«» شعار مازال يحيى حتى اليوم وتهتف به حناجر المسحوقين والكادحين ويتمسك به عموم الشغالين ومنهم من جعل منه شعاره في هذا العيد على غرار مئات العمال والعاملات والنقابيين والنقابيات الذين جاؤوا جميعا الى دار الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة رافعين هذا الشعار وغيره من الشعارات النقابية الخالصة التي أضفت على الاحتفال بعدا نقابيا صرفا لم يتأثر بالتجاذبات التي أرادت بعض الأطراف افتعالها لإفشال المناسبة ولكنها فشلت في ذلك فشلا ذريعا لأنّ المناسبة لم تكن تسمح لغير العامل الكادح موضعا للإكبار والاحتفال. ومع تضخم عدد العمال والنقابيين أمام دار الشغالين بسوسة تم الخروج في مسيرة حاشدة غير مسبوقة في الجهة تقدمها الأخ مصطفى مطاوع الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة وزملاؤه في المكتب التنفيذي الجهوي وعدد من مكونات المجتمع المدني من أحزاب وجمعيات وتلاميذ وطالبات وطلبة..الخ. هذه المسيرة التي جابت أهم شوارع مدينة سوسة انتهى بها المطاف عند النصب التذكاري للشهيد الخالد فرحات حشاد حيث تمت تلاوة الفاتحة على روحه الطاهرة العطرة والزكية وتجميل النصب بعدد من باقات الزهور والورود وذلك قبل ان يتم الرجوع الى نقطة الانطلاق أي الى دار الاتحاد الجهوي لاستكمال بقية فعاليات الاحتفال بعيد الشغل العالمي. هذا ولا بد من الإشارة إلى أن جملة الشعارات التي رفعت في المسيرة إضافة الى الشعارات النقابية قد ترجمت بوضوح حجم الضيق الذي أصبح يشعر به عامة الشعب من الظروف الاجتماعية والاقتصادية المتردية بسبب الغلاء الفاحش للأسعار والانفلات الأمني وغزوات الظلاميين التي طالت الجميع وقتلت روح العلم والإبداع في مؤسساتنا التعليمية والثقافية . مطاوع للعمال: مخلصون لكم ونعتز بكم في كلمته الافتتاحية والترحيبية بضيوف الاتحاد الجهوي بسوسة وفي مقدمتهم عاملات وعمال الجهة وممثلي عدد من الأحزاب والجمعيات قدم الأخ مصطفى مطاوع الكاتب العام للاتحاد بسطة موجزة عن أهمية هذا العيد في بعده التحرري والانعتاقي من براثن الضيم والاستغلال والالتفاف على الحقوق. وقال لقد دأب الاتحاد العام التونسي للشغل على توظيف كل طاقاته ومجهوداته من أجل إنصاف الطبقة العمالية التونسية والرفع من مستواها المعيشي والحياتي . الأخ مصطفى مطاوع ذكر الحاضرين أيضا بالدور الذي لعبه عمال وعاملات تونس في الإطاحة بالمخلوع بن علي وكان واضحا أكثر حين قال مخاطبا الحشد العمالي بالخصوص داخل القاعة نعم انتم من أطحتم بالدكتاتورية وأهديتم الحرية لمن يحاولون اليوم مصادرتها منا ، كلمات صادقة كانت كافية لترج القاعة هتافا بالمجد والعزة للاتحاد. واستغرب الكاتب العام للاتحاد الجهوي من تردي المقدرة الشرائية للعامل التونسي في ظل عدم اكتراث السلطة الحاكمة للارتفاع الصاروخي والجنوني للأسعار وقال إنّ هذه المسالة هي اليوم خط أحمر بالنسبة إلى الاتحاد العام التونسي للشغل ولن نسمح بأن يدفع عمالنا تحت أية ذريعة من الذرائع ضريبة التجاذبات السياسية في البلاد وأكد على حق العمال في العمل اللائق والحياة الكريمة والراتب المحترم وندد الأخ مصطفى مطاوع بوجوه سياسية بعينها تحاول اليوم الركوب على الأحداث والعودة من باب المنقذ وهي التي لعبت دورا سلبيا وتتحمل جزء مما تعيشه البلاد اليوم من انفلات وكذلك من معاناة الشغالين بمختلف أصنافهم. ودعا الكاتب العام للاتحاد الجهوي بسوسة الحكومة المؤقتة الحالية الى تحمل مسؤولياتها كاملة واتخاذ قرارات مصيرية بحق عديد الملفات المهمة على غرار الحريات التي أصبحت مستهدفة في البلاد وتكفير المعارضين للحكومة وصكوك الغفران التي أصبحت توزع في مونبليزير وتضخم نسبة المعطلين عن العمل وعديد الملفات الحارقة الأخرى التي تحتاج الى تدخل ولا تحتمل المزيد من التأجيل. وألح مصطفى مطاوع في ختام كلمته على مزيد توحد العمال بالجهة والوقوف صفا واحدا خلف منظمتهم الشغيلة العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل مذكرا بجملة الاستحقاقات النقابية في المرحلة المقبلة وفي مقدمتها المفاوضات الاجتماعية التي قال إنّ الاتحاد يحرص حرصا شديدا على أن تلبي هذه المفاوضات انتظارات العمال والنقابيين الذين ضحوا بما فيه الكفاية وحان الوقت لإنصافهم بمكاسب مادية وترتيبية تستجيب لحجم تضحياتهم. مدرسة الإعلامية إشعاع متواصل في بادرة استحسنها الجميع قام قسم التكوين النقابي والتثقيف العمالي بالاتحاد الجهوي للشغل بسوسة بتكريم المتخرجين من مدرسة محمد علي الحامي للتكوين في الإعلامية وقد بلغ عدد المتخرجين 30 إطارا نقابيا تمّ منحهم شهائد تخرجهم بمناسبة عيد الشغل. الاتحاد وفي لمناضلاته ومناضليه بالتوازي مع تكريم المتخرجين من مدرسة محمد علي الحامي للإعلامية اختار المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة مناسبة غرة ماي 2012 لتكريم عدد من مناضلات ومناضلي الاتحاد من المتقاعدين وذلك بمنحهم شهائد تكريم للغرض وهدايا قيمة عنوانها ان الاتحاد سيظل على الدوام حريصا على متابعة مناضلاته ومناضليه والوقوف الى جانبهم وقد لاقت هذه البادرة ترحابا كبيرا لدى الحاضرين الذين تمنوا تكرارها في قادم المناسبات.