في حلّة جديدة شكلاً ومضمونا صدر العدد 43 من مجلة «الاذاعة»، غنيّا بالمواضيع الجادّة والروبورتاجات القيّمة مع ملف رئيسي خصّص لمسألة الاعلام المعاصر بما فيه من انحسار للاعلام التقليدي أمام الاعلام البديل واكتساح هذا الأخير مجالات التلقي بعد أن خرج المتلقي القديم من دور المستهلك للمادّة الاعلامية إلى دور المنتج لها من خلال كاميرات هاتفه المحمول ورسائله النصيّة المباشرة... وقد ساهم في هذا الملف المهم الزميلة نايلة الساحلي بمقالين مهمّين يعكسان جهدًا بحثيّا ظاهرًا، اضافة إلى جمع شهادات لمدوّنين تونسيين ساهموا في صناعة فضاءات أخرى للاعلام عبر الشبكات الاجتماعية ومنهم فاطمة الرياحي (أرابيكا) ولينا بن مهنّي.. وقد جمعت هذه الشهادات الزميلة لطيفة جفّال كما كتبت مقالاً قيّما حول المتلقى ومصادر المعلومة، وفي إطار نفس الملف حول الاعلام أنجزت كوثر مصطفى مورية تحقيقًا حول التكوين في المجال الاعلامي سواء في معهد الصحافة أو في المركز الافريقي لتدريب الصحافيين والاتصاليين. هذا العدد من مجلة «الاذاعة» جاء زاخرًا أيضا بالحوارات القيّمة ومنها حوار أنجزه رئيس التحرير جميل بن علي مع المفكّر عبد المجيد الشرفي وحوارًا آخر أنجزته الزميلة نائلة الساحلي مع الأستاذ بمعهد الصحافة ومدير اذاعة تونس الثقافية جمال الزرن وحوارًا منسوخًا من ذاكرة الاذاعة أنجزه الأستاذ محمد المصمولي مع المبدع مصطفى الفارسي... ثمّ في باب الروبورتاجات نجد للزملاء عبد الستار النقاطي وندى الشعري وفرح شندول عملاً توثيقيّا حول الأرشيف السمعي للاذاعة التونسية بمختلف أقسامها واذاعاتها الجهوية مصحوبًا بصور تبيّن أشكال الأرشفة ومحتوياتها إضافة إلى عديد المواضيع الأخرى التي زيّنت هذا العدد المتميّز من مجلة «الاذاعة» التي نأمل أن تواصل نفس النهج من الإصرار على تقديم مثل هذه المادّة المتميّزة.