أعوان السكك الحديدية بجهة صفاقس بقيادة هياكلهم النقابية الذين ساهموا بامتياز في النضالات من اجل الاطاحة برأس الدكتاتورية، الحديديون بالجهة الذين رفضوا وتصدوا لكل اشكال الابتزاز في الفترة التي تلت 14 جانفي واعتبروا ان استحقاقات شعبهم تعد ضمن الاوليات والذين لم يبقوا مكتوفي الايدي بل دعوا المسؤولين في الادارة العامة للسكك الحديدية الى ضرورة الاستجابة لاستحقاقات الحديديين حيث تعددت جلسات العمل المشتركة لايجاد الحلول فكانت جلسة 22 جوان 2011 التي تواصلت لساعات احدى أهم الجلسات وتوجت بمحضر اتفاق نص على: ❊ تسوية وضعية الاعوان الذين قضوا مدة 25 سنة على الاقل ولم يتمتعوا بترقية في الصنف من ترقية في النصف الاعلى. ❊ ايجاد حلا توافقيا لتذكرة الحجز خلال مدة اسبوع من تاريخ تحرير المحضر. ❊ تمكين الاعوان الذين حصلوا على ترقية في الصنف في اطار جداول الترقية لسنوات 2004 2007 من المستحقات المالية بالمفعول الرجعي او اثبات ما يدل على صحة ما حصلُوا عليه بتقديم كشوفات لكن الذي أثار هيجان الحديديّين بالجهة يومين قبل عيد الاضحى؟ منذ اكثر من ثلاثة أو أربعة أشهر والهياكل النقابية تتفاوض وتطالب بتمكين الحديديين بالجهة من استحقاق آخر وهو تسوية وضعية الاعوان الذين يمارسون خطط تفوق رتبهم وقد اتفقت الهياكل النقابية بالجهة مع رؤساء الادارة الجهوية على قائمات الاعوان المعنيين وراسل المسؤولون في الادارة العامة منذ اشهر في الشأن وظل النقابيون والعمال بالجهة ينتظرون التنفيذ من قِبَلِ اللجنة المركزية القطاعية التي تشكلت للغرض لكن في الاثناء ومنذ قرابة الشهرين حصل ما أغضب الحديديين والهياكل النقابية بالجهة والمتمثل في تمكين جزء من الاخوة الذين يشتغلون بمحطة قابس والتابعين للادارة الجهوية للسكك الحديدية بصفاقس من تسوية وضعيتهم وطبعا كان رد فعل اعوان السكك الحديدية بجهة صفاقس بالاحتجاج والتوقف عن العمل سرعان ما تم اسئنافه بعدما وعدت الادارة بتسوية الوضع في اخر شهر اكتوبر. حل اخر شهر اكتوبر ولم تف الادارة العامة بوعودها في الشأن فتحرّك الاعوان بالاحتجاج والتوقف عن العمل لمدة تجاوزت الساعة والنصف حيث تدخلت هياكل الاتحاد على جميع المستويات ووعدت بالتدخل لدى الادارة العامة وفي الاثناء عقدت جلسة استثنائية ضمت كل من السيد الرئيس المدير العام وممثلين عن الجامعة العامة والكاتب العام للفرع الجامعي تم الاتفاق فيها على ان تعقد جلسة استثنائية بعد يومين للنظر في النقاط التالية: تسوية وضعية الاعوان الذين يمارسون خططا تفوق رتبهم (ما تبقى من القائمة جهة صفاقس). وضعية الاعوان الذين 25 سنة ولم يتمتعوا بترقية في الصنف. تسوية وضعية الاعوان اصحاب الشهائد. الغاء العقوبات التي تعرض لها الاعوان. بعد يومين من الانتظار ومن تاريخ عقد الجلسة التي تم ضبطها خصيصا للنظر في مشاكل الجهة والمحضر الممضى من قِبَلِ الجهة وقع اعلام الهياكل النقابية بأن الاعوان التابعين للجهة والمعنيين بنقطة الخطط التي تفوق الرتب ملفاتهم منقوصة وبالتالي عليهم بمزيد الانتظار والحال ان القوائم بقيت في رفوف الادارات مدة تفوق الثلاثة اشهر هكذا بكل بساطة! أما النقطة المتعلقة بتطبيق محضر اتفاق 22 جوان 2011 فانه لم يقع الشروع بعد في التفاوض في شأنه بإيجاز: فلا قائمة الاعوان الذين يشغلون خططا تفوق الرتب سُويت بالاعوان المعنيين. وليكن في علم الجميع ان الجلسة التي انعقدت يوم 22 جوان 2011 وضمت الهياكل النقابية للسكك الحديدية بجهة صفاقس والاخ الكاتب العام للجامعة العامة من جهة وممثلين عن الادارة العامة من جهة ثانية اتفقوا على تسوية وضعية الاعوان المعنيين بترقية آلية في اطار المفاوضات الاجتماعية في جانبهما الترتيبي. وعند الشروع في هذا البند أرادت الادارة الالتفاف على ما اتفق عليه تلك هي الاسباب المباشرة لاضراب يومي 2 و 3 نوفمبر هذا الاضراب الذي تخللته جلسات عديدة بمقر الادارة العامة بين ممثلي هذه الاخيرة والهياكل النقابية الكاتب العام للفرع الجامعي بصفاقس والاخوة اعضاء الجامعة العامة لايجاد الحلول لم يقع التوصل الى اتفاق رغم تدخلات قيادات الاتحاد العام التونسي للشغل فالادارة العامة تمتنع على تمكين الاعوان المعنيين من ترقية آلية في حين يتمسك الفرع الجامعي بصفاقس بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بمحضر الجلسة وتضمين ذلك بمحضر جلسة المفاوضات الاجتماعية في جانبها الترتيبي. ورغم محاولات الاتفاق وتمسك الادارة العامة بموقفها الرافض ورغم عدم ابرام أي اتفاق مشترك فان الحديديين بجهة صفاقس علقوا اضرابهم واعتبروا ان نقل المواطنين الى مقر سكناهم بمناسبة عيد الاضحى يعدّ من الآليات وبالتالي تفويت الفرصة على من يحاول التلاعب بلحمة النقابيين بأبناء الشعب وهذا لا يعني التنازل عن حقوق الحديديين الذين عانوا الظلم وقاوموه وحرموا من الترقيات طيلة فترة الاستبداد رغم ما بذلوه من تضحيات في حين يغدق على البعض ممن لا يحضر بالمؤسسة بالعديد منها وسوف لن يصمت النقابيون الذين ساهموا في ازاحة رموز الفساد والاستبداد على من مازال يعشش في الادارات والوزارات ويعتقد ان سحابة تطهير المؤسسات مرت. لقد علق الحديديون بجهة صفاقس الاضراب من اجل ان يكون الرأي العام شاهدا على سعة بال الحديديين وسيقع استئناف النضال في صورة عدم الاستجابة الى المطالب المتمثلة أساسا في: تطبيق محضر اتفاق 22 جوان 2011. مراجعة المنح التي لها علاقة بالمصاريف. تمكين الاعوان الذين يشغلون خططا تفوق رتبهم. هذه الاستحقاقات لا تساوي شيئا أمام ما تم تبذيره من قِبَلِ الفاسدين ودائما طبعا تحت يافطة القانون.