ميسي يعترف بأنه تلقى علاجا نفسيا بسبب برشلونة    آلاف المتظاهرين يطوقون البيت الأبيض مطالبين بوقف الحرب على غزة    تعليق مثير للأسطورة زيدان على انتقال مبابي إلى ريال مدريد    بوسالم.. حريق يأتي على 13 هكتارا من صابة الحبوب    بتهم فساد مالي واداري.. بطاقة إيداع ضد الرئيسة السابقة لبلدية حلق الوادي    الشركة التونسية للبنك STB ...مؤشرات مرضية وآفاق واعدة    جندوبة: السيطرة على حريق أتى على حوالي 13.5 هك قمح صلب    حفوز.. إماطة اللثام عن عملية سرقة    وزير الشؤون الدينية: أكبر حاجة هذا الموسم عمرها 104 سنوات    قيس سعيّد خلال لقائه برئيس هيئة الانتخابات ...يجب احترام كل أحكام العملية الانتخابية    مباحثات حول إعادة فتح المعبر    وفاة عامل بناء إثر سقوطه من أعلى بناية في المنستير..    الفنان وليد الصالحي يعلن عن تنزيل اغنية جديدة    الصحة العالمية تدعو للاستعداد لاحتمال تفشي وباء جديد    على متنها 261 حاجا: الوفد الرسمي للحجيج التونسيين يغادر في اتجاه البقاع المقدسة    القيروان: الاحتفاظ بعنصر إجرامي مفتش عنه    قفصة: مباشرة أبحاث مع أستاذ بشبهة تسريب امتحان باكلوريا إلى مترشحين    غدا ناميبيا تونس: المنتخب الوطني يختتم التحضيرات واللقاء دون حضور الجمهور    أبو عبيدة: العدو أنقذ بعض أسراه وقتل آخرين والعملية ستشكل خطرا كبيرا على الأسرى وظروف حياتهم    وزارة الداخلية توفّر الحماية لمربي الماشية    ارتفاع إنتاج دجاج اللحم بنسبة 3,7 % خلال شهر ماي الفارط    عاجل/ نشوب حريقين بنفزة وباجة الشمالية وحالة تأهب بداية من اليوم..    يوم 10 جوان.. انطلاق موسم الحصاد بمعتمديتي بلطة بوعوان و فرنانة    نقطة بيع الأضاحي بالميزان في وادي الليل و هذه التفاصيل    عاجل/ هذا ما تقرر في قضية الحطاب بن عثمان..    وزيرة الإقتصاد تتباحث مع وفد من الشركة السعودية الصينية SABATCO فرص الإستثمار والشراكة.    تطاوين الديوانة تحبط محاولة تهريب كمية هامة من السجائر بقيمة تفوق ال1.2 مليون دينار.    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم السبت 8 جوان 2024    في هذه الجامعة : تؤدي مناسك الحج وتكلف زميلتها باجراء الامتحان بدلاً منها    عمليات التوجيه الجامعي : وزير التعليم العالي يقدم هذه التوصيات    كأس تونس للكرة الطائرة: الترجي الرياضي من أجل الفوز بالثائي .. والنجم الساحلي لإنقاذ موسمه    رئيس الجمهورية يثير مجددا ملف الشيك دون رصيد    طقس: بعض الامطار المتفرقة بعد الظهر على المناطق الغربية بالشمال والوسط    وفاة رائد الفضاء وليام أندرس في حادث تحطم طائرة    موعد جديد لنزال تايسون و'اليوتوبر' جيك بول    عاجل/انتشال 11 جثة مهاجر غير شرعي من البحر قبالة سواحل ليبيا    الفلبين: تحظر واردات الدواجن من أستراليا لهذه الأسباب    جندوبة تحتفل باليوم العالمي لسلامة الأغذية تحت شعار "تأهّب لغير المتوقع "    وزارة التربية توضّح مسألة تمتيع المتعاقدين بالتغطية الصحية    محمد كوكة أفضل ممثل في مسرحية كاليغولا بالمسرح البلدي بالعاصمة    الفنان والحرفي الطيب زيود ل«الشروق» منجزاتي الفنية... إحياء للهوية بروح التجديد    علي مرابط يشيد بدور الخبرات والكفاءات التونسية في مجال أمراض القلب والشرايين    مريم بن مامي: ''المهزلة الّي صارت في دبي اتكشفت''    يوم تحسيسي حول المستجدات الدولية والوطنية في مجال مكافحة المنشطات    مسؤول بال"شيمينو": هذا موعد عودة نقل المسافرين بالقطار بين تونس والجزائر    قبلي: انطلاق فعاليات المنتدى الاقليمي حول فقر الدم الوراثي بمناطق الجنوب التونسي    تشيلسي يتعاقد مع مدافع فولهام أدارابيويو    الإعلان عن موعد عيد الاضحى.. هذه الدول التي خالفت السعودية    مناسك الحج بالترتيب...من الإحرام حتى طواف الوداع    موعد صيام يوم عرفة...وفضله    تطاوين : بدء الاستعدادات لتنظيم الدورة السابعة للمهرجان الدولي للمونودراما وإسبانيا ضيف شرف    المنتخب الوطني التونسي يصل إلى جنوب إفريقيا    اكتشاف السبب الرئيسي لمرض مزمن يصيب الملايين حول العالم    هند صبري تلفت الأنظار في النسخة العربية لمسلسل عالمي    الإعلان عن الفائزين في المسابقة الوطنية لفن السيرك    مُفتي الجمهورية : عيد الإضحى يوم الأحد 16 جوان    عاجل/ قرار قضائي بمنع حفل "تذكّر ذكرى" المبرمج الليلة    اليوم رصد هلال شهر ذي الحجة 1445    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جروح غائرة لم يداوها الدكتور المرزوقي
سليانة، ڤعفور، بوعرادة، بوريس، مكثر
نشر في الشعب يوم 21 - 04 - 2012

على مدار العقود الستة الماضية، قطعوا أطرافها ومزقوا أوصالها، ثم زرعوا الدمار في كل أجزاء كيانها، ومع ذلك ظل قلبها نابضا يقاوم الوجع كما بقي أهلها على مرتفعات الشموخ ومنعرجات الانفة يفككون سياجات الظلم بعرائض التنديد وشعارات الرفض سليانة بمعتمدياتها بوعرادة، العروسة قعفور، الكريب، بورويس، مكثر الروحية وكسرى، كانت جزءا من ذلك التاريخ الضارب بجذوره في عمق الحضارات المتعاقبة تنشد بسواعد أهلها وعقولهم رفع العقوبات البورقيبة واستبداء المرحلة النوفمبرية.
إذ لا شيء ينبئ بانفراج قريب في ظل دولة تقودها حكومة تنغنى صباحا مساء وقبل الصباح وبعد المساء ويوم الاحد بالشرعية فجر يوم الاضراب العام الذي نفذه سكان مدينة «مكثر مكتريس» شقت بنا سيارة اللواج الثنايا والمنعرجات متسللة بين بطون الجبال نحو أفق غطته ستائر ظلمات الظلم والقهر وسيجته عناوين الفقر والتهميش من كل الجنبات.
بسواد قهوة «الفيلتر» حدثنا السيد نجيب السبتي عن الوضع الكارثي الذي تعاني منه الولاية بكل معتمدياتها وبكافة شرائح سكانها، حيث لم تستفد من سياسات التنمية المتعاقبة. فعمال شركة التحرير معتصمون منذ اشهر وهم يواجهون نكد الحياة بلا رواتب ومعتمدية قعفور تعج بالمضربين عن الطعام منذ ايام حيث لم تتوقف سيارات الحماية المدنية عن الغد والرواح نتيجة تعكر الوضع الصحي والمتعكر اصلا للمضربين الجياع على الدوام، مكثر خرجت لتوها من اضراب عام شل، شلل المدينة الدائم ووسع دائرة العاطلين عن العمل بعد ان تبدد الأمل في الوعود التي قطعها رئيس الجمهور المؤقت في آخر زيارته لبني «عيّار» الولاية تواجه تحديات غياب التنمية وافرازاتها المتعلقة باهتراء البنية التحتية وتفكك مؤسسات الانتاج وتنامي عدد المعطلين عن العمل والذي ناهز 4 آلاف.
واضاف السيد احمد الشافعي ان السياسة الرشيدة للحكومات المؤقتة قد فعلت غلق المصانع والمؤسسات ورفعت بنحو ألف مواطن في نسب المحالين على البطالة، والسيد احمد الزين المحجوبي الوالي الجديد حامل الفكر النهضوي لا يتفاوض مع الاتحاد الجهوي حول المشكلات المهنية والاجتماعية رغم المراسلات العديدة الموجهة اليه بالتواريخ التالية (5/3/2012) (14/3/2012) و (23/3/2012) ، بل لقد وصل الامر بالسيد الوالي الى الاستخفاف بالعمل النقابي بدعوته لعناصر غير نقابية للتفاوض معها في الشأن النقابي معتمدا في ذلك على فقه نادر في التسيير ومعالجة الملفات.
أولى زياراتنا الى مكان الداء ومناطق الوجع، كانت مقترنة بقطع اكثر من ثلاثين كلم بملاحظة نزيف سكان قعفور وسماع ما بقي من مرّ الكلام، حيث كانت قاعة معتمدية المكان تعج بالبؤساء والمحرومين والجياع والمرضي والارامل والمهمشين والعاطلين بشهائدهم العليا.
حشايا منثورة هنا وهناك والاجساد النحيفة مرمية في كل ركن تئن من وجع الفقر وألم وخز ابر «السيروم» كل ذلك نتيجة ما اتاه «الممثل القانوني لشركة الاحياء والتنمية الفلاحية» من افعال منافية للقانون وللقيم الانسانية، حيث عمد الى طرد 11 عاملا ثم أخذ في المزايدة احيانا والمماطلة احيانا اخرى والتعسف أبدا... هكذا تحدث الينا السيد سالم العبيدي احد المضربين عن الطعام، واضافد جاره بالحشايا داخل عراء القاعة الفسيحة المظلمة من مقر المعتمدية، السيد نور الدين الجبالي الاب لثلاثة اطفال منهم بنت في عمر الزهور معاقة حيث اكد على مماطلة صاحب العمل الممتدة على مدار ثمانية اشهر كاملة، لم تحرّك السلط المحلية والجهوية ساكنا تجاه سوء تصرف صاحب العمل الذي أدخل الشركة في مديونية فاقت المليار وربع المليار يثري بها عائدات شركته الاخرى «الشهيد بتبرسق».
فرجاني العرفاوي أب أربعة اطفال والامجد الجندوبي أب 3 اطفال ويوسف الشعري أب ثلاثة اطفال ونور الدين آجاح أب لطفلة، لم يقو احد منهم على الكلام بفعل تدهور حالاتهم الصحية التي استوجبت تدخلا فوريا لقوى التدخل المدني لحملهم على عجل الى مستشفى الجهة تحت غضب عارم للمعتصمين والاهالي بما حدا بالسيد عثمان الكرامتي بتشبيه الوضع السائد وهو يزمجر ويصيح «هذا هو الاستعمار الجديد المبشر لعهد قادم على مهل لأهلنا في قعفور».
في حالة الدهشة والذهول، أخذتني السيدة جميلة الورغي من ذاتي الموزعة بين ضروب الوجع والجوع لتحدثني عن طفليها المشردين وزوجها العاطل عن العمل وبيتها المتداعي وعن ثديها المفقود في اقسام صالح عزيز، وبينما كنت أخط شهادتها على دفتري الصغير كانت دموع السيدة نعيمة الرحالي تنهمر بغزارةد والكلمات تختنق في حنجرتها وهي تمسك بطفلها لتقول لي انهما لا يذوقان غير القهوة السوداء التي تمتصها بقايا الخبز وكيف لها توفير ما يسد رمق طفليها وهي التي تتقاضى 80 دينارا عن الحضائر لا تكفيها لمتابعة علاجها لمرض خبيث فتك بصحتها ولم تقدر على زيارة طبيبها بمستشفى صالح عزيز.
وعلى وجهه المكفهر الآخذ في السواد حدثني الشاب هيكل الوسلاتي البالغ من العمر 28 سنة عن محنته المتواصلة مع البطالة حيث لم يشتغل طيلة شبابه الا اثناء أدائه الخدمة العسكرية.
وكان حال رياض الزغلامي الذي لم يتعد عمره 25 سنة اكثر سوءا بحكم أنه يتيم الاب والام ولا يعيش الا بفضائل أهله من سكان قريته أو بتبرعات البعض منهم رغم انه حاصل على أربع شهادات في اختصاصات متنوعة!
وجوه المأساة لا حصر لها ومكان الوجع لا دواء لها وخواء البطون لا طعام لها فمن اين نمر الى نسيان ما حفر عميقا في نفوسنا وبأية طريقة نخلص من حدة الكآبة التي اصابتنا... لا مفر... لا خلاص غير مزيد الاستماع الى هاته الشهادات التي لا يستمع اليها غيرنا... كيف يمكن لهؤلاء توفير الشروط الدنيا والاساسية لاستمرار الحياة فقط... فوليد الهاشمي البالغ من العمر 30 عاما والاب لطفلة لا يتحصل الا على 120 دينارا شهريا.. ويحتار كيف يمكن ان يوزعها بين الكراء والغذاء شأنه في ذلك شأن لطفي الجبالي الاب لطفلين والذي يواجه نفس الواقع المرّ مثلما يعاني جارهما عمار الجويني البالغ من العمر 31 سنة والاب لطفلين والذي يعمل مكونا لمدة 13 سنة ولكنه لا يتمتع بالتغطية الاجتماعية. أما عن حال وفاء البوهاني والتي لم تقدر على زيارة زوجها لمدة اكثر من اسبوعين وهو بالمستشفى يواجه مرضا مزمنا يستوجب يوما بعد آخر عملية تصفية لدمه. فحدث ولا حرج بل لعل عزاءها قد تجده فيما تواجهه كل من السيدة منيرة الرياحي العاجزة على شراء الحليب لابنائها والسيدة هنون الفتوحي الام لطفلين والتي تعاني الامرين من غلو كلفة الحياة وارتفاع الاسعار وهي التي لا تحصل الا على بعض المليمات المتأتية من عمل التنظيف!
الوضع كارثي كما قال السيد نجيب السبتي والحال سيئة كيفما قلبتها كما ذكر احمد الشافعي وجرح غائر مثلما وصفه فوزي البركاتي والحال شبيه بوضع غزة مثلما تحدث عثمان الكرامتي. كل هذه الوصفات ولئن كانت غير مجانبة للحقيقة، فان تشخيص السيد الشاذلي الجبالي ظل اكثر وقعا في نفسي حين قال «لقد خلقنا نحن معشر أهالي قعفور لاقتلاع الاعشاب وذلك ما أرادته السياسات التنموية على مدار العقود الفائتة.
وعبر استنطاقه للواقع الاخرس الاصم اكد السيد ابوبكر الفرشيشي انعدام التنمية افرزت عطالة زهاء 15 الف مواطن بالجهة اي زهاء 47٪ من البطالة يأتي نحو 750 عاطل عن العمل من اصحاب الشهادات العليا في المقدمة بجهة قعفور لوحدها وذلك بعد ان تم غلق المنجم في الثمانيات وتقلص عدد عمال السكك الحديدية وغلق عديد المؤسسات وضرب الكثير من مواقع العمل، وتساءل السيد الحبيب الرزقي كيف تعيش قعفور هذا الوضع الكارثي وهي المنطقة التي تعتبر من ضواحي العاصمة؟!
من قعفور إلى بوعرادة الجروح غائرة أبدا
من اعتصام إلى اعتصام، من جوع إلى جوع ومن وجع إلى آخر، تلك هي مضامين الحياة ومعانيها البارزة في ولاية سليانة وقاسمها المشترك بين أهلها.
فالوحدات الانتاجية «التعاضد» التي أصبحت تأخذ مسمّيات جديدة «شركات الاحياء والتنمية الفلاحية» وذلك حسب المسارات التي تنتهجها سياسات استغلال الملك العام واستنزاف خيراته وانهاك قواه العاملة بالطرد والبطالة والتجويع.
والوحدة الانتاجية التي كانت تسمّى «التضامن» سنة 1975 والتي تشغل في ذلك الوقت أكثر من ثلاثين عاملا كانت تتوفّر على 65 ألف عود زيتون و35 هكتارًا لانتاج زيتون الطاولة، دخلت سنة 1998 كما يقول السيد وحيد الهمامي مرحلة التصفية لنحو 2650 هكتارًا ولزهاء 80 مُتعاضدًا وعاملاً وإطارًا فقسّمت الى ثلاث شركات وتمّ التفويت في 650 هكتار زيتون لسبعة فنيين في حين شرّد العمّال في جبال هنشير «الدرو» غير المنتج وظلّ مصنع انتاج الزيت والزيت البيولوجي غنيمة لأصحاب المال والجاه السياسي الجهوي حيث قام والي ما قبل الثورة ببيعه لاحدى قريباته بنحو 126 مليون في حين أنّ قيمة عقاره تفوق 700 ألف دينار، وذلك دون موافقة المتعاضدين رغم أنّ المالكة الجديدة لم تسدّد غير 80 ألف دينار ومع ذلك حصلت على جائزة رئيس الدولة في انتاج الزيت البيولوجي في مصنع مغلق! ومأساة هؤلاء المتعاضدين قد تعمّقت أكثر بعدما قامت الولاية باقتطاع جزء من المساحة الجملية لفائدة الخواصّ الذين تولّوا تدمير خزّان المياه الذي وصلت كلفته الى 10 ألف دينار ودمّر مدخل الشركة وسيّج قطعته بأسوار تشبه في علوها أو ارتفاعها أسوار السجون كلّ ذلك قد تمّ بتيسير من المصفّين ومن المدير الجهوي لأملاك الدولة ذلك ما يؤكده السيد محمد علي الرياحي الكاتب العام للنقابة الأساسية.
أمّا السيد الشريف بالهادي فقد أكّد أن كلّ هذه العمليات قد تمّت خارج الأطر القانونية التي تستوجب في شروطها الأساسية اعلان مناقصة، مبرزًا أنّ عديد المستثمرين حاولوا شراء هذه الأرض ومصنع الزيتون لكن تعقّد الوضعية العقارية وتشتّت الملكية حَالاَ دون ذلك.
المضربون يطالبون السلط الجهوية اليوم بدفع مالكة المؤسسة إلى اخلائها في أقرب الآجال حتى يفكوا اعتصامهم الذي انطلق في ذكرى عيد الشهداء الماضي ويعودوا إلى سالف عملهم، كما يطالب أصحاب المقاسم الجبلية بالتعويض عن خسائرهم وابدال هذه المقاسم بأخرى منتجة.
شركات الأحياء تواجه الموت
تمسح مجمل شركات الاحياء قرابة 8500 هكتار وتشغل الآن نحو 52 عاملا ومن ضِمْنِهِم الاطارات، لكن عندما كانت وحدات انتاجية أي تعاضديات كانت تشغل 250 عاملا واطارًا.
وتتميّز هذه الشركات الآن بما يلي:
شركة التحرّر تمسح 1800 هكتار وتتوفّر على 43000 عود زيتون وعلى 700 هكتار سقوي وبحيرة وتشغل 13 عاملا واطارًا واحدًا بعدما كان بها 45 متعاضدًا وإطارًا وتقوم بتربية الماشية من أبقار وأغنام.
عمّالها الحاليون مطرودون منذ شهر أكتوبر
شركة النصر تمسح 560 هكتارًا وتتوفّر على 2600 عود زيتون وبها 5 هكتارات سقوية تشغل حاليا عامليْن فقط بعدما كان بها 20 متعاضدًا.
شركة المهيري تمسح 1800 هكتار ويوجد بها 11000 عود زيتون لا تشغل أي عامل!
بعدما كان بها 45 عاملاً متعاضدًا!!
شركة السنبلة «الاجتهاد» تمسح 1572 هكتارًا وتتوفّر على 25000 عود زيتون تشغل 32 عاملاً واطارًا.
شركة الهوام، تمسح 600 هكتار وتتوفّر على 3000 عود زيتون وبحيرة وتشغل خمسة عمّال فقط بعدما كانت تشغّل عشرين عاملاً.
شركة البعث تمسح 2000 هكتار وتتوفّر على 34000 عود زيتون و60 هكتارًا سقويًّا تشغل ثلاثة عمّال فحسب بعدما كانت تشغل 45 عاملاً متعاضدًا.
وقد شهدت جلّ هذه الشركات تلاعب المستثمرين بأملاك الدولة والبنية التحتية وأتلفوا الأراضي وعوّضوا زراعة الأشجار بزراعة الحبوب وتخلّصوا من كلّ الكفاءات وسرحوا أغلب العمّال.
بورويس: قطعوا رأسها وأتلفوا أطرافها من أين تدخل مدينة سيدي بورويس وكلّ الطرق مقطوعة وكلّ المداخل مغلقة. مدينة معزولة وقرية منسية... مدّة الانتماء إليها لا تتجاوز العشرين عاما، يهجرها الشباب بعد الحصول على شهادة الباكالوريا أو عند الفشل في اجتياز امتحانها.
كيف يمكن البقاء فيها وهي لا تتوفّر إلاّ على كلّ شروط الفناء المبكر؟!
يقول السيد سليمان المليتي إنّ المدينة قد أفرغت من كلّ مقوّمات الحياة الكريمة المشروطة أبدًا بالعمل.. فمصنع البلاستيك الذي كان يشغل زهاء 140 عاملاً منذ أكثر من ثلاث سنوات قد أغلق أبوابه وأحال عمّاله على البطالة بعد رفض صاحبه الالتزام بمضامين محاضر الجلسات.
أمّا فيما يتعلّق بالتعاضديات الفلاحية، فبعدما كانت تشغل زهاء 40 عامل، تمّ توزيع مقاسم على عدد من العمّال ثمّ يتفرّد المستثمرون الخواص بهذه الأملاك ويتولّون كراءها على وجه غير قانوني ولا يشغلون أي أحد.
وفيما يتعلّق بمركز الرسكلة والتكوين الفلاحي الذي كان رائدًا في الستينات بحكم ما يقدّمه من تكوين للفلاحين في مجالات الآلية الفلاحية والزراعات الكبرى وزراعة الخضروات وزراعة الأشجار المثمرة وتربية الحيوانات وذلك فضلاً عن صبغته الانتاجية التي يحققها 680 هكتارًا تتوفّر على 44 ألف عود وعلى 3 هكتارات مبانيَ و100 هكتار لانتاج الزيتون و170 هكتارًا للزراعات الكبرى والزراعات العلفية بما يمكن من توفير مداخيل سنوية تقدّر بنحو نصف مليار من المليمات. هذا المركز الذي كان يدّرس نحو 400 تلميذ بات لا يؤوي الاّ خمسة تلاميذ فقط كما أنّ مساحته قد تقلّصت من 680 إلى 273 هكتار نتيجة سياسة التقسيم الذي لحقته في بداية التسعينات في حين انّ المنطقة تعاني من وجود 420 معطّل عن العمل من أصحاب الشهادات العليا ومن نحو 1600 عامل بشكل دائم في هذه المدينة التي تواجه الموت من كلّ حدب وصوب.
ويرى السيد سامي السمعلي انّ هاته المؤسسة يمكن تحويلها الى جامعة للفلاحة تشعّ بالجهة وتمكّنها من اطارات مختصّة في الفلاحة بكل استحقاقاتها الانتاجية وتفتح سوق شغل تبدو الجهة في أشدّ الحاجة إليها.
ويذهب السيد مهدي الشابي الى اعتبار انّ معتمدية سيدي بورويس قد وقع اقصاؤها من سياسة التنمية منذ سنة 1980 حيث ظلّت منذ تلك الفترة دون اعتمادات عمومية الشيء الذي اثر على كلّ جوانب الحياة فيها وخاصّة بنيتها التحتية الآخذة في التآكل سنة بعد أخرى. اذ أنّها قلّة معزولة عن بقيّة معتمديات الولاية، فكل مداخلها سواء عبر سليانة أو عبر الكريب أو عبر السّرس مقطوعة.
كما تواجه السكك الحديدية إهمالاً كبيرًا وخاصّة على مستوى الخط الرّابط بين تونس وبورويس بما تسبّب في تنامي عدد الحوادث ولاسيما في حقوق الأطفال ويضيف السيد مهدي الشابي أن المعتمديّة لا تتوفّر على أي مرفق من المرافق حيث لا توجد قباضة مالية أو فرع بنكيّ أو إدارة تجهيز ولا ادارة لشركة الكهرباء أو شركة للمياه أو فروع للكنام. فحتى المدرسون يدرسون بلا طباشير!! أمّا المدينة فتشهد رحيل زهاء 600 عائلة.
ويتساءل السيد عبد الرزاق الهاشمي عن أسباب استمرار سياسة الاقصاء والتهميش خاصّة أنّ الجهة كانت المدينة الثانية التي انتفضت بعد تالة وفكت حصارها وشارك شبابها في اعتصامي القصبة I والقصبة II، بل لعلّّهم السّباقون الذين مزّقوا صورة المخلوع يوم 26 ديسمبر 2010...
كلّ مراقبة تحوّلت إلى ولاية عدا مكثر!!
من أين يبدأ تاريخ مكثر الضارب بجذوره في الحضارات الانسانيّة القديمة منذ أكثر من 3 آلاف سنة... نبدأ من مكتريس الرومانية أم من مكتريم البيزنطية... انّها مدينة العيون في كلّ الأحوال ولذلك سنراها من خلال عيون أهلها.
بوجع كبير تحدّث إلينا السيد توفيق عمر عن تاريخ مكثر الذي يعود إلى الحضارات القديمة، وعن 45 هكتار من الآثار والسبعة منها التي تمّ التنقيب عنها وحوّلوها إلى متحف اللوفر، واستمرّت السرقات والاستنزاف مع الطرابلسية.
ويذكر السيد توفيق عمران أنّ مكثر نالت عقوبات العهد البورقيبي الذي طمس فيها مقوّمات النهضة بحكم تغلغل الفكر القومي فيها واليوسفي على وجه التّحديد ويبيّن كيف خرج أهلها عن بكرة أبيهم يوم 7 جانفي 2010 وقاموا باحراق أوّل جامعة دستورية مذكرًا باضراب رجال التعليم في ذلك التاريخ الذي لا يقوى أحد على القيام به. ويتساءل: لماذا لا يتمّ الاحتفال بعيد الثّورة في مكثر؟! ثمّ يجيب لقد كان لمكثر دائما المغرم ولم يكن لها أبدًا المغنم.
وفي نفس الاتجاه سار حديث السيد فيصل بن درسية حيث أكّد على صعوبة الخيار الذي ذهب باتجاه أبناء هذه المدينة من القديم حيث تشهد لهم كهوف كسرى وغابات حازم وجبل كان قرنينة بملاحمهم وبطولاتهم التاريخ التي دوّنتها اعدامات سنة 1881 ويظلّ علي بن عمّار قائد معركة مكثر ضدّ الاستعمار العنوان الأبرز من هذه الملاحم والتضحيات مثلما تظلّ انتفاضة المدينة يومي 7 و8 جانفي 2010 لفكّ الحصار على تالة وسيدي بوزيد قادح الثورة وشرارتها التي أشعلت لهيب الثّوار...
ويرى السيد عبد الجليل السبتاوي الكاتب العام للاتحاد المحلي أنّ نحو 7 آلاف عائلة في مكثر تعيش تحت خط الفقر وأنّ عدد سكانها أخذ في التراجع بحكم النزوح والهجرة الدّاخلية. فبعد أن كانت مكثر تحتضن 70 ألف ساكن سنة 1920 باتت اليوم لا تتوفّر إلاّ على 17 ألف ساكن لا غير وذلك بفعل انعدام أسباب التنمية وفقدان مواطن الشغل فحتى مناظرة الكاباس كانت مقترنة بشهادة Néant ولسنوات طويلة وذلك بعد ما كانت معاهد مكثر رائدة في ارتفاع نسب الحائزين على شهادة الباكالوريا.
وحدثنا السيد حسن الكامل مفتاح عن خصائص مكثر الجيولوجية والطبيعية حيث وإن توفّرت مدخّراتها على الرخام والكلس فإنّها تفتقر إلى مصانع الجير والاسمنت كما أن توفّر مادّة الكوارتز الكامنة في نوعية رمالها لم تدفع المستثمرين الخواص والمشاريع العمومية للاستثمار في مادة البلور الرفيع ولا حتّى في مادة الرّمل. والينابيع الجبلية الجارية والقاعدة المائية الصافية لم تكن سببًا لبعث مصنع للمياه المعدنية. ويضيف أنّ مدينة العيون بامكانها أن تتحوّل إلى مركز استشفائي وسياحي كما أنّ مناخها الصيفي وطبيعتها الجميلة يمكن أن تساعد على بعث مركّبات رياضية. كما أنّ علوّ مرتفعاتها التي تصل في القلعة من منطقة بني حازم إلى 1227 مترًا يمكن أن تكوين مصدرًا للطاقة البديلة التي تعمل بالرياح. انّ منطقتها الأثرية ورغم ما لحقها من نهب وسرقة ظلّت أجزاء كبيرة منها مدفونة تحت الأرض وتستوجب انشاء متحف وطني ومعهد للحفريات يوفّر سوق شغل للمختصين وغير المختصين.
ولئن تميّزت فلاحتها بثراء منتوجاتها المثمرة وخاصة حب الملوك فإنّ فلاّحيها ظلّوا بلا امكانيات مادية أو تقنية أو تشجيعات. فتميّز «الرّوحية» بانتاج التفاح وكسرى بالكروم ومكثر بحب الملوك، يدفع باتجاه بعث مصانع لتصبير وتجميد هذه المنتوجات ومن جانبه يدعو السيد عبد الوهاب المنصر الأب لطفلين والعاطل عن العمل إلى إعادة فتح ملف عملة الحظائر والتعاطي معه بجدّية بما يكفل استقرار الشغل وتوفير شروط الكرامة.
وينبّه السيد الصحبي الى انتشار داء السل وارتفاع نسب الاصابة بالتهاب الكبد الفيروسي خاصّة في ظلّ غياب طب الاختصاص وانعدام التجهيزات الطبية... فنصف عدد المرضى في ولاية سليانة ينحصر وحده في معتمدية مكثر وهو ما يستوجب بعث مستشفى جهوي متعدّد الاختصاصات ومدعوم بالتجهيزات الطبية الأساسية. وفي الرّكن الآخر من المدينة دخل أعوان مركز التكوين والتدريب المهني في اضراب مفتوح منذ أكثر من أسبوعين فلقد ظلّ جميعهم عرضيّين رغم أقدميّة ثلاث سنوات عمل...
انّ الاضراب العام الذي يشنّه سكان مدينة مكثر الخميس قبل الماضي احتجاجًا على واقع التّهميش والاقصاء والبطالة وغياب السياسة التنموية وانتهاء المدّة التي قطعها رئيس الجمهورية المؤقت منذ آخر زيار ة إلى مكثر لم يمنع القوى الحيّة والنخب الفكرية والمدنية من صياغة تصوّر بديل لملف التشغيل في علاقة بالتنمية يقوم على ركائز مؤسساتية في علاقة بوزارة التربية، وزارة الصحة، الكهرباء والغاز وتوزيع المياه والتطهير والآثار الرومانية ومحطّات النقل البرّي والقطاع الفلاحي وقطاع الشباب والثقافة والقطاع الخاص وخاصة الشأن الاجتماعي.
راهن الوضع الاجتماعي والاقتصادي بڤعفور وكيفية معالجته توجد معتمدية قعفور ولاية سليانة وتتميز بمناخها الشبه الجاف وبتعدد تضاريسها الشيء الذي يمكن من تنوع انتاجها ويجعلها قطب استثماري مهم واعتبارا وان المنطقة تتوسط 5 معتمديات : بوعرادة والعروسة والڤعفور والكريب وبوريس ويمر بها طريق رئيسي يربط بين تونس والكاف وسكة حديدية بين تونس والقلعة الخصبة.
هذا الموقع الجغرافي المهم من شأنه ان يجعل المنطقة تكتسي صبغة شبه جهوية تقتضي بعث بعض المؤسسات العامة كالبنوك ومؤسسات الرسكلة متعددة القطاعات فلاحية، طبية، تجارية واستثمارية مساعدة منها في تقريب الادارة للمواطن وتنشيط الدورة الاقتصادية.
الا ان رغم توفر الظروف الملائمة للاستثمار نجد ان معتمدية قعفور ومنذ نشأتها لم تحظ بما تستحق من عناية حيث وقع حرمان متساكني المنطقة من الاستفادة والعمل بالاراضي المتوفرة التي حولها العهد البورقيبي الى وحدات انتاجية استفاد منها البعض وتم اقصاء الاغلبية وبعدها تمت احالتها حسب كراسات شروط لا تراعى فيها الامور الفنية بقدر ما تراعى فيها ولاء المستفيدين منها الى نظام بن علي الفاسد وتجدر الاشارة وان بالمنطقة 11 شركة بمساحة جملية 9422 هك ومساحة زياتين 1612 هك ما يعادل 161200 اصل زيتون ومقاسم مروية.
هذه الشركات وان وجدت لم تفعل الاستثمار بالمنطقة حيث ان اغلبها لا يشغل سوى شخصين او ثلاث على الاكثر ولم يتم استغلالها الاستغلال الامثل حيث لا تتجاوز نسبة الاستثمار 30٪ الى 40٪ اضافة الى ذلك فان بعض الاراضي تم اسنادها الى المقربين للنظام كهبة لما قدمه البعض منهم من تكريس منظومة الظلم والاستبداد الذي اسس النظام الفاسد اسسه عليها والتي وجب اليوم النظر في اعادتها للمصلحة العامة واسنادها لمستحقيها كما ان مقاسم الفلاحين الشبان تم توزيعها على البعض غير المؤهل وليس له دراية بالعمل الفلاحي استوجب الوضع الحالي النظر فيهم والوقوف على مدى مردودية المقاسم المسندة لهم مع امكانية مساعدة الناشطين منهم على مضاعفة المساحة الممنوحة باعتبارها غير كافية والمقدرة ب 5 . 2 هك. اما في خصوص مجمع التنمية بقعفور والذي يعنى بمتابعة المناطق السقوية واستخلاص ديون مياه الري من منخرطيها لم يوفق بالقيام بمهامه وهي النهوض بالمنطقة السقوية والوقوف على مشاغل الفلاحين وهو ما يستوجب تحويل المجمع المذكور الى ديوان احياء الاراضي السقوية يكون تحت اشراف مباشر للدولة.
ولتعبئة الموارد المائية من المفيد تنشيط المناطق المحاذية للبحيرات والسدود الجبلية للمعتمدية والتي تعد طاقة استيعابها الجملية الى 7520000 م 3 وعددها 7 بتمويل الفلاحين المحاذين بالتجهيز الضرورية للعمل اضافة الى تعبئة مياه السيلان المهدورة وذلك باحداث سد ثانٍ على وادي سليانة يمكن ان اضافة منطقة سقوية عمومية ثانية تساعد على استثمارد واستقطاب اليد العاملة واحداث بحيرات جبلية اخرى ان سمحت المواصفات الفنية.
كما ان وضع القروض المسندة للفلاحين خاصة منهم متوسطي وصغار الفلاحين قد اثقلت كاهلهم الفوائض البنكية الشيء الذي جعلهم عاجزين على تسديدها رغم جدولتها حيث يصبح من الضروري شطب هذه الفوائض مع مساعدتهم على التمويل وتجاوز الصعوبات المعرقلة لتطوير انتاجهم وتحسين مردودياتهم من ذلك معدات الري التي يستوجب تجديدها محافظة على الاقتصاد في مياه الري ومزيد تطوير الانتاج واقتناء الابقار الحلوب لتزويد المنطقة بالحليب واللحوم والتي تعطي المنطقة السقوية اهميتها المنقوصة اذا انها تعتبر قطب تنموي مهم يستقطب اليد العاملة ويزود المنطقة بالمنتوجات الاستراتيجية خاصة منها الحبوب والاعلاف والطماطم والبطاطا هذه الاراضي المناسبة تعاني من تردي المسالك الفلاحية المعتبرة شرايين المنطقة حيث يعجز الفلاحون على ايصال متنتوجهم الى السوق عند نزول الامطار مما يضاعف من متاعبهم زيادة عن ذلك المصاريف وارتفاع الكلفة ونذكر من المناطق المتأثرة بصفة جالية من رداءة المسالك الفلاحية المسلك الحيوي الرابط بين قعفور وام الزيد عبر البراكته منطقة الفلاحين الشبان التحرير والبعث ومنطقة ام الزبد.
اما خارج المناطق السقوية فتوجد مناطق ذات انتاجية مهمة معزولة تماما على المنطقة البلدية نذكر منها.
الجبالية قعفور
كرامت : النويصر
عوينات الشراقة : التويصر
عين زريق الشويرب بوقطاية الاقصاب
والتي يقطنها مجموعة من المتساكنين يعانون صعوبة التنقل وعرقلة في السير العادي للعمل والتعليم والصحة اما المنشآت الحيوية فانه رغم وجود البنية الاساسية كالمنطقة الصناعية بقعفور والتي لم يفعل دورها حيث ان البعض قد انتصب للعمل بهذه المعامل لغاية الحصول على منح وقروض المسندة من طرف الدولة للمستثمرين بعد الاستفادة من هذه الامتيازات تم نقل التجهيزات الى جهات اخرى وغلق هذه المنشآت وهي في حالة تعطل وامام هذه الوضعية وهو ما يستوجب محاسبة المستفيدين واعادة هيكلتها وتنشيطها لاستقطاب اليد العاملة ودفع عجلة الاستثمار.
ويعتبر عنصر البطالة من المشاغل العاجلة التي تستوجب الحلول الدائمة للقضاء على ظاهرة الحضائر غير المنتجة وحصر وتعداد اصحاب الشهائد العليا حسب الاختصاصات وتمكينهم من العمل حسب مؤهلاتهم العلمية لتضفي الافادة.
وبطلب ملح من مواطني المنطقة الراغبين في احداث منطقة صناعية اخرى تم توفير موقعها ونظرا لخاصيات المنطقة الفلاحية فان المنشآت المطلوبة تكون ذات صبغة تحويلية لهذه المنتوجات مثل معمل الطماطم، سميد، عجين، تعليب وتصبير زيتون ومشتقاته ومعامل اخرى حسب دراسات فنية في الغرض.
اما قطاع السكك الحديدية فقد بات اليوم من الضروري مراجعته وهيكلته وتعويض المتقاعدين من العملة والنظر في دور الورشة الراجعة بالنظر الى المؤسسة المذكورة وهي ورشة مركزية وقع تهميشها سابقا وتقليص عدد عمالها رغم اهميتها ونجاعتها اذ انه سبق برمجة توسيعها على مراحل وتم تزويدها بمعدات العمل الضرورية احتفظ ببعضه وتم نقل البعض الآخر الى جهات اخرى.
ومن مشاغل المنطقة القطاع الصحي الذي وان كان عموميا فانه لا يحمل من الصفة غير اسمها حيث ان مواطني المنطقة يعالجون في ظروف تفتقر الى أبسط التجهيزات ان وجدت اذ ان اقتناء الادوية الغير متوفرة بصفة دائمة بالمستشفى عند طلبها على نفقة المتداوي وهو مشغل يتذمر منه اغلبية المواطنين اضافة الى نواقص بعض الاقسام تجبر المريض على التداوي بالمستشفى الجهوي بسليانة او بتونس العاصمة مثل العيون والاذن وبعض الاختصاصات تتطلبها الحاجة بصفة استعجالية مثل تصفية الدم، جراحة العظام...
مع امكانية توسيع المستشفى وتجهيزه بالمعدات الضرورية وتوفير اليد العاملة المختصة، اما في خصوص المستوصفات المتواجدة على مستوى الارياف فهي في حالة رديئة جدا ولا تتم زيارتها من طرف الطبيب سوى مرة واحدة في الاسبوع.
وختاما وان نحيي فيكم الروح الوطنية العالية ومدى اهتمامكم بضعفاء الحال إننا نطالبكم وباسم ما حققه الشعب التونسي من انتصار وتحدي الظلم والاستبداد فاننا نطالبكم بتطهير القطاع العمومي من بعض رموز الفساد وبقايا النظام السابق وكذلك بعض الافراد المنطوي بالمنظمات والجمعيات الذين لا يزالون يعكرون صفو المسيرة بإثارة الشغب والشائعات.
في عين زريق:
طغاة الأمس يحرمون فقراء اليوم من الماء في عمادة بن زكري وتخومها من عين زريق، البرّامة، الهمامة، الغزايلية ولاد جريب، الشرايفية، النوايرية، أولاد حدة، صميرة، زكارة وغيرها «الدشر» المتناثرة فوق سفوح الجبال وبين السهول، يشكو أهلها من عنهجيّة السيد بشير العويديدي أكبر فلاحي الجهة وأكثرهم بطشًا والذي تعنّت في حرمان نحو 3 آلاف عائلة من الماء الصالح للشرب، ودفعهم للشرب من البرك أو قطع مسافة تصل إلى 6 كلم للتزود بالماء.
فقبل الثّورة، قامت وزارة الفلاحة بحفر بئر عميقة بنحو مليار و200 مليون ثمّ قامت الجهات المختصّة بمدّ القنوات لتزويد السكان بالماء، غير أنّ هذا الفلاّح الذي «تجج» بأنّ البئر داخل أرضه حرم الأهالي من عمليّة الضخ ويحرص الآن على تحويل هذه البئر إلى مصنع للمياه المعدنيّة، كلّ ذلك يجري والسلط الجهوية والمحليّة لا تقدّر على تحريك ساكن...
ويؤكد السيد نورالدين الهمامي أنّ أغلب السكان يعانون من أمراض الاسهال والكلى وحتى سرطان الدم الذي أصاب ابنته الصغرى...
سكان هذه المناطق النائية يعيشون حالة غليان قد تطوّر إلى ما لا يحمد عقباه وخاصة تجاه صلب السيد بشير العويديدي الذي كان سيتقوى بأذناب سلطة المخلوع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.