أضرب أعوان المسابك والتعدين والبناء المعدني يومي 17 و18 فيفري الجاري بكل المؤسسات احتجاجا على تعثّر المفاوضات الاجتماعية، وشهد الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس اجتماعا حاشدا للعمّال أثبت نجاح الاضراب ومساندة القاعدة العمّالية لقرارات هياكلها. وقد شهد الاجتماع رفع شعارات عمّالية تدعو إلى أحقية العمّال في زيادات محترمة تغطّي ارتفاع الأسعار وقد بيّن الأخ فوزي الخلفاوي، الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للمعادن والكاتب العام للفرع الجامعي للمعادن بجهة بن عروس، أنّ نجاح الاضراب يؤكد التفاف العمّال كافة وراء هياكلهم ودفاعهم عن حقهم في زيادات تغطّي جانبا من ارتفاع الأسعار. وأوضح الأخ الطاهر البرباري الكاتب العام للجامعة العامة للمعادن والإلكترو نيك أنّ الاضراب يعكس احتجاج القطاع على ضرب حقوق العمّال ودفاعا عن زيادات تلبّي الطاقة الشرائية لهذه الفئة المهدّدة بالبطالة الفنية والرافضة لزيادات المليمات. وبعد استعراضه للمفاوضات داخل هذا القطاع وعقد أكثر من 55 جلسة، بيّن الأخ البرباري أنّ الاضراب لم يكن من أجل الاضراب، بل من أجل الدفاع عن كرامة العامل وتمكينه من حقوقه. واستعرض الأخ الكاتب العام ما تحقّق من زيادات في المنح مؤكدا تمسّك الجامعة بزيادات أفضل من مفاوضات سنة 2005 بإعتبار أنّ القطاع حقّق أرباحا حصدها أصحاب العمل الذين لم يرضوا بالإعتراف بجهد العمّال الذين يجهدون أنفسهم صباحا مساء من أجل مؤسساتهم ولكن دون تثمين أو اعتراف بهذه المجهودات. وأكد الأخ البرباري أنّ القطاع مقدم على تحركات جديدة في صورة تواصل هذا الوضع باعتبار أنّ قطاع المعادن يرفض التنازل عن حقوق عمّاله. وحيّا الأخ الكاتب العام الجهات كافة التي ساندت الاضراب وأنجحته مهنئا عمّال جهة بن عروس بإتحادهم الجهوي المناضل كما شكر جهات صفاقس وتونس وسوسة وبنزرت. مرحلة جديدة من جهته أكّد الأخ محمد المسلمي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس أنّ الجهة كان لها شرف كبير بإفتتاح المدّة النيابية الجديدة بهذا التحرّك العمّالي النضالي الرائع وهذه البداية إنّما هي مؤشّر على أنّ الجهة ستدخل مرحلة جديدة في النضال. وحيّا الأخ محمد المسلمي كل الحضور من عمّال ومسؤولين نقابيين، موضّحا أنّ هذا التحرّك جاء ليفنّد نظرية «زيادات الحاكم» ويؤكد أنّه لا توجد زيادات دون نضال مشيرا إلى أنّ قدوم المئات من العمّال إلى دار الاتحاد الجهوي واضراب الآلاف لتأكيد منهم على دفاعهم من أجل كرامتهم ومن أجل نصيب العمّال من الثروة. وبيّن أنّ الاتحاد الذي ولد مناضلا سيبقى كذلك ضدّ كل من يحاول التلاعب بحقوقه من أعراف الذين أوكلوا للموظفين تسيير المفاوضات وهو ما ترفضه النقابات. وأكد الأخ الكاتب العام أنّ الاتحاد الجهوي سيقف ضدّ من يكدّس الأرباح على حساب العمّال الذين يجابهون مصاعب الحياة اليومية بأجور زهيدة وبديون مثقلة، مبيّنا أنّ الحضور الجماهيري الكبير تأكيد من عمّال المعادن بالجهة أنّ كرامتهم قبل الخبز وفوق كل اعتبار ولا مساومة مع حقوقهم. وأشاد الأخ المسلمي بهذا الحضور الذي يؤكد أنّ جهة بن عروس قلعة للنضال، مشيرا أنّ هذا التجمع يمثّل بداية للنضال وسينتصر العمّال في هذه المفاوضات داعيا الحاضرين إلى الاستعداد لملفات المناولة والترسيم، لأنّ الاتحاد الجهوي سيقاوم سرطان المتاجرة باليد العاملة وإخضاع العمّال لعلاقات شغلية هشّة أشبه بالاستعباد. وأكد الأخ الكاتب العام أنّ الجهة ستطرح ملفي الجباية والتأمين على المرض بعيدا عن المساومة، ومثل هذا الاضراب الناجح والحضور المكثّف للعمّال بجهة بن عروس تأكيدا لوقفة عمّال المسابك والتعدين والبناء المعدني مع هياكلهم وان نجاح التحرّك حتى في المؤسسات غير المهيكلة وتضامن العمّال فيما بينهم يؤكد أنّ الشغالين مصرّون على الدفاع عن حقوقهم وعن زيادات في الأجور تغطّي الارتفاع المشط في الأسعار.