هنّ الآمرات بالحلم وهنّ الحالمات في ليل طويل. هنّ الثائرات على الظالم المستبد. هنّ السيّدات علي الزمن الجميل وهنّ الأميرات الكاسرات لكلّ قيود الظلم والظلمات وهنّ الجميلات الحاملات لكل مشاريع الامل والحب والفرح وهنّ المتجذرات في أرض تونس المقتفيات لخطي عليسة واخريات. طبعن تاريخ تونس الحافل بالمبدعات... بدأت ملحمة نساء بلادي لثورة الكرامة والحرية مع نساء الحوض المنجمي 5 جانفي 2008 وكان على جمعة الحاجي وليلي خالد وزكيّة الضّيفاوي وغزالة المحمدي ان يقدن مع اخريات مسيرات الرديف النسوية الحاشدة وتأخذ الثائرات المشعل من بعولهنّ واخرين تشتتوا بين سجون قفصة والقصرين وسيدي بوزيد وبدأت رحلة العذاب مع السلطان الجائر والحاكم الظالم حتي جاء حديث السابع عشر من ديسمبرلسنة الفين وعشرة وهبت نساء بلادي مرة اخري في قرى سيدي بوزيد ملبيّة نداء الوطن وتكون منال بوعلاقي شهيدة الرقاب يوم 9 جانفي 2011 الزهرة الحالمة التي افلت لنعيش نحن لحظة حرية. تعالت الاصوات ويتتالي الصراخ في تالة والقصرين ولبّت نساء بلادي نداء الهزات كعادتهن لبرابطن بالشوارع والحواري والازقة تجابهنّ القناصة والرصاص غير عابئات بحياتهنّ مقدامات علي الموت كتشبّثهنّ بالحياة وهن السافرات من كل مال وجاه وعتاد. تواصلت نيران الثورة وهّاجة لتعمّ كامل أرجاء الاميرة تونس وتصل ساحتها الملحمية وتراني أسمع كوثر عياري المعطلة عن العمل متسمّرة على قضبان شباك ببطحاء محمد علي الحامي يوم 8 جانفي كلماتها ترن في اذن كل ثائر تقصّ علينا قصصا هي قصصنا وحكاياتنا ولكننا لم نكن نتجاسر على روايتها بكل تلك الشجاعة. كم انت عظيمة ذلك اليوم يا ابنة بلادي، تتواتر الاحداث وتتسارع ويلتحم شعبي نساء ورجالا ونرى ثورتنا يوم 14 جانفي 2011 في شارع الحبيب بورقيبة كأبهى ما تكون ويعلو صوت نساء بلادي Dégage . ما أجملك وأنت فوق الكتف ثابتة كالصخر تنحتين بأحرف حمراء تاريخ تونس الحاضر كما كنت بالامس البعيد ستبقين في الغد ايضا هنا بتونس تدافعين وتقدمين نفسك فداء لمبادئ ثورتنا وشعاراتها ثابتة على العهد وفيّة لذاتك وحقك ووجودك ألف تحيّة لكلّ نساء بلادي.