بعد سنوات الظلم والظلام التي شهدتها أروقة وزارة الثقافة والمحافظة على التراث منذ السبعينيات، وضرب الشعب المهنية للنقابات المتأسسة خلال تلك فترة ومنعها بعد ذلك باستعمال الترهيب والتخويف، عاد هذه الايام العمل النقابي بقوّة وحماسة عبر مجموعة من الإخوة الشابات والشبان المفعمون بالروح الثورية وبقناعة راسخة مؤمنة بأن الوزارة والثقافة عموما لا يمكن ان تتطور الا عبر مناخ اجتماعي سليم وحوار جدّى وبناء حول كل ما يهم اعوان واطارات الوزارة وكل مشاغلهم وطموحاتهم المهنية والاجتماعية اذن تأسست نقابة اساسية لاعوان واطارات الوزارة تكونت من الأخوات والاخوة يونس السلطاني (كاتبا عاما)، عمار المطاوع (كاتبا عاما مساعدا)، صبري الحجري، راضية الحباشي العرڤي، هادية المقدم، الفاهم بن زايد، حسني قنون (أعضاء). ويوم الثلاثاء 26 افريل 2011، التقت النقابة التي ترأسّها الاخ الحبيب جرجير الكاتب العام المساعد للاتحا الجهوي للشغل بتونس مع السيد الوزير عزالدين باش شاوش بمقر الوزارة بتونس العاصمة لتقديم اعضاء النقابة الاساسية والتعريف بهم. وخلال هذا اللقاء، اكد الاخ الحبيب جرجير ان الاتحاد العام التونسي للشغل من أول المنتصرين للثقافة الوطنية والبديلة التي تتماشى مع طموحات الشعب التونسي في الحرية والكرامة، فالثقافة هي عنصر اساسي لتطور الشعب وتقدمها. وحتى نضمن هذا النجاح، قال الاخ الحبيب جرجير ان حلّ المشاكل المهنية والاجتماعية لاطارات واعوان وزارة الثقافة وارساء حوار اجتماعي بنّاء من شأنه أن يعيد إلى الوزارة بريقها لتقديم مادة ثقافية وطنية في المستوى. من جهة، اعرب السيد الوزير عزالدين باش شاوش عن سروره الكبير بعودة العمل النقابي المستقل والاتحاد العام التونسي للشغل واعتبر أن المنظمة الشغيلة ضاربة بجذورها النضالية منذ الاستعمار ومساهمة بشكل فعال في ثورة الشعب التونسي ضد الاستبداد وأن وجودها في وزارة الثقافة شيء إيجابي للوزارة وللثقافة بشكل عام، كما تعهّد بتسهيل مهام النقابة الاساسية الجديد واعانتها على فضّ كل المشاكل المهنية والاجتماعية العالقة والبحث في خير الوزارة في إطار الشفافية. واعلم السيد الوزير، أن الوزارة شرعت بشكل فعلي ومباشر في الاجراءات المالية والادارية الخاصة بالقضاء على السمسرة باليد العاملة وتسوية الوضعيات واستقرار مواطن الشغل من ناحية اخرى، ستنطلق النقابة الاساسية وفي إطار اول انشطتها في تنظيم امسية بمناسبة اليوم العالمي للعمال تتضمن فقرات موسيقية وشعرية ملتزمة ستحتضنها احدى القاعات بمقر الوزارة. ❊ ماذا في اتفاق المعهد الوطني للتراث؟ اللقاء كان ايضا مناسبة لامضاء الاتفاق بين السيد الوزير والاخ الحبيب جرجير بعد جلسة عمل التأمت يوم 25 افريل 2011، بمقر الوزارة بخصوص مطالب رفعها اعوان وطارات المعهد الوطني للتراث الجلسة كان حضرها وفد من الوزارة ترأّسه السيد الوزير ووفد نقابي تضمن الاخ الحبيب جرجير وأعضاء النقابة الاساسية للمعهد ونص الاتفاق على: اعتبار النقابة الاساسية للمعهد الوطني للتراث هي الممثل والناطق الرّسمي لجميع اعوان وإطارات ومهندسين واداريين وفنيين وعملة باستثناء المنضوين تحت نقابة الباحثين وتشكيل لجنة بمشاركة النقابة الاساسية تحت اشراف السيد وزير الثقافة وذلك بمقتضى قرار يصدره وزير الثقافة في غضون اسبوع لمراجعة القانون الاساسي واحداث لجنة داخلية للتحرّي في التجاوزات والسرقات وعمليات السطو المسجلة في قطاع التراث الوطني بالوزارة بما في ذلك المعهد الوطني للتراث، وسيصدر قرار في الغرض قبل موفى الاسبوع وسيكون الطرف النقابي ممثلا فيها. كما تعهد السيد الوزير تحسين ظروف العمل بالحظائر والمواقع والورشات وذلك بالاذن باتخاذ الاجراءات العاجلة بناء على التقرير الفني في الغرض وبتمتيع الاعوان العرضيين بعطلة رسمية وسنوية ومرضية سيقع الرجوع والاحتكام إلى القوانين الشغلية وسيقع تمتيع الاعوان بجميع اصنافهم من عطلهم اعتبارا من شهر جانفي 2010 أما بالنسبة إلى العطلة السنوية تمّ الاتفاق على تمتيع الاعوان بيومين ونصف خالصة الاجر عن كل شهر عمل فعلي إلى جانب تفعيل التأمينات القانونية اللازمة للعملة. هذا وقد أَذِنَ السيد الوزير الثقافة بخلاص اجور العملة العرضيين في ظرف أقصاه (21 يوما) الموالية لنهاية الشهر وارجاع المطرودين باستثناء من ثبتت إدانته وذلك بدراسة الملفات حالة بحالة علاوة على اقرار العمل بنظام الحصّة الواحدة لأعوان وموظفين المعهد الوطني للتراث مع مراعاة خصوصيات المصالح المتّصلة بالادارة العامة وبالمرفق العام وبالقطاع السياحي. كما تمّ الاتفاق على إرساء مبدأ المساواة بين أعوان وموظفي المعهد ووكالة احياء التراث بالنسبة إلى خلاص ساعات العمل الاضافية التي يقوم بها أعوان وموظفو المعهد الوطني للتراث لفائدة الوكالة الوطنية لاحياء التراث، وذلك باعتماد نفس التأجير في خصوص ساعات العمل الاضافية الذي تعتمده الوكالة لاعوانها ابتداء من غرة ماي 2011. وبالنسبة إلى تركيبة لجنة حماية التراث تمّ الاتفاق على تأجيل هذه النقطة إلى ان تتمّ اعادة هيكلة قطاع التراث، واعتبارا لما تقتضيه المرحلة بعد ثورة 14 جانفي 2011 من اتخاذ اجراءات استثنائية لفائدة الاعوان العرضيين العاملين بالقطاع العام وخاصة لاعوان المعده الوطني للتراث، تمّ الاتفاق بين الطرفين على ترتيب الاعوان حسب مقاييس موضوعية وهي الاقدمية الفعلية والسّن والحالة الاجتماعية ومناطق العمل ويتمّ الترتيب النهائي حسب جداول يقع اعتمادها لتسوية الوضعيات بصفة مرحلية بالتنسيق بين الطرف الاداري والنقابي. ودعا الطرفان جميع المعنيين بهذا الاتفاق بمدّ اللجنة المشتركة بين النقابة الاساسية والوزارة بالبيانات المتعلقة بهذه النقطة وذلك قبل 31 ماي 2011 حتّى تتمّ التسوية في أقرب الآجال.