أصدرت لجنة المرأة العاملة المغاربية بالاتحاد النقابي لعمال العرب العربي بيانا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الموافق ل: 8 مارس جاء فيه بالخصوص: تحيي الحركة النقابية وكافة المنظمات التقدمية والجمعيات النسائية العالمية اليوم العالمي للمرأة تخليدا للصفحات المضيئة التي رسمتها النساء المناضلات في تاريخ الانسانية من أجل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمدنية لكل الفئات والأجناس والطبقات الطامحة إلى الحرية والعدالة والمساواة. فخلال سنة 1857 خرجت آلاف النساء إلى شوارع نيويورك احتجاجا على ظروف عملهن ومن أجل المطالبة باعتماد المساواة في الشغل بين الرجل والمرأة وقد جوبهت هذه الاحتجاجات بقمع وحشي لم يثن المرأة عن مواصلة النضال من أجل المطالبة بحقوقها ففي الثامن من مارس من سنة 1908، ضربت المرأة موعدا جديدا مع تاريخ الانسانية تجسد في خروج الآلاف من النساء حاملات الخبز والورد في خطوة رمزية مطالبة بمنع تشغيل الاطفال وتقليص ساعات العمل وفي حقها في الاقتراع وهو ما ساهم في تكوين وعي سياسي دولي بحقوق المرأة ليتوج باختيار الثامن من مارس من كل سنة عيدا عالميا للمرأة. ورغم ان هذه النضالات التي حققت مكاسب كبيرة لفائدة المرأة بأمريكا وأوروبا، فإن نضالات المرأة العربية والمغاربية التي ساهمت في دحر الاستعمار وبناء الدول الحديثة، اصطدمت في كثير من الاحيان بواقع وموروث ثقافي عربي ومغاربي ذكوري جاحد لنضالاتها ومساهمتها في بناء مجتمعاتنا وهو ما تسبب في تهميش حقوقها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للمرأة هذه السنة في ظرف تعيش فيه المنطقة المغاربية مرحلة انتقالية دقيقة ومنعرجا تاريخيا مهمّا يقتضي تجند كافة القوى التقدمية المغاربية المتمسكة بحقوق المرأة لحماية مكاسبها وحقها كمواطنة كاملة الحقوق وخاصة اثر بروز بعض الاصوات والاطروحات التي باتت تهدد مكاسبها في انكار تام لدورها الريادي الذي ما انفكت تقوم به للنهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لشعوبنا المغاربية. ان لجنة المرأة العاملة المغاربية تعبر عن اعتزازها بما اثبتته المرأة المناضلة من قدرة على مواجهة مظاهر الظلم والحيف التي استهدفتها ولا تزال وخاصة المرأة الفلسطينية التي ظلت صامدة رغم شدة القمع والتنكيل كما تثمن عاليا الدور الذي لعبته من اجل انجاح الثورات العربية مغاربيا (تونس، ليبيا) وعربيا (مصر، اليمن). كما تسجل بكل فخر نضالات المرأة المغاربية في سبيل تحرير بلدانها من الاستعمار وفي بناء الدولة الحديثة، فانها تتوجه إلى كافة المنظمات النقابية المغاربية ومنظمات المجتمع المدني المدافعة عن حقوق المرأة للعمل من أجل: الدفاع عن المكتسبات التي حققتها المرأة في خضم حركة النضال الاجتماعي وتدعيمها في مواجهة كل محاولات الالتفاف. النضال من أجل بناء مجتمع تنتفي فيه كل مظاهر التمييز طبقا للمواثيق والاتفاقيات الدولية الضامنة لحقوق الانسان. الضغط من أجل سن قوانين تضمن للمرأة حقوقها الاساسية ضمن منظومة دستورية وتشريعية تقوم على مبدأ العدل والمساواة. تفعيل دور المرأة في مختلف مؤسسات المجتمعات ومكوناتها والعمل الجاد من أجل ادماجها في مواقع القرار النقابي والسياسي والمدني قصد التكريس الفعلي للمساواة ولغاية بناء مجتمعات مغاربية تقدمية متوازنة. تدعو إلى تفعيل ميثاق الحقوق الاجتماعية الاساسية لعمال المغرب العربي لسنة 1991. تبني سياسات تعليمية موجهة للناشئة وتنظيم حملات تحسيسية لتغيير العقلية الذكورية بمجتمعاتنا المغاربية.