إنه زمن الإثارة والبُوزْ ليتحولّ النكرة إلى نجم …عدنان الشواشي    الاحتجاجات تمتد إلى جامعات جديدة حول العالم    المحمدية.. القبض على شخص محكوم ب 14 سنة سجنا    تالة: مهرجان الحصان البربري وأيام الاستثمار والتنمية    "سلوكه مستفز": الافريقي يطالب بتغيير هذا الحكم في مباراته ضد الصفاقسي    سوسة: ايقاف مروج مخدرات وحجز 500 قرصا مخدرا    حالة الطقس هذه الليلة    بتهمة التمييز... أربع صحافيات يقاضين "بي بي سي"    أسعار المعادن في العالم: الذهب والفضة الملاذات الآمنة والنحاس مقياس للصحة الاقتصادية    عاجل/ قضية "اللوبيينغ" المرفوعة ضد النهضة: آخر المستجدات..    مجلس وزاري مضيق: رئيس الحكومة يؤكد على مزيد تشجيع الإستثمار في كل المجالات    فاو: ارتفاع مؤشر أسعار الغذاء... اللحوم والزيوت النباتية والحبوب    ألكاراز ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة بسبب الإصابة    لجان البرلمان مستعدة للإصغاء الى منظمة "كوناكت" والاستنارة بآرائها    تونس تحي اليوم الوطني للدبلوماسية    توطين مهاجرين غير نظاميين من افريقيا جنوب الصحراء في باجة: المكلف بتسيير الولاية يوضّح    عاجل/ أعمارهم بين ال 16 و 22 سنة: القبض على 4 شبان متورطين في جريمة قتل    العثور على جثة آدمية مُلقاة بهذه الطريق الوطنية    ما قصة هروب افارقة من حافلة متجهة إلى ولايتي جندوبة والكاف ؟    حجز 67 ألف بيضة معدّة للإحتكار بهذه الجهة    نتائج قرعة الدورين ثمن وربع النهائي لكاس تونس لكرة القدم    القصرين: اضاحي العيد المتوفرة كافية لتغطية حاجيات الجهة رغم تراجعها    الرابطة الأولى: النادي البنزرتي يستضيف الأولمبي الباجي في حوار فض الشراكة في الصدارة    الرابطة الأولى: تعيينات حكام مقابلات الجولة الثانية إيابا لمرحلة تفادي النزول    كرة اليد: بن صالح لن يكون مع المنتخب والبوغانمي لن يعود    مراسلون بلا حدود: تونس في المرتبة 118 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لسنة 2024    بطولة افريقيا للسباحة : التونسية حبيبة بلغيث تحرز البرونزية سباق 100 سباحة على الصدر    السعودية: انتخاب تونس رئيسا للمجلس التنفيذي للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد"    منظمة إرشاد المستهلك:أبلغنا المفتي بجملة من الإستفسارات الشرعية لعيد الإضحى ومسألة التداين لإقتناء الأضحية.    جندوبة: 6 سنوات سجنا وغرامة مالية لممثّل قانوني لجمعية تنموية    وزارة الفلاحة ونظيرتها العراقية توقعان مذكرة تفاهم في قطاع المياه.    الحمامات: اختتام فعاليّات الصالون المتوسّطي للتغذية الحيوانيّة وتربية الماشية    الحماية المدنية:15حالة وفاة و500إصابة خلال 24ساعة.    188 قتيلا في فيضانات جراء الأمطار بكينيا..#خبر_عاجل    قرعة كأس تونس 2024.    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    صندوق النقد الدولي يدعو سلطات هذه البلاد الى تسريع الاصلاحات المالية    التلقيح ضد الكوفيد يسبب النسيان ..دكتور دغفوس يوضح    أعمارهم بين 13 و16 سنة.. مشتبه بهم في تخريب مدرسة    جدل حول آثار خطيرة للقاح أسترازينيكا مالقصة ؟    أبل.. الأذواق والذكاء الاصطناعي يهددان العملاق الأميركي    دراسة صادمة.. تربية القطط لها آثار ضارة على الصحة العقلية    خطير/ خبير في الأمن السيبراني يكشف: "هكذا تتجسس الهواتف الذكية علينا وعلى حياتنا اليومية"..    خطبة الجمعة ..وقفات إيمانية مع قصة لوط عليه السلام في مقاومة الفواحش    اليونسكو تمنح جائزة حرية الصحافة للصحافيين الفلسطينيين    عاجل/ اكتشاف أول بؤرة للحشرة القرمزية بهذه الولاية..    عاجل/ الأمن يتدخل لاخلاء محيط مقر مفوضية شؤون اللاجئين في البحيرة من الأفارفة..    زلزال بقوة 4.2 درجة يضرب إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان    العمل شرف وعبادة    ملف الأسبوع .. النفاق في الإسلام ..أنواعه وعلاماته وعقابه في الآخرة !    "أنثى السنجاب".. أغنية أطفال مصرية تحصد مليار مشاهدة    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنان عبد الله الشاهد    وفاة الممثل عبد الله الشاهد‬    صفاقس : غياب برنامج تلفزي وحيد من الجهة فهل دخلت وحدة الانتاج التلفزي مرحلة الموت السريري؟    موعد عيد الإضحى لسنة 2024    وفاة الروائي الأميركي بول أستر    ''أسترازنيكا'' تعترف بأنّ لقاحها له آثار قاتلة: رياض دغفوس للتونسيين ''ماتخافوش''    وفاة حسنة البشارية أيقونة الفن الصحراوي الجزائري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التراث الفلسطيني هو الهويّة التي ندافع بها عن وجودنا
على هامش الندوة العربية للصناعات التقليدية:
نشر في الشعب يوم 24 - 03 - 2007

اثر الندوة العربية حول الصناعات التقليدية والحرف الفنية والتراثية الذي نظمته الجامعة الوطنية للصناعات التقليدية وسعيا منّا الى التفتح على الاقطار العربية ومعرفة حياة وطريقة عيش هذا الانسان كان لنا لقاء مع بعض الممثلين لبلدانهم، فكانت رحلة الحبّ بينهم وبين التراث، رحلة عشق واستمرار، رحلة حبّ وتواصل وعبّروا عن هذا الارث كونه العملة ذات الوجهين لا تستطيع ان تفصل الماضي عن الحاضر.
التراث بالنسبة للعربي هو الهوية، الوطن ، موروث تتناقله الاجيال حيث ما كانت. هو تحديد للتاريخ وبناء الزمن الحاضر ولما سألناهم عن تراثهم وتحدياتهم ووفائهم له ولئن اجتمعوا في كونه رمز الهوية كان لكل واحد منهم طريقته في التعبير عمّا يخالجه.
* السيد محمد خيري الجزائري رئيس الوفد السوري ومدير التعاون الانتاجي وتنظيم الحرفيين في وزارة الصناعة السورية.
من منا لم يستهوه اللباس التقليدي السوري ومن منّا لم ينظر الى الصناعات التقليدية السورية باعجاب واعتزاز!؟
ولما أردنا أخذ فكرة عن هذاالتراث ودور المؤسسات هل يقف عند المحافظة على جوانب التراث أم أنهم يعملون على تفعيل العلاقة بين المواطن والتراث؟ وعن العلاقة الجدلية بين هذه الصناعات والسياحة أجابنا رئيس الوفد السوري السيد محمد خيري بأن الصناعات التقليدية هي موروث تراثي هام تتناقله الأجيال يربط الماضي بالحاضر والمستقبل وهي تعتبّر ثقافة وابداعات الشعوب وهويتها وهي الذاكرة التي تحفظ الحضارة ويسكن فيها التاريخ لذلك كانت من القطاعات الهامة ذات الابعاد الحضارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتاريخية التي يجب أن تلقى كل الدعم والاهتمام. ويواصل ضيفنا حديثه قائلا: تمتد أصول مختلف أنواع وأشكال الحرف والصناعات التراثية والتقليدية الى أقدم العصور ويصعب تحديد جذورها التاريخية وبيئتها الاساسية وظروف نشأتها وموطنها، وقد يكون بعضها ملازما لمقوّمات العيش واستمرارية الحياة والتكيّف مع أحوال الطبيعة لتحقيق قيم وظيفية تتمثل في تلبية احتياجات الانسان المتنوعة وهي نتيجة تراكم المهارات وتوارثها وتفاعل الحضارات والشعوب وانفتاحها على بعضها ويختلف واقع الصناعات الحرفية التقليدية باختلاف حاجات المجتمعات وظروفها الطبيعية والبيئية والاجتماعية والتقنية، كما أن الحرف تنمو وتتنوع في أحضان نمط الانتاج السائد، وتتأثر وتؤثر بمتطلباته وتتطور في اطار التفاعل المتبادل بين المتغيرات الجغرافية والاجتماعية والعوامل الاقتصادية المحلية والتاريخية وكان على الحرفة أن تبقى دائما طيّعة لتواكب تقدم الحياة وتستجيب لاحوال الناس وأذواقهم ورغباتهم وبالتالي فقد تغيرت المصنوعات الحرفية وتطورت على مرّ العصور من حيث مستلزماتها، وطريقة تشكيلها وانتاجها، واستخدامها والحاجة إليها.
وقال محدثنا عن الصناعات التقليدية في الجمهورية السورية، أنها تعتبر من الصناعات الحرفية والتراثية العريقة والتي تحتل موقعا هاما في الاقتصاد الوطني السوري من حيث مساهمتها في الناتج المحلي الاجمالي وتوفير فرص عمل جديدة وتلعب دورا هاما في تنشيط السياحة وابراز وجه سورية الحضاري وتاريخها وتراثها الفني الحافل بالابداع الانساني منذ أقدم العصور والمحافظة عليه اضافة الى تلبية العديد من رغبات واحتياجات السكان وتحقيق المنافع المادية للمنتجين .
وقال السيد «الجزائري» يمكن القول أن النمو الذي شهدته الصناعات التقليدية في سورية وما حققته من تقدم كان ثمرة لاهتمام الدولة بها وللجهود المبذولة للمحافظة عليها وتطويرها ولما تزخر به سورية التي شهدت ازدهار حضارات الشعوب وأمم تمتد الى عصر ما قبل التاريخ الانساني ذلك لأن سورية كما هو معروف مهد الحضارات والعطاء الانساني وهي موطن أول ابجدية كانت مفتاح الكتابة التي دون بها الأقدمون نتاج جهدهم الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
وذكر محدّثنا بأن الحرفي السوري استطاع أن يوظف ما يملكه من مواهب وقدرات لخدمة الحضارة البشرية، وإذا كانت الأمم تسجل ما انتجته عبقرية أبنائها من آثار وملاحم وأساطير، فإن السوريين سجلوا إضافة الى ذلك حضاراتهم وتراثهم في صناعات تقليدية ذات بهاء ورونق واتقان. ومن سورية انتشرت اللغة الآرامية التي بقيت لغة التجارة في العالم القديم وما ان بدأت الحضارة العربية تسود حتى اصبحت سوريا مركز اشعاعها الرئيسي خاصة بعد أن أصبحت دمشق عاصمة للدولة الأموية المزدهرة ولا تزال دمشق حتى يومنا هذا تحتفظ بطابعها الأصيل في لغة شعبها وطراز حياتها ونهج تفكيرها وتطلعاتها واثارها وصناعاتها التراثية والتقليدية ، واعتبرت سورية منذ القديم بأنها موطن الخزف وتم فيها اكتشاف المعادن وتميزت آنذاك بولادة مزيج من الحرف والصناعات التقليدية ولهذا سميت سورية بأنها مهد لامهات الكثير من الصنائع التراثية والتقليدية الفنية النفيسة.
ويقول بأن سورية اشتهرت منذ القديم بأعمال النسيج العادي والموشّى وحرف الزجاج والأواني والحرف النسيجة المتميزة، الديماء الصاية الأغباني، الداماسكو وحرفة السجاد والبسط، الحرف القشية، حرفة الجلود، المعشق، حرفة الفخار، حرفة القشاني وغيرها . ويجيبنا عن سرّ بقاء الحرف والصناعات التقليدية هناك وصمودها أمام الآلة الحديثة، أنه التراث السوري المتأصل الذي يميز الحرفي الصانع الحاذق الذي جعل الانتاج مرتبطا به وجزءا منه الأمر الذي يدفعه الى العناد والتصميم على انتاج المنتوج الجميل والمملوء بالذوق والأناقة والفنّي من حيث الاصالة والاتقان والابتكار.
وعن تهديد التراث السوري في الجولان من طرف الاحتلال الاسرائيلي يفيدنا بأن الانسان السوري متشبث بهويته اذن فهو متمسك بتراثه مهما كانت الظروف أو الأوضاع.
وعمّا إذا كان هناك برنامج أو تعاون قائم بين المؤسسات السورية والتونسية ، يقول محدثنا بأنه يوجد مشروع تعاون بين المنظمات الحرفية والصناعات التقليدية في سورية والجهات المهنية في تونس وهناك تعاون بين البلدين الشقيقين بقيادة الرئيسين بشار الأسد وزين العابدين بن علي في كافة المجالات. وأن اللجنة العليا المشتركة السورية التونسية ستعقد دورتها القادمة خلال شهر أفريل القادم .
* السيدة مها سقا : مديرة مركز التراث الفلسطيني بيت لحم
رغم الاحتلال ورغم السياسة أو المخططات الاسرائيلية لتهويد المعالم الفلسطينية وطمسها في مواقع أخرى وحدنا الفلسطيني مؤمنا بحاضره إذ طالما لم يتنصل من جذوره بل يدافع عن تراثه كما دافع عن وطنه.
تقول السيدة «مها» نحن نعتبر التراث وثيقة امتلاك عبر التاريخ ، التراث هو الهوية التي ندافع بها عن وجودنا على الارض الفلسطينية منذ آلاف السنين وبها نلغي مقولة «أرض بلا شعب .. شعب بلا أرض» . فالشعب الفلسطيني قد راكم حضارة ثقافية ومادية على مدى الاف السنين منذ زمن أجدادنا الكنعانيين، وبالنسبة «لهما السقا» و «مركز التراث الفلسطيني» في بيت لحم فقد أعتمد الزي الشعبي الفلسطيني، لأن المرأة الفلسطينية قد رسمت على ثوبها البيئة من خلال الزخارف البيئية المحيطة بها من أشجار وأزهار ومعتقدات ، فكنت تعرف الفلسطيني من لباسه. وفي سؤالنا عن دور المركز لحماية التراث الفلسطيني من الاندثار تجيبنا السيدة «السقا» كون المركز معتمدا رسميا لطلاب المدارس لربط المنهج الثقافي بالمنهج المادي فيقوم الطلاب بزيارة المركز للقيام بدراسات ميدانية وعمل أبحاث من خلال موجودات المركز ومكتبه الذي يحتوي على الكتب التراثية . كما يقوم المركز بإقامة دورات لتعليم التطريز الفلسطيني وخاصة الغرز أو الزخارف التي ستنقرض، ويقوم المركز كذلك بتقليد الثياب القديمة ويحافظ على أصالة الزخرف واللون ويقوم بتأجير ثياب للعرائس ولليلة الحنة حتى يتم التواصل بين الماضي والحاضر، كما يشغل المركز حوالي 60 سيّدة من منطقة بيت لحم والمخيّمات المجاورة والقرى وهذا يعمل على تشغيل اليد العاملة لرفع المستوى الاقتصادي للأسرة وخاصة في الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة. وقد قام المركز أيضا بإصدار العديد من البطاقات واللوحات التراثية التي توثق المعالم التاريخية والدينية والأثرية في فلسطين على خلفية الزيّ الشعبي لكل منطقة. حيث يقوم أيضا بالقاء ندوات ومحاضرات عن مفهوم وأهمية التراث وقد شارك المركز بالعديد من المعارض وعروض للأزياء الشعبية في الوطن العربي واوروبا وأمريكا ومن أهم المعارض معرض في جامعة شيكاقو في الولايات المتحدة الأمريكية في 11 نوفمبر وسيستمر لمدة 5 أشهر بعنوان «التطريز هوية قرن الأثواب الفلسطينية».
وعن تهويد وسرقة التراث من طرف الاسرائيليين أجابتنا محدثتنا أن اسرائيل بعدما سرقت الارض وغيرت معالمها لم تجد تراثا تدافع به عن وجودها على الأرض الفلسطينية. فبدأت بسرقة جوانب عديدة من تراثنا ومنها أكلاتنا الشعبية (كالفلافل) والموسيقى العربية والرقصات الشعبية (الدبكة) وقد استعمل الاسرائيليون ثوب بيت لحم الفلسطيني على أنه ثوب اسرائيل وذلك في الموسوعة العالمية ب 692 سنة 1993 المجلد الرابع وقد طالب المركز بإلغاء هذه الأكذوبة ولا زلنا نطالب. كما البسوا مضيفات الطيران الزي الشعبي الفلسطيني على أنه زيهم وقد اضطروا بعد متابعة الى إلغائه وعديد السرقات الأخرى.
وكان سؤالنا للسيدة «مها السقا» هل المواطن الفلسطيني متمسك حقا بتراثه في حياته اليومية رغم العولمة الى غزت كل مكان وفرضت نفسها على الأذواق وقيم الشعوب فتجيبنا أنه بعد الانتفاضة الأولى شعر الشعب الفلسطيني أن هناك سلاحا ونضالا آخر يدافع به عن وجوده على الأرض الفلسطينية ألا وهو التمسك بتراثه «علينا أن نمارس التراث حتى يبقى ملكا لنا» فعاد الى ارتداء زيّه الشعبي في مناسباته الرسمية واظهار تراثه بجوانبه العديدة مثل تزيين بيته بالمطرّزات الفلسطينية وممارسة عادات الزواج بتقاليده التراثية القديمة من أغان شعبية وذلك يشعرنا بالاعتزاز وبجمال وثراء تراثنا العريق ..
* السيد أحمد بكور رئيس غرفة الصناعة التقليدية لولاية تطوان وأمين مال جامعة الغرف المغربية
بنوع آخر من الحب للتراث والاعتزاز بالانجازات المحلية قال السيد أحمد بكور لقد عرفت الصناعات المغربية تحولا كبيرا بفضل العناية الكبيرة لجلالة الملك بعد توقيع اتفاقية بين الحكومة والغرف الحرفية بالمغرب وتتضمن التغطية الصحية للحرفيين وكذلك الدعم لهم وتوفير السكن الاقتصادي للصناع التقليديين والتوقيع على الاستراتيجية للصناعات التقليدية 2015 .كما شكر السيد بكور المبادرة التونسية التي لمّت شمل الحرفيين داخل العالم العربي معبرا أن الاتحاد هو القادر على مواجهة التحديات وخصوصا المنافسة الخاريجية من طرف دول شرق آسيا .
وعن سؤالنا عن حب وتشبث الانسان في المغرب بتراثه أجابنا أن أي بيت أو منزل في المغرب يستعمل تقريبا 50 من منتوج الصناعات التقليدية المحلية.
* السيدة نداء مصباح العيسة رئيسة الوفد الفلسطيني ومديرة دائرة الحرف التقليدية في وزارة السياحة والاثار الفلسطينية.
«أولا أتشرف بأن أتقدم بالشكر الوافر لكل الجهات في الدولة التونسية وعلى رأسها فخامة الرئيس زين العابدين بن علي الذي يعتبر القضية الفلسطينية قضيته الشخصية، كما أتقدم بالشكر والامتنان لبلدي الثاني تونس الذي استضافنا مع اشقائنا في وطننا العربي واتمنى أن نلتقي جميعا في وطننا فلسطين في ظل دولة مستقلة عاصمتها القدس».
كان السؤال يطرح نفسه بل هي أسئلة عديدة حول الظروف القاسية التي يعيشها الشعب الفلسطيني حيث أنه في مواجهة مستمرة مع العدو ، فكيف الحديث عن تنمية سياحيةفي فلسطين؟
كما يبد وأن أهم المواقع السياحية هي مواقع دينية تاريخية واسرائيل ساعية الى طمس هذه المعالم..
تجيبنا السيدة «نداء» بقولها في ظل الظروف السياسية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت قسوة الاحتلال الغاصب، فالحديث عن تنمية السياحة هو صعب جدّا حيث من المعروف والمؤكد أننا نسعى الى التطور، ولكن تنمية السياحة هو مرتبط ارتباطا وثيقا بالوضع السياسي والاستقرار. كذلك نجد صعوبة كبيرة في تنمية السياحة في فلسطين ونعمل بجهد وجدّ ولكننا مؤمنون بأن الاستقرار السياسي هو الذي يوفّر الاجواء الآمنة لجذب السياح، نحن مؤمنون بالسلام ونسعى اليه دائما.
وتضيف بأن الله وهب الفلسطين هبة كبيرة وهي أن فلسطين التاريخية مذكورة دينيا في الكتب السماوية الثلاث لذلك فهم يعملون جاهدين للحفاظ على المواقع السياحية والدينية بكل الوسائل والطرق الممكنة وهم حريصون على المشاركة في معظم المعارض السياحية العالمية لتثبيت فلسطين على الخارطة السياحية رغم صعوبة الظروف الاقتصادية بمعنى صعوبة السفر والتنقل.
وتعريفهم ببلدهم وسياحتهم ، تضيف السيدة «نداء العيسة» قائلة إضافة الى طباعة المواد الاعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية ، نحن حريصون أيضا على تلبية أي دعوة من أشقائنا العرب للمشاركة في محافلهم انطلاقا من قناعتنا بظرورة وقوفهم الى جانبنا في المحافظة على هذه المعالم واحتضاننا سياحيا واعلاميا وكما تفعل الآن دولة تونس الشقيقة.
كما أننا نهتم بالسياحة الداخلية من أجل توعية الجيل الجديد ونهتم بكل مناسبة دينية اسلامية كانت أو مسيحية باستقبال السياح واستضافتهم لتعريفهم عن كثب بمواقعنا السياحية.
وعندما سألناها عن تركيز القوات الاسرائيلية حاليا على تغيير معالم مدينة القدس وبالاخص كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى وكيفية تصديهم لهذا المخطط الاسرائيلي وحماية المدينة المقدسة ؟ قالت : الحفر تحت المسجد الأقصى الهدف منه طمس المعالم الفلسطينية الدينية وهو مخطط اسرائيلي يهدف الى تهويد القدس ونحن نؤمن اننا كفلسطينيين وحدنا لا نستطيع وقف هذا العدو لذا نناشد أشقاءنا العرب للوقوف الى جانبنا ، وكما كانت البداية بسؤال كان السؤال ختاما .
ولكن هل تعتبرين أن مسألة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والاتفاق حول كامل تركيبتها سيفتح المجال أمام رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني والاستمرار في عملية بناء الدولة ؟
نحن مؤمنون بأن خلاص الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الصعبة هو في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية لذا نأمل تشكيلها بأسرع وقت ممكن ونأمل من العالم أن يقبلها ويعترف بها لأن ذلك هو الطريق الوحيد لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني الذي يعاني الكوارث الأمنية والاقتصادية.
* سعاد البلاع رئيس وفد السودان ومدير ادارة الصناعات الصغيرة والحرفية بوزارة الصناعة السودانية
كنا سعداء ونحن نستمع إليها وهي تحكي عن السودان بكل الحبّ الذي يخالجها فتقول : عرف السودان ومنذ فجر التاريخ بصناعاته التقليدية المتميزة والزاخرة بالابداعات والفنّ الرفيع والتي بدأت تنفرد بخصائص ونوعيات ذات طابع خاص يميزها عن مثيلاتها في دول الجوار العربية والافريقية . فقد أصبحت تلك الصناعات بما تحتويه من موروثات فنية أصيلة معدّة من حضارة الانسان السوداني خلال المراحل التاريخية المختلفة في السودان بأقاليمه ومناخاته المتعددة ، توفر له الكثير من الخامات الطبيعية النادرة والتي حولتها الأيدي الماهرة الى منتجات قيّمة تتميز بالبساطة والجمال ومازال حضورها ماثلا يعزز حركة تواجد الاجيال الثقافي والفني.
ورغم يقينها بصمود التراث السوداني إلا أنها تحدثت بكل الصدق عن المشاكل التي تواجه الصناعات التقليدية وهي صعوبة الحصول على تمويل بشروط ميسّرة وضعف قنوات التسويق وعدم توفّر الاجهزة والاذرع الفنية المساندة وعدم توفّر تدريب مختص لهذا القطاع. وتقول السيدة «البلاع» بأن ادارة الصناعات الصغيرة قد شرعت في اعداد دراسة تهدف الى وضع برامج للارتقاء بالصناعات التقليدية بالبلاد وتركيز خاص على بعض الأنشطة الواعدة والمتمثلة في قطاع الصناعات والأعمال الفولكلورية وقطاع الصناعات والمنتجات الجلدية وصناعة النسيج والاكليم، كما تقول أنه أصبح من الضروري الآن اتخاذ خطوات جادة لتحسين بنية العمل للصناعات التقليدية، حيث يشمل ذلك : توفير المكان الملائم للعمل والمساعدة في توفير تمويل بشروط وضمانات ملائمة والمساعدة في تطوير المنتجات والدعم والمساندة في مجال التسويق على المستوى المحلي والخارجي وتوفير فرص ومجالات تدريب للصناعات التقليدية.
هكذا قالت إن هذه الصناعات السودانية تتمثل في الصناعات والأعمال الفلكلورية ومنتجات الخشب المشكّل والمنتجات الجلدية وصناعة الفخار ومنتجات الصوف ومنتجات الصدف والذهب والفضة...
وفي سؤالنا عن التهديدات التي تواجه التراث السوداني ومدى تمسك المواطن هناك بهذا الارث واستفادتهم في لقائهم بالمواطنين العرب في هذا المجال اجابتنا قائلة أن هناك ادارة بوزارة الصناعة الاتحادية هي ادارة الصناعات الصغيرة والحرفية التي تعمل على تنظيم وتشجيع ورعاية هذا القطاع بتقديم المشورة الفنية والمساعدة في الجوانب التدريبية بمساعدة الأجهزة المخنصة من مراكز البحث والتدريب والمنظمات وبإقامة المعارض من وقت لآخر وتقول بكون الكثير من المناطق أو ولايات السودان تحافظ على هذا الارث من ناحية الملبس واستعمال بعض الأواني والمعدات التقليدية .
وفي ختام لقائنا معها قدمت تحية شكر الى الجهات التونسية القائمة على هذه الصناعات التقليدية للاستفادة والاستعانة بالتجارب الناجحة بالاضافة الفنية لما هو موجود في السودان.
* السيدة جاكلين عيسى تميم موظفة في جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية «رام الله».
تقول السيدة «جاكلين» حول أؤضاع الشعب الفلسطيني وخصوصا المرأة الفلسطينية بأن الشعب الفلسطيني يعيش فترة عصيبة منذ اندلاع الانتفاضة على كافة الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية حيث تم انتهاك حقوق الانسان الفلسطينية بشكل علني ويومي، فهو مستهدف من قبل قوات الاحتلال في بيته وفي عمله وعلى الطرقات ولم يسلم من السياسات الاسرائيلية من قتل وسجن واذلال وتطويق بما يسمى جدار الفصل ، ولعلّ النساء هن أولى الضحايا لحلقة العنف الدائرة والمستمرة ، فهن اما الضحية المباشرة للعنف الاسرائيلي أو الضحية غير المباشرة لهذا العنف.
وتضيف قائلة أن النساء في الحواجز وفي عملهن وقراهن ومخيماتهن ، نتيجة للوضع الاقتصادي المتردي حيث أصبحن المعيل الاساسي للعائلة لان نسبة البطالة والفقر قد ارتفعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة مما يزيد من العبء المتراكم على كاهلهن.
كما تشير هنا الى أن جمعية المرأة العاملة الفلسطينية كواحدة من أكبر المؤسسات الجماهيرية وكجزء من المجتمع الفلسطيني تسعى الى ايجاد توازن بين برنامج العمل الوطني (مقاومة الاحتلال) وبرنامج العمل الاجتماعي الديمقراطي وذلك من خلال تطوير برامج ومشاريع تهدف الى تمكين النساء والتنمية المستدامة وتعمل وفقا لمضامين تقوية وتعزيز قدرات المرأة عبر مشاركتها دائما في العملية الديمقراطية، مما يجعلها تقوم بأدوار بارزة في المجتمع الفلسطيني .
هكذا تحدثت السيدة «تميم» عن معاناة المرأة الفلسطينية نتيجة لتحول موازين القوى داخل الساحة الفلسطينية ودور الجمعية في الوقوف الى جانبها ، أما عن التحديات التي تواجهها المرأة الفلسطينية على الصعيد الاجتماعي فقالت : في ظل الظروف تتعرض المرأة وخاصة في بعض القرى المحيطة برام الله لسيطرة رأي الرجل وأهدافه السياسية التي يلزمها بها في مجال الانتخابات اذ يحتم عليها أن تنتخب من يريده زوجها ، وتمكين الرجل من راتب أعلى من راتب المرأة رغم أنهما يؤديان نفس العمل وليست للنساء رأي في اتخاذ قرار الزواج أو تربية الابناء. وتتمنى أن تتحصل المرأة في فلسطين على نفس الحقوق والمكاسب التي تحصلت عليها المرأة في تونس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.