إثر جلسة تفاوضية احتضنها مقر ولاية بن عروس وجمعت ممثلين عن النقابة الاساسية بشركة تجهيز الطيران بالمغيرة وممثلين عن السلطة التنفيذية وممثلين عن الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس وممثلين عن ادارة الشركة لم تسفر المحادثات الطويلة عن نتيجة تُذْكر امام تعنّت ممثلي الشركة الا قرار تأجيل الاضراب الذي كان مزمعا يومي 27، 28 ماي الفارط الى بداية الاسبوع القادم يومي 04 05 جوان إذ طُرح على مائدة التفاوض مطلب اعادة العمال العشرة المطرودين بما فيهم النقابيات الثلاة ورفضته الادارة كما طرح مطلب عودة العمال السبعة كمطلب بديل وتأجيل التفاوض حول عودة النقابيات للعمل لوقت لاحق ورُفض، بل ان ممثلي ادارة شركة تجهيز الطيران شاركوا في جلسة التفاوض بطلب وحيد هو عدم التفاوض على عودة المطرودين بل التفاوض حول التخفيض من منح طردهم بتعلة أن الطرد هو قرار مجلس التأديب وأمام انغلاق سبل الحوار وانحياز السيد المعتمد الأوّل الولاية بن عروس «عبد الرزاق دخيل» للجانب الاداري(المستثمر الفرنسي) باقتراحه عقود عمل مهنية ولا تتجاوز شهرين أو ثلاثة أشهر رفضتها هي أيضا الإدارة لم يكن امام النقابة الاساسية والاتحاد الجهوي للشغل سوى الإبقاء على قرار الاضراب ولكن تأجيله من أجل ترك مجال لجلسة تفاوضية أخرى تعقد اليوم الجمعة 31 ماي. ضرب الحق النقابي وبالعودة إلى تفاصيل انطلاق معاناة عمّال وعاملات شركة تجهيز الطيران بالمغيرة ممثلي النقابة الأساسية بالشركة اثناء الندوة الصحافية التي احتضنها مقر الاتحاد العام التونسي للشغل الاسبوع الماضي انها (المعاناة) انطلقت منذ تأسيس الشركة سنة 1998 اذ لم يُراع المستثمر الاجنبي أية حقوق تذكر للعاملين ولكنهم تفانوا في خدمة الشركة حتى أصبحت سنة 2005 أربع شركات وليست شركة واحدة ومنذ تكوّن النقابة الاساسية في شهر مارس 2011 تضاعفت حالة الاستعداد للعمّال وحقوقهم وظهرت جليّة الرغبة في مواصلة استضعافهم امام غياب هيكل نقابي يؤطرهم لذلك عملت الشركة واعوانها كل ما في وسعهم لاجهاض النقابة الوليدة التي تمكنت رغم العراقيل من تحقيق عديد المكاسب التي تقبلها العمال والعاملات بارتياح: الحدّ من الساعات الاضافية اجبار الشركة على تعزيز فرق العمل بانتدابات جديدة. التمديد في العطلة السنوية للعمال. إقرار مشروع التصنيف المهني. ثم المطالبة بمزيد من العمل والتفاني ولكن المستثمر الفرنسي وممثلهُ في تونس استشعرا خطر فكرة أن يكون للعمّال والعاملات حقوق فعملا جاهدين على زعزعة ثقة العمال في نقابتهم عبر الترغيب والترهيب تم عبر ارساء نقابة اساسية موازية تتبع منظمة نقابية أخرى حاولوا استمالة العمّال للانخراط فيها عبر امتيازات مباشرة ولكن العمّال والعاملات رفضوا حتى كان قرار طرد 10 عمّال منهم 3 نقابيات وهو ما فاقم حالة الاحتقان. عقلية استعمارية وسلطة متواطئة صرّح الأخ محمد علي بوغديري كاتب عام الاتحاد الجهوي ببن عروس ان المستثمرين الفرنسيين في بلادنا باتوا يحنّون الى ماضيهم الاستعماري في علاقة بضرب حقوق العمال التونسيين وهذا ليس فقط في شركة تجهيز الطيران انما في شركات فرنسية اخري يُصرّ اصحابها على استعباد العامل التونسي وضرب كل حقوقه رافعين شعارًا موحدا هو إمّا الرضوخ أو التهديد بنقل شركاتهم لبلدان اخرى وهي مقايضة برفضها الاتحاد العام التونسي للشغل لأنه لا مساومة على حقوق العمال ولكن السلطة التنفيذية وهذه الحكومة المؤقتة بتجريمها للحق النقابي وشيطنتها للعمال وللاضرابات قد وقفت الى جانب مستثمرين مصاصي دماء ودعمتهم. كرامة العاملات أوّلا الأخت وسيلة عيّاشي عضو الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس أكّدت هي أيضا ان الاتحاد لن يتخلى أبدًا عن منظوريه وسيدافع عن حقوقهم دائما في اطار ضرورة احترام المستثمرين الاجانب لحقوق العمال القانونية مؤكدة ان اشكال النضال النقابي متعدّدة وخلاقة وهي لن تقف عند الاضراب دفاعا عن الكرامة والحقوق بل هي تتوسع الى دائرة التضامن العمالي العالمي وهو ما يقوم به الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس و عن طريق تنسيق التحركات النقابية بين الفرع التونسي لشركة تجهيز الطيران والفرع الفرنسي الأم من اجل عدم ارتهان نضالات العمال والعاملات التونسي وتوسيع التحركات النقابية وفضح ممارسات رأس المال الفرنسي الذي لا يحترم قوّة العمل وكفاءة العامل التونسي.