تشهد الساحة الأدبية التونسية بعد 14 جانفي جدلاً واسعًا حول جملة المطالب الثقافيّة التي مازالت في أدراج وزارة الثقافة والمحافظة على التراث وفي ظلّ نشأة أكثر من هيكل يمثّل الأدباء التونسيين وتشتّت المطالب الثقافية والاجتماعية وغياب قناة تواصل بين هذه الهياكل والوزارة التقينا وزير الثقافة والمحافظة على التراث السيد عزالدين باش شاوش للاستفسار حول ملفّات الكتاب العاجلة. ❊ بدءًا، لو نتحدّث عن سياسة الوزارة في التعامل مع المواطنين والمثقفين في هذه المرحلة الانتقالية الحسّاسة ثقافيًا واجتماعيًّا؟ بدأنا منذ شهر ونصف بلقاء المواطنين أيًّا كانوا، كلّ يوم أربعاء من كلّ أسبوع واثر استماعنا إلى مطالبهم حصرنا طبيعة المطالب وبوبناها فكانت أولى المطالب هي مطالب التشغيل بالنسبة إلى القطاعات التابعة لوزارة الثقافة (مسرح، سينما، ميادين أخرى....) واقترحنا جملة من المقاييس حتى لا يقع أي تذمّر أو لُبس ومن هذه المقاييس الأقدمية في الشهادة (قبل أربع سنوات) والحالة الاجتماعية (متزوّج، أعزب) وأولوية المطلب من حيث الجهة (تنفيل الولايات المحرومة). وبوضوح لا يمكن للوزارة ماليا أو إداريا أن تستجيب لكلّ المطالب بالسرعة الكافية لذا فإنّنا نطلب من طالبي الشغل أن يتركوا لنا كيفيّة الاتصال بهم. ❊ يرُوّج في الوسط الثقافي الأدبي بصفة خاصة أنّ التسويف هو الشعار الذي ترفعه الوزارة في هذه المرحلة؟ التسويف من باب درس الملف حتّى لا نتسرّع ولا نخزي الناس، إنّنا نعمل جاهدين لتحقيق أغلب المطالب خصوصا وإنّ لنا أكثر من 1500 ملف شغل أو طلب تحسين وضعية الموظفين العرضيين والفنيين والمتعاقدين وما نقوله الآن دُرِسَ في إطار مجلس الوزارة في علاقة بإنهاء المناولة. نحن الآن نجمع الملفات ونترّقب والقرار الفصل يرجع إلى الحكومة في إطار الحوار مع النقابات وفي إطار الحوار مع الاتحاد العام التونسي للشغل. نحن نتحاور مع كلّ النقابات (الموسيقى، الكتاب، المسرح...) وتبقى تسوية الملفات رهينة إيجاد الامكانيات المالية والاجراءات الادارية ويبقى التوظيف ممكنا عبر مراحل ولذلك بدلاً من أن نقول للناس »لا« نوضّح لهم ليفهموا الموضوع ويتركوا لنا المجال للعمل. ❊ لو تحدثوننا عن برامج الوزارة وأنشطتها خاصّة في علاقة بطبع الكتاب ونشره؟ يا سيدي، لقد نظرت الوزارة في المطالب ولكن هل يمكن للوزارة أن تسبق مطالب إجازات الفيزياء على الاجازات التي لها علاقة مباشرة بالثقافة. ومن واجبي هاهنا طمأنة الناس، أعمل إلى اللّيل، أجابه الجميع أقوم دوري لإيصال المسيرة إلى شاطئ السلامة. أناقش الناس برحابة صدر. أتحمّل مسؤوليتي في إيجاد الحلول. وفي هذه الأيّام خصصنا نصف مليون دينار لاقتناء الكتب بعد تشريك جميع المؤسسات التي تجمع الأدباء ونفكّر أيضا في إنشاء لجان مساندة للمشاريع الثقافية. ❊ تقدّمت إليكم أكثر من جهة أدبية بجملة من المطالب الثقافية والاجتماعية وتحديدًا ملف التشغيل فأين وصل هذا الملف؟ صار الكتاب في الساحة الأدبية مراجع ثلاث وهي اتحاد الكتاب ونقابة الكتاب ومجموعة أخرى شابة (اللجنة) وهذه المراجع تستوجب على الوزارة أن تدرس جملة من المقاييس للإيفاء بما وعدت به هذه الأُطر الثقافية. من البديهي أن تشجّع الوزارة الكتاب وأن تعطي لكلّ ذي حقّ حقّه وتحترم الرأي الآخر. أقدّر الكتاب والمشروعيّة للشباب. وأنا أميل إلى الكتّاب. وخاصّة حاملي الشهادات العليا فالأولوية لهم إنّ مطالب الشغل الذي تقدم بها اتحاد الكتاب ونقابة الكتاب واللجنة هي مختلفة وطويلة وأنا أفكّر في لقاء كلّ هذه الهياكل لدرس مشاغلها. وأعمل على إيجاد كلّ الحلول غير الادارية من بينها اقتناء الكتب وهذا ليس صدقة ولكنّه دعم وإيجاد مناسبة للرّزق والدّعم هنا بمعنى المساندة لا بمعنى الإعانة. ❊ يتذمّر الكتّاب النقابيّون في هذه المرحلة ممّا يروج عن سوء تعامل الوزارة مع الكتاب وإغلاق الأبواب في وجه مطالبهم؟ أسهر على إعلاء شأن الكاتب ودعمه. وآسف لأن يُقال هذا الكلام. ليس لي موقف من النقابة وأحترم الجميع ومرحبا بالكتّاب وأنا مع توحيد مطالب جميع الكتّاب والهيئات حتى لا تبقى مشتتة.