الاتفاقات المبرمة مع وزارة التربية التي لم تجد طريقها بعد للتنفيذ والتطبيق بتعلاّت واهية والعودة المدرسية في ظلّ الصعوبات التي مازالت قائمة في العديد من الجهات كانت أبرز نقاط جدول أعمال الهيئة الادارية العادية للنقابة العامة للتعليم الثانوي التي إلتأمت يوم 2 نوفمبر 2012 بدار الاتحاد نهج محمد علي بالعاصمة برئاسة الأخ حفيظ حفيظ الأمين العام المساعد للاتحاد المسؤول عن الوظيفة العمومية الذي حيّا الحاضرين مثمّنا فيهم ومن خلالهم كلّ مدرّسي الثانوي روح التمسّك بالمطالب المشروعة للقطاع والتزامهم بحفظ كرامة مدرسي ومدرسات التعليم الثانوي الذين تخرجت على أيديهم أجيال وأجيال. الأخ حفيظ حفيظ استعرض مكانة قطاع الثانوي صلب الاتحاد العام التونسي للشغل ونضالاته من أجل الحرية والكرامة والسمو بالمدرس وتمكينه من ظروف عمل مُواتية حتى يؤدي رسالته النبيلة على أحسن وجه. الأخ حفيظ حفيظ الذي يكن كلّ التقدير والتبجيل لمدرسي ومدرسات الثانوي وهو رجل تعليم أكّد أنّ القطاع لا يحتاج لا إلى التأطير ولا إلى التحسيس لأنّه قطاع مناضل بامتياز وقطاع يصدّر الكفاءات وينتج المناضلين الصادقين. من جهة أخرى استعرض الأخ حفيظ المكاسب التي تحقّقت للشغالين منذ مؤتمر طبرقة ذاكرا بالخصوص الزيادات في أجور الوظيفة العموميّة في انتظار الاعلان عن زيادات القطاعين العام والخاص كما ذكّر بمبادرة الاتحاد التي ترمي إلى تجميع الفرقاء السياسيين حول توافق يضع حدّا لحالة الاحتقان ويؤسس لاجراء انتخابات حرّة ديمقراطية نزيهة وشفافة عبر هيئات مستقلّة تميّزها الشفافيّة والنزاهة والحرفية. الأخ حفيظ تطرّق أيضا إلى المحاولات اليائسة والفاشلة لارباك الاتحاد والتي وجدت الصد والاستنكار من طرف النقابيين وكافة مكوّنات المجتمع المدني والأحزاب الديمقراطية كما أبرز مكانة الاتحاد وسمعته الطيبة في الداخل والخارج بفضل مواقفه الثابتة من الحريّات العامة والفردية وحقوق الانسان ومدنية الدولة بعيدًا عن الاقصاء والتّهميش والولاءات والشخصنة ومحاولات الانفراد بالرأي وبسط النفوذ. الأخ حفيظ حفيظ تطرّق كذلك إلى الوضع الذي تنعقد فيه الهيئة الادارية والمتسم بالتلكؤ والتراجع في الاتفاقات ومحاولات ربح الوقت وهي أساليب قال أنّها تعمّق المشاكل ولا تساعد على تنقية المناخ الاجتماعي ولا توفّر الحلول المناسبة والملائمة للمسائل القائمة. من جهة أخر ى أكّد الأخ الأمين العام المساعد للاتحاد أنّ اتفاق الزيادة في أجور الوظيفة العمومية لا يُلغي اتفاقات سابقة داعيا وزارة التربية إلى احترام تعهداتها والالتزام بما أمضت عليه حتى تجنّب قطاع الثانوي بالخصوص هزّات هو في غنًى عنها خاصة والعودة المدرسية مازالت تعاني من صعوبات جمّة في أكثر من معهد وجهة. الأخ لسعد اليعقوبي الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي قدّم بسطة ضافية وشاملة عن مطالب القطاع مؤكدا في ذات الوقت أنّ المطالب هي نفسها التي تمّ تداولها في لقاء الجهات الذي سبق هذه الهيئة الادارية وان الحالة بقيت على ماهي عليه دون جديد يذكر مضيفا: كنّا نريد أن نتحدّث عن الوضع العام في المؤسسات التربوية وحول عملية الاصلاح وغيرها من النقاط لكن ما لمسناه كان مجانبا لهذه المواضيع (جلسة 1 نوفمبر 2012) وطالبنا بتطبيق الاتفاقات وتنفيذها واحترام التعهدات والالتزامات لكن فوجئنا بتمسّك الوزارة بضرورة انتظار اصدار هذه الأوامر بالرائد الرسمي مؤكدا في ذات الوقت أنّ النقابة تتفاوض مع طرف حكومي (وزارة التربية) الذي هو مطالب بتنفيذ الاتفاقات مشدّدا على أنّ لا دخل للنقابة في علاقة الوزارة برئاسة الحكومة معتبرا ذلك شأنا داخليا لا يعنيها وانّ النقابة ليس من مهامها أن تضغط مع الوزارة على الحكومة. الأخ اليعقوبي قدّم بسطة شاملة عن المطالب ومنها بالخصوص الترقيات المهنية والتخفيض في ساعات العمل ودعوة الوزارة إلى الاستعداد لسنة 2013 للانتدابات الجديدة والمقدّرة بحوالي (4000) إلى جانب منحة العمل الدوري ومنحة مستلزمات العودة المدرسية والتراجع في اسناد هذه المنحة للمكلفين بعمل اداري بالاضافة إلى مطالب أخرى كالمنح الجامعية والقروض وحركة النقل. الأخ اليعقوبي حمّل الوزارة مسؤولية تردّي الوضع في القطاع سواء بالنسبة للمدرسين والمدرسات أو بالنسبة للمؤسسات التربوية التي تشكو صعوبات كبيرة في البنية الأساسية وفي الموارد البشرية (نقص فادح في عدد الأساتذة بالنسبة للعديد من الشعب في أكثر من معهد وأكثر من جهة... من جهة أخرى تطرّق الأخ اليعقوبي إلى وضعية الأستاذ حاتم الفقيه الموقوف بأحد سجون العاصمة بتهمة لا تتطلّب ايقافه حيث كان يمكن الابقاء عليه في حالة سراح والابقاء على القضيّة قائمة والمتعلقة بتسريبات الباكالوريا. وأفاد الأخ لسعد أنّ الوضع الصحّي للفقيه تدهور لاصابته بالسكر داعيا السلط المعنية إلى ضرورة اطلاق سراحه لأنّ التهمة سياسية (انظر التفاصيل بالعدد الفارط للشعب). مداخلات أعضاء الهيئة الادارية عبّرت عن الاستياء الذي خيّم على نفوس المدرسين والمدرسات بسبب تلكؤ وزارة التربية في تطبيق الاتفاقات وتمكين أبناء القطاع من حقوقهم القانونية والمشروعة كما أكّد المتدخلون أنّ السياسة المتبعة من قبل وزارة التربية ستجرّ القطاع إلى هزّات هو في غنًى عنها داعين الوزارة إلى التخلّي عن سياسة التسويق ورمي الكرة في مرمى غير مرماها. المداخلات كلّّها أكّدت التزام المدرسين والمدرسات بالاستعداد للنضال من أجل تحقيق مطالبهم المشروعة والتصدّي لكل محاولات التشكيك والارباك التي اعتبروها مردودة على أصحابها. الشأن الصحي للأستاذ حاتم الفقيه والتهمة المنسوبة إليه كما تمّ التطرق إليها من قبل أعضاء الهيئة الادارية القطاعية الذين طالبوا باطلاق سراح الأستاذ الفقيه مستعرضين كلّ حيثيات هذه القضيّة التي اتخذت منحى سياسيا بعيدا عن المعالجة الموضوعية للقضيّة. الأوضاع داخل بعض المعاهد والمدارس الثانوية كانت أيضا محل اهتمام مداخلات أعضاء الهيئة الادارية الذين أشاروا إلى بعض الوضعيات المتواصلة في أكثر من معهد من حيث نقص عدد المدرسين والوضعية المزرية لبعض المعاهد من حيث انعدام ظروف العمل المواتية وغياب المرافق الضرورية لاعطاء الدروس وتلقين الناشئة العلم والمعرفة. وأمام تجاهل الوزارة وعدم مبالاتها بالإنفاقات الممضاة قرّرت الهيئة الادارية لقطاع التعليم الثانوي تنفيذ اضراب يوم 22 نوفمبر 2012 كما ضمّنت الهيئة الادارية مطالب ومشاغل منظوريها في لوائح صدرت عقب أشغالها.