في الوقت الذي تدخل فيه جل النوادي الموسم الرياضي الجديد بطموحات وآمال كبيرة في مطاردة الألقاب وحصد النتائج الباهرة بعد ان قامت بترتيب البيت الداخلي من مسؤولين أكفاء واستعدادات كبيرة وانتدابات نوعية يعرف النجم الساحلي رابع كبار الرياضة التونسية انهيارا مدويا وبلوغ حالة الافلاس... المشهد أليم والصورة مفزعة بيد ان الامر لم يكن مفاجئا على الاطلاق على الرغم من الحزن الذي يعتري وجدان كل متابع لشأن الفريق، ليس ثمة مفاجأة، بل الاحرى القول ان ثمة توقعا عاما بحدوث هذا السقوط وبلوغ هذا المطب والنذائر والنتوءات كانت فاضحة للضرير قبل البصير نتيجة لسوء التسيير والتخبط والعشوائية وغياب برمجة وسياسات واضحة لدى من تسلط على هذه القلعة، فلم يراعوا حرمتها وهيبتها وحولوها الى تجمع للمتمعشين والنهمة الذين مارسوا كل اشكال وطقوس الفساد حتى وان نطقوا بالفضيلة والحكمة، حتى وان تجمّلوا بالطهارة والعفاف... كذبوا حتى ولو تظاهروا بالصدق وأضيف ماذا قدموا مقارنة مع ما أخذوه؟ ما هي الحصيلة واين نجحوا؟ أين تتجلى الاضافة واين نحن من نجم جنيح ومعز ادريس على الاقل في بداية ولايته؟ لا أحد تملكه شعور نيرون حين كانت روما تحترق ولا أحد قال عيب! ما الذي يجري؟ الى اين المسير؟ لماذا تأخرنا وتقدم الآخرون؟ لا أحد تكرم علينا ليوضح لنا الاسباب والمسببات التي قذفت بنا الى هذا المستنقع؟ كيف تحولنا من غول محلي وافريقي وعالمي الى حمل وديع؟ من فريق يسبح فوق المليارات الى آخر مفلس وبائس ومديون؟ لم يفعلوا... ولن يفعلوا لن يعترفوا بالخطيئة وان عانقت الذنوب عناند السماء؟ أما لماذا؟ ببساطة لا يوجد مجرم يعترف بجرمه اطلاقا خاصة اذا كانت مع سبق الاصرار والترصد... حسنا اذا كان هذا حال المتسلطين على الفريق، فأين فقهاء ووعاظ الجمعية؟ أين من يطلقون على انفسهم كبار الجمعية؟ أين توارت هذه الرجالات وهم يدركون ان الظهور يكون في الشدائد والغصرات؟ أم انهم مورطون في ملفات الفساد فآثروا التخفي خشية النبش فيها مواجهة العدالة؟ لماذا غاب المنظرون وسلاطين التصريحات العنترية وجهابذة التحليل الرياضي وفريقهم في أمس الحاجة لهم ام انهم مشغولون بقضايا اخرى؟ وما هي هذه القضايا التي تمنعهم من انتشاله وروحه تكاد تزهق أم انهم ينتظرون المأتم لتقديم واجب العزاء؟ هل ان ما يحدث أمر عادي أم انه مصاب جلل تقوم الدنيا ولا تقعد لأجله؟ لقد كنا طالبنا في مناسبات سابقة بثورة داخل الفريق لتطهيره من الفاسدين والخائبين واعادة البناء على اسس صحيحة ومتينة بما من شأنه اعادة مجد الفريق وبريقه... ولكنهم فاجأوننا بثورة من الندب واللطم والعويل والبكاء من باب حفط ماء الوجه بعدما وقفوا على هول ما اقترفت اياديهم... في وقت كان ينبغي علينا ان ننحى خلافاتنا الواهية جانبا ونبحث في سبل الانقاذ، نفاجأ بحرب تصريحات واتهامات متبادلة وبكاء على الاطلال...قولوا لنا بربكم ماذا تنظرون؟ ماذا انتم فاعلون؟ والى متى هذا الاستكبار والمهادنة والتخاذل بعد ان أثبتت هيئة رضا شرف الدين فشلها وعجزها؟ هل تنتظرون ان يعلب الفريق على تفادي النزول وان يتحول الى حقل للهزيمة والاخفاق واضرابات اللاعبين؟ هل تنتظرون ان يعجز النادي على التحول الى بلدان القارة والمدن التونسية للتباري مع منافسيه؟ هل تريدون ان نقول بدل «الآه» ألف «آه» الى متى سيستمر هذا الجنون والعبثية؟ هل يكفينا ان نوجه الاتهامات ونطلق صيحات الفزع والادانات والخائبون يفعلون ما يفعلون وفي غيّهم سائرون وفي الفشل يغرقون؟ أما آن للضمير ان يصحو ويستيقظ؟ وأوجه خطابي الى رئيس الجمعية وبطانته: ماذا لديكم؟ وهل مازال هناك شيء في الجعبة لم يخرج بعد؟ ألم تتضح لكم صور الدمار والخراب بعد ام ان الغشاوة سميكة وشديدة شدة الجريرة التي ارتكبتموها في حق الفريق؟ هل قرار الرحيل جاهز ام ان التعطش الى مزيد من الخيبات والنكسات مازال على أشده؟ ماذا تبقى لكم وقد سقطت كل الاوهام وافتضحت المواويل والشعارات الآسنة؟ لقد بان بالكاشف ان الوعود الرنانة التي أطلقتموها كانت مجرد بالونات هواءد وان حصادكم كان سما زعافا... لقد حذلتمونا وتراكمت فغي عهدكم الفضائح والازمات وسيكون من الخيانة للجمعية والجماهير عدم رفع ايديكم عنها حتى لا يتواصل مسلسل السقوط والتهاوي وحالة الغيبوبة التامة ودونه اللجوء الى الحلول الترقيعية المغشوشة لانهلا مغيمة للوقت وضحكا على الذقون ولا يمكن لأوفى الاوفياء حتى ولو تسلح بوفاء السموأل ان يقبل بفريق يلعب الادوار الثانوية وتفاديا للمصير المجهول مطلوب من هذه الهيئة الاستقالة الآن وليس غدا وتسليم المشعل الى من هو قادر قولا وفعلا على احياء الامل واعادة الكبرياء والكرامة للنادي وتقديم التضحيات الجسام بمعية الصادقين من ابناء النجم البررة، والعمل على ابعاد اشباه اللاعبين الموظفين المتكسيين الذين يجهلون فيمة الزي الذي يحملونه، وترشيد الاجور والضغط على المصاريف واعطاء الفرصة للشبان بدل اهدار المال في صفقات فاشلة مع نكرات الكرة الافريقية والمحلية، وانتداب مدرب كفء لتكوين واعداد فريق شاب عماده ابناء الفريق يكون قادر على المنافسة الجدية في قادم المواسم... قد يرى البعض انها دعوة مبكرة ومحاولة لادخال البلبلة وبث الفتنة والتشويش على الفريق في بداية الموسم، وردنا نحب النجم كما لا يحبه احد، وكلما بكّرنا بالحل والعلاج كلما خفت المصائب والمهازل... النجم أمانة في اعناقنا وعلينا ان نتقدم الآن وان لا نخشى شيئا، والذين يجيدون صناعة التاريخ لا يسقطون... والنجم الساحلي صنع اكثر من مرة التاريخ ولا يجب ان نترك خطر الافلاس يتهدده او نتلذذ بسقوطه الدراماتيكي.