عبّر الأخ البشير العرفاوي منسّق اللجنة النقابية الوطنية لإطارات المساجد والكاتب العام لنقابة الأيمّة بن عروس رفضه لتصريح «خميس الماجري» الذي وصف النساء بأنهن يُشترين ب«كسكروت» واعتبر أن كلامه غير مسؤول و بعيد كل البعد عن الخطاب الديني وعن التعاليم السمحة للإسلام واصفا إياه بعديم الكفاءة وانعدام التكوين الديني اللازم. وشدّد الاخ العرفاوي على ضرورة الحزم مع هؤلاء لأن ذلك سيفتح الباب أمام خطابات متشنّجة ومتطرّفة أخرى كالذي قاله الصحبي عتيق على سبيل المثال. هجر المساجد وفشل الوزارة الاخ العرفاوي اكد ل«الشعب» ان الناس والمواطنين هجروا المساجد هربا من مثل هذه الخطابات التحريضية وقال ان لجنة الرصد التابعة للنقابة اقرت في دراسة لها بأن 60 بالمائة من المصلين هجروا الجوامع والمساجد كما رصدت عديد المخالفات والتجاوزات من قبل دعاة التطرف الديني في الوقت الذي تركّز فيه وزارة الاشراف على جمع الاموال الطائلة من الحج والعمرة ومن قطر والسعودية وفي الوقت الذي يهتم فيه الوزير بتعيين نفسه على رأس وفود الحج والعمرة ليترك موقعه فارغا يرتع فيه الكثيرون على حد تعبير الاخ العرفاوي. الى ذلك، فمن المعروف ان الوزارة تنكبّ كل سنة على ترميم وصيانة المساجد وتبديل الزّرابي إلاّ أنها تجاهلت ذلك هذه السنة ليبقى ذلك مقتصرا على الحملات التطوعية والاجتهادات الفردية من قِبَلِ أهل البر والإحسان، حتى الائمة الذين تم عزلهم بالقوة فان الوزارة لا تحرّك ساكنا ولا تدافع عنهم بل تتجاهلهم حارمة أياهم من أجورهم. المساجد تعاني أيضا، حسب الأخ العرفاوي، من التجاذبات الحزبية، فهناك مساجد للنهضة وأخرى للسّلفية والبعض لحزب التحرير ومساجد للزيتونيين والمعتدلين، وأضحى المتطرّفون يستغلّون ذلك الحديث النبوي القائل: «إذا قلت لصاحبك في يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت، ومن لغا فلا جمعة له»، بمعنى أنهم يدفعون الناس ويضطرونهم إلى التركيز على الخطب حتى إذا كان مضمونها متخلّفا وتحريضيا ومتطرّفا. وفي هذا السياق دعا الأخ العرفاوي الوزيرومستشاريه إلى الاستقالة لفشلهم في مهامهم وتعويضهم بلجنة خبراء زيتونيين في هذه المرحلة الانتقالية حتى الانتخابات القادمة مؤكدا أن الطرف النقابي يسعى إلى استعادة المساجد من المتطرفين ويبغى الاعتدال في الدين في المجتمع التونسي ويرفض التمييز على أساس ديني أو ايديولوجي أو عرقي أو جنسي أو غيره، قائلا «إن تونس تحتضن الكل، وتونس للجميع»..