السنة المقبلة 2014 سيبلغ مهرجان قرطاج 50 سنة من العمر الفني، مهرجان قارع أكبر المسارح الدولية من خلال استضافاته لعمالقة الفن في العالم وما قدمه للجمهور التونسي من عروض فرجوية تشابكت فيها مختلف الفنون، رغم الدورات الباهتة التي عاشها هذا المهرجان في السنوات الاخيرة، بعد أن حوله زبانية النظام السابق إلى بؤرة تدر عليهم الأموال الطائلة ضاربين عرض الحائط المهمة التثقيفية والترفيهية لهذا المهرجان. الدورة 49 لمهرجان قرطاج، التي ستمتد من 12 جويلية إلى 17 أوت 2013 ستشهد برمجتها جملة من العروض الفنية الضخمة والمتميزة التي قد تساعد على إعادة بريق ووهج مهرجان قرطاج في دورته الحالية التي سيرأسها مراد الصكلي، ولئن لم يتم الإعلان النهائي عن البرمجة الجديدة للمهرجان إلا أن إدارة المهرجان خيرت عملية الكشف التدريجي للعروض المنتظر إقامتها في ليالي مهرجان قرطاج، ومن هذه العروض حفل ضخم لأوبيرات بيكين ليلة 14 جويلية، وهي الاوبيرا التي سجلتها اليونسكو سنة 2010 ضمن قائمة التراث العالمي اللامادي كأشهر الاوبيرات وأوسعها انتشارا وهي التي يعود تاريخها إلى نحو مائتي سنة وهي مزيج من الغناء والتمثيل والحركات البهلوانية كما أنها أكبر مسرحية تقليدية من حيث عدد ممثليها وفرقها المختلفة وبرامجها إذ تقدم قصصا تاريخية وحكايات شخصية واجتماعية من التراث الشعبي الصيني بأسلوب تمثيلي خاص. كما تم الإعلان عن برمجة حفل للفنان «شاغي» ليلة 17 جويلية وأيضا استضافة الفنان الاسباني «باكو دي لوسيا» لإحياء حفل ليلة 31 جويلية، وسيستمتع جمهور هذه الدورة بموسيقى الفنان الفرنسي العالمي «جون ميشال جار» ليلة 12 أوت. كما تتداول بعض الصحف الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي أسماء بعض الفنانين والفنانات المنتظر أن تستضيفهم هذه الدورة على غرار كاظم الساهر وماجدة الرومي وغيرهما... ويبقى السؤال الحارق مع كل دورة من دورات مهرجان قرطاج الدولي ذاك المتعلق بالعروض التونسية التي ستتم برمجتها ومدى استجابتها لتأمين عروض جماهيرية من شأنها أن تعيد للفن التونسي قيمته، كما تبقى مسألة التنظيم وحسن التصرف في الموارد البشرية والمالية للمهرجان تبقى من الأسئلة الهامة...