجديد هيئات المجامع المائية داخل وخارج حاجب العيون لغياب النجاعة والمردوديّة. ❊ غرائب وعجائب.؟!! أمّا من المضحكات المبكيات أنّ مدينة حاجب العيون كان بإمكانها أن لا يعيش شبابها وأبناؤها البطالة على اعتبار أنّ مصنع الورق ومصنع صنع وتعليب الأدوية كان من المقرّر انتصابهما بالمنطقة لكن لغة الشراكة وال 50٪ جعلت الأول ينتصب بمعتمدية الشبيكة والثاني يُوجدُ بالساحل؟!! ومن هذا المنطلق يتمنّى أهالي حاجب العيون محاسبة ومعاقبة من ساهم في هذه البطالة المفتعلة هذا إلى جانب غلق وتهميش مصنعيْ الجلد والزربيّة وتقليص عدد عمّال مغازل حاجب العيون..؟!! هذا دون التغافل عن موقع المستشفى المحلّي قرب مصنع المغازل والمنطقة الصناعية...!!! وموقع المعهد الثانوي أبو القاسم الشابي في منحدر خطير..!؟! وكلّ ما أتينا عليه يعتبر نقطة من بحر لأنّ صفحات جريدتنا »الشعب« لا تقدر على احتواء ما يعانيه أهالي حاجب العيون في المدينة والأرياف أو لربّما سنأتي عليها عبر سلسلة متواصلة تحت عنوان »معاناة حاجب العيون«.