الى كل من كفّروا الاختلاف، الى كل من جهلوا العقل الى كل من دنسوا الاجتهاد، الى كل من حاربوا الحداثة أقولها وأمضي «تونس دولة مدنية العربية لغتها والاسلام دينها والجمهورية نظامها» وما زاد عن ذلك رجس من عمل الشيطان. كان على هذا الجدل والهراء ان ينتهي، شعبي متنوع في اختلافه، متسامح في فكره ليّن في طبعه، حكيم في رأيه، وكان على الزعيم الذي كفرّوه لاختلافه معمم ان يعود الى الساحة من جديد لنتذكر بنده الاول الشهير لدستور 1959 فليعلم كل تونسي وتونسية ان من حسم جدل المجلس القومي التأسيسي لسنة 1956 لم يكن سوى الزعيم الراحل رحمة الله عليه الحبيب بورقيبة الذي اجتهد كعادته وصاغ ما عدنا اليه اليوم. عدنا والعود أحمد، ما أشبه اليوم بالأمس، كم أنت جميلة يا تونس الخلد وانت تعودين الى قدرك التاريخي والى إرثك الحضاري المتنوع المتجذر في الحداثة والضارب في الانسانية، تلك هي هويتك وهوية ثورتك المجيدة. يحق لنا اليوم ان نفتخر بثورة الكرامة والحرية حسم فيها التوافق مسار البلد وعقلنت فيها المصلحة الوطنية منهج العمل، وتكسرت فيها جيوب الردة والشد الى الوراء بفتاوي باطلة وباجتهادات دخيلة على مصرنا وعصرنا وبدعاة دجّالة لا يربطنا بهم لا دين ولا عرق ولا نسب ولا لغة، فنحن سلالة ابن عرفة وابن خلدون وخير الدين وأحمد ابن أبي الضياف والحداد والشيخ بن عاشور وبورقيبة وجعيط والطالبي ومن زاد عنهم فهم دعاة تكفير وفن وتفريق ولن نسمح لهم ولوكلائهم بالمناولة ان يعبثوا بما تميزنا به عن سائر الشعوب والأمم. سننحت دستورنا بفكرنا وعقلنا وإرادتها وحبنا لهذا البلد كما لا يحبّ البلاد أحد.