مشاهد لم نألفها، إن لم نقل إنها ظاهرة جديدة عرفها الشارع التونسي في المدة الاخيرة: الانتصاب الفوضوي بمحطتي »برشلونة« و»الباساح«، تجار يعرضون بضائع يخيل إلى المتفرج أنها ثمينة وانها من ماركات عالمية ومشهورة ويصعب فيما مضى على التوانسة اقتناؤها واليوم تعرض بأبخس الأثمان..!! مواد تجميل وعطور بمختلف أنواعها تشد المارةإلى جانب الاصوات المرتجلة التي تعودنا عليها في الاسواق الاسبوعية أو سوق سيدي بومنديل أو غيرها ولكننا لم نتعود عليها بجوار »محطات ميترو« هذه الظاهرة كيف يراها التونسي؟ (سميرة) كانت واقفة بجانب البضائع المعروضة، قالت: أنا لا أشك في نوعية المواد المعروضة فعلا إنها مواد جيدة وهي تتيح لنا الشراء والاقتناء خاصة بعد ان اصبحت أكثر قربا منّا.. (عادل) طبقا للمقولة »دعه يعمل اتركه يمر«. فالتونسي البطّال في حاجة إلى العمل والتجارة هي أكبر مجال متاح في هذه الظروف انتهى عهد الاستغلال والاستعمار العمل أفضل من السرقة.. ويوافقه زميله الرأي حيث يقول: المحطات حتى ان كان ذلك ممنوعًا ونحن تعبنا من الممنوع في تونس ثم إن الانتصاب بجوار المحطات لا يقلق اصحاب المحلات ولا يخلق خلافات ومشاكل بيننا... هي ظاهرة وقتية وستزول (هكذا حدثتنا سيدة) تدريجيا مع الوقت الانتصاب الفوضوي لا يخلق توازنًا في العاصمة نحن لا نريد العودة إلى الوراء ولكننا نبحث عن مجتمع متماسك قادر على تجاوز هذه العادات المخلّة... وبالنسبة إلى محمد علي (طالب): انا اعتبر ان هذه الظاهرة جاءت نتيجة لغياب الامن والنظام من البلاد، فما نراه ونشهده يوميا هي تجارة غير شرعية وغير منظمة وهؤلاء يستغفلون التوانسة ببضائعهم المغشوشة والمسروقة، نحن في حاجة إلى من يوقف هذه الظاهرة التي أفسدت جمال العاصمة. من يوقف هذه الظاهرة؟ ومن هو المسؤول؟ ومن هو الفاعل؟ ومن هو المفعول به في خضمّ هذه البلبلة والفوضى؟ هي تساؤلات تطرح في ذهنك كلمّا عبر بك الميترو من الباساج الى برشلونة لتشاهد الكمّ الهائل الانتصاب الفوضوي اللامشروع... وفاء الحكيري (متربصة من معهد الصحافة)