« يحكوا على مري هربت من صور وشقّت البحور حتى وصلت أرض الأمازيغ من بربر إفريقة.. وساومتهم على أرض أعطوها جلد ثور سيّرته سيور سيور.. ومنه أسّست إمبراطوريه تعرفوها أشكون؟.. « إنها عليسة أميرة قرطاج المرأة التي أورثتنا تونس الجميلة تونس الحالمة بغد أفضل.. هي إمرأة من نساء بلادي. هكذا بدأت حكاية بلادي وبدأت معها رحلة نساء هذا الوطن الجميل. رحلة كلّها عمل وذكاء، فتنة وفكر، جهاد ومثابرة، تضحية وصبر، علم واجتهاد، عقل وتنوير، صدق ووفاء، بطولات وأمجاد. كذلك عذاب وألم، استغلال وضيم، عنف وحيف، قهر وظلم، إقصاء وتهميش.. ولأن الرحلة كانت طويلة ومريرة في أغلب الأحيان كانت فيها نضالات النساء من أجل الكرامة والحرة والمساواة والمواطنة جميلة ومجيدة. فمن فلاحة الحقل وعاملة المصنع وربّة البيت وحرفية المعمل ورسولة العلم والمعرفة وملائكة الرحمة ورئيسة ومرؤوسة المؤسّسة إلى العالمة والمثقفة والطالبة والتلميذة والمجتهدة... كلّهنّ نماذج من نساء بلادي أردن لأنفسهنّ حضورا متميّزا في المجتمع واخترن لأنفسهنّ دورا فاعلا وفعّالا في بناء دولة حداثية يسّرها قانون ومؤسّسات وتنظّمها علاقات تشاركية شعارها المساواة التامة والفعلية وقاعدتها الأحقيّة والجدارة بعيدا عن التحقير والتنقيص والتهميش بعيدا عن كهوف الظلمات وفيافي التصحّر والتجهيل والاستكانة والخرافات. ولأنّ تونس ولاّدة شاءت مسيرة نساء بلادي ان يتواصل فعل المرأة في تاريخ هذا الوطن الحبيب فسجّلت تونس ريادتها بين الأمم وتميّزها بين الشعوب وشاءت الأقدار أن يبدأ التأسيس بامرأة عظيمة وتتواصل الأمجاد بنساء أخريات كثيرات وتتألق نساء بلادي كأجمل ما يكون وترى الزّمن يعيد نفسه في كلّ مناسبة. فمن خولة الرشيد وحكاية العلم المفدى يوم 08 مارس 2012 إلى حبيبة الغريبي والقلادة الفضية هدية 13 أوت 2012 وكأنّ إرادة النساء تقول لجيوب الردّة نحن هنا ولن تمرّوا فإن عبرتم فعلى أجسادنا. إليك أيّها القادم من سراب.. إليك ايّها الصوت الهاتف من بعيد.. هاتف إلى مسامعنا بكلمات دخيلة على ثقافتنا وموروثنا من قبيل « التكامل عوض المساواة.. نقول هذا لعمري هراء وكلمة باطل أريد بها حقّ.. نقول لمعاجم العرب كلّها بل حتى للسان العرب لابن منظور.. لن يعوّضنا عن حقّنا في مصطلح المساواة قولا وفعلا وتقنينها في دستورنا أية كلمة أخرى. فلن نبني تونس عرجاء.. صماء.. بكماء.. عمياء.. نريد النور لنرى أجمل الأشياء.. ونريد الكلام لنعبّر عن أرقى المعاني ونريد الحركة لنبدع في أبهى المجالات.. نريد السمع لنستمع لأحلى الحكايات. *عضو المكتب الوطني للمرأة العاملة بالاتحاد العام التونسي للشغل