شهدت دار الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس يوم الثلاثاء غرّة ماي 2012 تجمّعا عمّاليا حاشدا قدّر بالآلاف رفعت فيه شعارات تنادي بحياة الاتّحاد و الاعتزاز بالانتماء إليه وما قدّمه من نضالات لا تحصى ولا تعدّ سواء زمن الاستعمار المباشر أم أيّام الحكم البورقيبي أم النّوفمبري مدافعا عن استقلال البلاد وكرامة الشّغالين وتحقيق مطالبهم المشروعة. وقد استهلّ هذا التّجمّع الغفير الاخ محمّد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس أكّد فيها على دور الاتحاد في حماية البلاد و الدّفاع عن مكتسبات الثّورة بفضل وحدة العمّال و انسجامهم مع هياكلهم النّقابية المناضلة ثمّ تطرّق إلى تباطؤ الحكومة في تحقيق مطالب الطّبقة العاملة سواء بالفكر أم بالسّاعد و انتهاجها سياسة التّسويف و المماطلة مشدّدا على رفض الاتّحاد انتداب العمّال عن طريق المناولة و التّشغيل الهشّ الذين من شأنهما أن يجعلا العامل لا يعرف الاستقرار والعيش الكريم. وفي هذا الإطار هنّأ الأخ محمد شعبان عمّال المناولة بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة ومستشفى الهادي شاكر بإبرام عقد نموذجي هو الوحيد من نوعه في كامل أنحاء البلاد يقضي على المناولة بخصوص المطبخ والحراسة والنّظافة بمقتضى عقود بسنة تتجدّد ضمنيّا وتطبيق قانون الوظيفة العمومية بداية من 13/10/2011 طبقا لمحضر الاتّفاق المبرم بوزارة الصّحة بتاريخ 11/10/2011. وذكّر الأخ الكاتب العام بنجاح العديد من القطاعات في تحقيق مطالبهم بعد نضالات مريرة تجاوزت السّنة بفضل مجهود العمّال والتفافهم حول هياكلهم النّقابيّة بالجهة وعلى رأسها المكتب التنفيذي للاتّحاد الجهوي للشغل بصفاقس. وقد قطعت كلمة الكاتب العام العديد من المرّات بالشّعارات التّالية: « وحدة وحدة يا عمّال ضدّ القمع و الاستغلال، بالرّوح بالدّم نفديك يا اتّحاد، عاش عاش الاتحاد أقوى قوّة في البلاد». كما كان موضوع الاعلام و حرّية التّظاهر في الشّارع من النّقاط الذي توقّف عندها الأخ محمّد شعبن مندّدا بالتّدخّل العنيف الذي تعرّض له أعوان و موظّفي التّلفزة محمّلا الحكومة مسؤوليّة ما سلّط من انتهاكات صارخة تستهدف حرّية الصّحافة والإعلام بصفة عامّة مندّدا بالعنف الذي مورس على المعطّلين يوم 7/4/2012 وعلى المتظاهرين بشارع الحبيب بو رقيبة يوم 9/4/2012 مذكّرا بثوابت الاتحاد العام التّونسي للشّغل المدافعة عن حقّ الشّغل و الكرامة و حرّية التّظاهر والتّعبير. كما استغرب الأخ الكاتب العام من سفر وزير الدّاخلية إلى الخارج يوم دخول أعوان الولاية والمعتمدية في إضراب بيومين مذكّرا بأنّ هذا الإضراب شهد نسبة نجاح 100% في صفاقس و مشيرا إلى أنّ هذه الممارسة النّضالية لم تكن من أجل تحقيق مطالب جديدة وإنّما جاءت لفرض تطبيق اتّفاقيّات أمضيت مع الحكومة السّابقة مبيّنا أن مثل هذا التّلاعب يهدّد استقرار اليلاد و يجرّها إلى منزلقات خطرة. و في الختام شدّد الأخ الكاتب العام على الأهمّية الكبرى التّي يوليها الاتّحاد العام التّونسي للشغل للمفاوضات الاجتماعية و ملف الصّناديق الاجتماعيّة و خاصّة ملف التنمية الجهويّة و العدالة الجبائيّة مدوّيا بأنّ العمّال يدفعون أكثر من الأعراف. و قد طالب الحكومة بالإسراع في فتح فتح ملفّ التّشغيل بجدّية بعيدا عن الحلول التلفيقية كالتّشغيل الهشّ عن طريق الحضائر. و اختتم المهرجان العمّالي بمسيرة حاشدة جابت شوارع مدينة صفاقس رافعة شعارات تندّد بغلاء المعيشة و الدّفاع عن الإعلام العمومي و رفض الإعلام الحزبي و الحكومي و الوفاء للشّهداء.