عقدت النقابة العامة للتعليم الثانوي وبالتنسيق مع النقابة العامة لمتفقدي التعليم الثانوي والنقابة العامة لمتفقدي التعليم الابتدائي ونقابة التوجيه المدرسي والجامعي والنقابة العامة للتعليم الاساسي، ندوة صحافية يوم 20 جويلية 2012 احتضنتها دار الاتحاد نهج محمد علي بالعاصمة وخصصتها للرد على سياسة وزارة التربية حول تهميش دور النقابات في عملية الاصلاح التربوية وتوضيح رؤية نقابات التعليم حول الاصلاح التربوي وطرح رؤية عمل نقابات التعليم حول سياسة الاصلاح التربوي، الندوة حضرتها النقابات المذكورة آنفا وتدخل ممثلوها ليؤكدوا أن وزارة التربية غير جادة في اصلاح المنظومة التربوية بل اكثر من ذلك كلما تم لفت نظرها الى وجود فساد (جهة بن عروس) كان جوابها : «انكم تبالغون» وبدا وكأنها تتستر على من ساهم في افساد المنظومة التربوية وكان محميا من رموز النظام البائد كما تم التأكيد خلال هذه الندوة الصحافية انه لا يمكن القيام بالاصلاح بوجوه فاسدة وهل يعقل ان نصلح خطأً بخطإ؟! الأخ الأسعد اليعقوبي الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي الذي ادار اشغال هذه الندوة الصحافية اكد ان نقابات التعليم تريد ان تكون شريكا فعليا في اصلاح المنظومة التربوية مؤكدا ان أي عملية اصلاح لن تمر ما لم يكن هناك توافق حولها وتكون خلاصة لدراسات معمقة وجدية ومسؤولة معبرا عن التمسك بمجانية التعليم وبديمقراطيته وان تكون مضامينه تنويرية وبأن يبقى عموميا بعيدا عن الخصخصة التي من شأنها ان تضر بمضمونه وتمس من اهدافه النبيلة والمتمثلة اساسا في تعليم يخدم البلاد والعباد بعيدا عن السلعنة وعما قد يصبح تعليما للأغنياء وآخر للفقراء. الاخ اليعقوبي الذي اعطى الكلمة كذلك لممثلي نقابة متفقدي الثانوي ومتفقدي الاساسي والتوجيه المدرسي والجامعي والاساسي دعا الى ضرورة المراجعة الجذرية للمنظومة التربوية في كافة جوانبها ومجالاتها من برامج ومناهج وظروف العمل والتسيير الى جانب وضع حد للفساد الذي استشرى في الوزارة مما يحتّم محاسبة رموزه المتورطين فيه بالاضافة الى التفاوض الجدي مع نقابات التعليم حول كافة مفاصل الاصلاح التربوية وتشريك المجتمع المدني عبر مجلس أعلى للتربية مسؤول مستقل يرسم الملامح العامة للسياسة التربوية بالبلاد وتكرس عمومية ومجانية وديمقراطية ووحدة التعليم. من جهة أخرى بين الاستاذ الأسعد اليعقوبي ان نقابات التعليم قاطعت اليوم الدراسي الذي نظمته الوزارة حول تقييم نتائج الامتحانات الوطنية لان الوزارة اعتمدت على بعض رموز الفساد الذين ساهموا في تخريب المنظومة التربوية وتحولت الوزارة الى مدافع عنهم وهو ما يؤشر حسب قوله الى عدم استعداد الوزارة لفتح ملف الفساد ومحاسبة المتورطين فيه الى جانب مواصلة الوزارة سياسة الارتجال والارتباك في التعاطي مع عملية اصلاح المنظومة التربوية وتعمد تهميش النقابات من خلال التهرب من المفاوضات المباشرة معها. الاخ اليعقوبي اكد ان اي اصلاح لن يمر دون أن تكون نقابات الاتحاد العام التونسي للشغل شريك فيه ودون ان تقول كلمتها. الاخ الاسعد اليعقوبي تطرق الى الغش في الامتحانات الوطنية والى التسريبات في مادة العربية في امتحانات الباكالوريا الاخيرة داعيا الى اطلاق سراح الاستاذ المتهم باعداد الفرض لإحدى التلميذات مبينا انه لم يقم بأي تسريب ووجوده في الايقاف لا مبرر له خاصة انه بالامكان تتبعه وهو في حالة سراح متسائلا عن وجود المسؤولين الحقيقيين عن الوضعية وزير التربية والمدير العام للامتحانات بعيدا عن كل مساءلة إدارية وقانونية والحال ان مسؤوليتهم لا تخفى على احد ومن باب التجني والقفز على الواقع تحميل المسؤولية كاملة لعامل وغض النظر عن المسؤولين الكبار؟ مضيفا انه لو وقعت هذه الحادثة في بلد أوروبي مثلا لَقَدّمَ الوزير استقالته واعتذر للشعب... الاخ اليعقوبي ومن تداول معه على أخذ الكلمة من النقابات المعنية بدا واضحا في التعامل مع ملف اصلاح المنظومة التربوية التي يجب ان تكون محل مشاركة فعلية لنقابات التعليم ولمكونات المجتمع المدني ومحل توافق حتى يكتب لها النجاح وتكون بحق نابعة من تصورات مدروسة وغير مخلّة بمضمون التعليم العمومي المجاني والديمقراطي والتنويري.