شهدت ولاية تطاوين موجة استياء واسعة خلّفها الاعتداء على الوجه النقابي المعروف الأخ الطاهر بومخلاء وحملة تضامن وتعاطف كبيرة معه في الأوساط النقابية والسياسية والمدنية بالجهة ومُطالبة بتعقب المعتدين وإماطة اللثام عن الخلفيات والأسباب والجهات التي تقف وراء هذا الاعتداء الجبان. وفي جهة أخرى حدث انفراج في المناخ الاجتماعي بشركة التنقيب إيوس بعد التوصّل إلى اتفاق سوّى مختلف الملفات العالقة من مستحقات وتعويض عن الطرد وقد لعب المكتب النقابي الجديد للشركة المذكورة وعلى رأسه الأخ لسعد عبداللطيف دورا كبيرا في حصول هذه التسوية. أمّا الأوساط النقابية ومختلف الأطراف بالجهة فهي تعلّق آمالا على الجلسة المزمع عقدُها مع وزارة الصناعة في غضون الأيام القادمة لتسوية عديد الملفات من أهمّها ملف التنمية والتشغيل وخاصة أنبوب الغاز الذي يتمسّك أبناء الجهة بالمسار المقترح له انطلاقا من واد زار باتجاه تطاوين التي يمكنها أن تستوعب محطات الضغط والتصفية والمعالجة. وتتوقع عديد المصادر أن الجهة سائرة إلى موجة من الاحتجاجات العارمة إذا تواصل تجاهل ما اتفق عليه في جلسة 2 جوان 2011 بمقر وزارة الصناعة وانتهاج نفس السياسات المعتمدة في مجال الغاز والبترول منذ عقود . وعلى اثر هذه الأحداث أصدر المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بتطاوين بيانًا جاء فيه: «إن المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بتطاوين المجتمع صبيحة اليوم السبت 31 مارس 2012 استثنائيا بعد أن بلغه خبر الاعتداء الرخيص الذي تعرض له الأخ محمد الطاهر بومخلاء عضو المكتب التنفيذي في ساحة الشعب قبالة المركز الجهوي للتكوين المستمر بتطاوين لمّا كان يتأهب مع مجموعة من ممثلي الأحزاب و منظمات المجتمع المدني للانطلاق باتجاه قابس لتمثل الاتحاد الجهوي في أشغال الندوة الإقليمية حول التشغيل تحت إشراف وزير التكوين المهني و التشغيل، وبعد استعراض الوقائع التي جدّت وتدارس ما تنطوي عليه من أبعاد ودلالات فإنه: 1) يستنكر بشدّة هذا الاعتداء الآثم على إطار نقابي عرفته ساحات النضال الاجتماعي والسياسي في الجهة منذ عقود وتعتبر ما نزل به من عنف وإهانة وهو في إطار تنفيذ مهمة نقابية و مدنية لفائدة الشغالين وكل أبناء تطاوين، اعتداء على الاتحاد العام التونسي للشغل بكافة هياكله ومنخرطيه واستباحة لحرمته وكرامة مناضلاته و مناضليه. 2) يعبّر عن تضامن كل الهياكل النقابية الأساسية و الجهوية مع الأخ محمد الطاهر بومخلاء ويؤكد تعاطفه التام ومآزرته الكاملة له. 3) يحذر من مغبة انتهاج بعض الأطراف لخيار العنف وعودة مظاهر البلطجة التي تمارسها مليشات كانت من أذرعة النظام السابق و التجمع المنحل. 4) يشرع فورا في اجراءات تتبع المعتدين ومقاضاتهم ويدعو كل مكوّنات الطيف السياسي و المدني بالجهة إلى حملة دعم وتضامن واسعة مع الاتحاد الجهوي للشغل بتطاوين في مسعاه للدفاع عن الأخ محمد الطاهر بومخلاء واسترجاع حقه وإعادة الاعتبار له.