»هذه المرة الأولى التي أدخل فيها مدينة جبنيانة في العلن« هكذا بدأ حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي مداخلته بعد تحيته لشهداء جبنيانة المناضلة مثل شهيد انتفاضة الخبز فخر الدين شهيدة ومناضلي الحزب و اتحاد الشباب الذين غيبهم الموت كي لا يعيشوا لذة و فرحة أول اجتماع شعبي يعقده الحزب في ربوع جبنيانة و هما الرفيقين علي بن عبد الله و توفيق بنصالح. امتلأت قاعة دار الثقافة بأنصار الحزب و مناضليه و أصدقائه الذين جاؤوا من كل جهات البلاد من سيدي بوزيد ومن تونس وصفاقس و المكنين و سوسة وتوزر و بعديد المواطنين الذين جاؤوا من كل أحواز جبنيانة لحضور الاجتماع العام و قد قامت لجنة التنظيم بوضع شاشة عملاقة في بهو دار الثقافة لتمكين الحضور ممن لم يستطيعوا ولوج القاعة من متابعة الاجتماع رغم وجود بعض العناصر المندسة التي قبضت من بقايا الدكتاتور لمحاولة إفساد التجمع لكنها لم تفلح. وقد ركز حمة الهمامي على المهمات المطروحة أمام كل القوى الديمقراطية و الثورية لإكمال مسار الثورة إلى النهاية و من أجل مقاومة كل أشكال الالتفاف عليها من قِبَلِ الحكومة الحالية غير الشرعية التي لم تحقق شيئا يذكر لهذا الشعب الذي مازال يعاني من التهميش والفقر و البطالة و التي لا تتوانى في انتهاج سياسة القمع ضد المحتجين في حين أنها لم تقم بمحاسبة المسؤولين عن قتل أبناء الشعب و لم تقم بأي إجراءات تقلص من حالة الاحتقان في البلاد. ومدينة جبنيانة لا تختلف عن باقي مناطق البلاد من حيث البطالة و التهميش والفقر، فعدد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل يصل إلى أكثر من الألف و عدد المعطلين من غير أصحاب الشهادات حدث ولا حرج، الفلاحون والبحارة يشتكون من قلة التجهيزات وغلاء المعدات و تراكم الديون مثلهم مثل أصحاب المؤسسات الصغرى المختصة في رسكلة البلاستيك، كما يشكو عمال المصانع و الشركات من تدني أجورهم و من الطرد التعسفي والاستغلال البشع الذين يتعرضون له من قِبَلِ أعرافهم الذين همهم الوحيد مراكمة الثروة.كما تعرض حمة الهمامي لمشكلة عاملات و عمال المناولة في المستشفى المحلي بجبنيانة الذين لم تسوّ وضعيتهم بالرغم من قرار الحكومة إنهاء العمل بهذه الصيغة، هذا بالإضافة إلى عدم فتح تحقيق جدي في نهب ودائع المواطنين من القباضة المالية يوم 13 جانفي والتي تورطت فيها بعض العصابات من بقايا الدكتاتور المخلوع. وقد رد حمة الهمامي كذلك على حملات التشويه التي تقودها عصابات التجمع المنحل مثل استعمال ورقة الدين و الهوية و أكد أن الحزب يقف مع أبناء الشعب و ينطلق من هويته العربية الإسلامية المنفتحة على أهم منجزات الفكر البشري لبناء تونس حرة قائمة على الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية. واختتم الاجتماع بالإجابة على تساؤلات الحضور و بتدشين مقر الحزب بالجهة والذي مثل مكسبا حققته هذه الثورة بشهدائها و نسائها ورجالاتها.