مرة أخرى تمتد يد الغدر لتطال مناضلا رفع راية النضال الوطني والقومي وهو ما يزال فتى يافعا تشبّع بقيم الحرية والكرامة وبنخوة الانتماء الى هذه الامة العظيمة وحمل القضية الفلسطينية في وعيه ووجدانه ودافع عنها في كل المحطات والمنابر والمحافل. مرة أخرى يفيق التونسيون على وقع الاغتيالات ودوي الرصاص الغادر الجبان لتسيل دماء تونسية طاهرة تضاف الى دماء تونسية اخرى سقت تراب هذا الوطن العزيز وسبقت الى الشهادة. مرة أخرى يفجع التونسيون في هامة من هامات النضال الوطني في الذكرى السادسة والخمسين لاعلان الجمهورية ويحول صنّاع الموت الفرح الى حزن والاحتفال الى مأتم ويفتحون جرحا عميقا آخر في حين مازال الجرح الأول ينزف. أليس هذا تجسيدا للخطاب السياسي الذي هدد التونسيين منذ ايام، أليس هذا نتاجا للدعوات المتكررة الى التصفيات، أليس السكوت عن قتلة الشهيد شكري بلعيد والتستر المشبوه عن مغتاليه وعدم مكاشفة الشعب بالحقيقة تشجيعا ضمنيا على التمادي في الارهاب والاغتيالات. مرة أخرى تمتد يد الجبن والغدر والخيانة لاغتيال واحد من اهم قادة الحركة السياسية في تونس المناضل الفذ الشهيد «محمد البراهمي» في محاولة يائسة لإخماد صوت من أعلى الاصوات دفاعا عن الثورة ومبادئها، وفي مسعى واهم لارباك مسار الثورة والالتفاف عليها والاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير الذي اختار دائما الوقوف الى جانب شعبه والاستماتة في الدفاع عن مصالحه الحيوية وتطلعاته المشروعة في تأمين ظروف العيش لا يسعه بهذه المناسبة الأليمة الا ان : يتقدم بأحر التعازي لعائلته وكافة اصدقائه ورفاق دربه ولكافة افراد الشعب التونسي في فقدانهم لقامة شامخة من قامات العمل السياسي الوطني. كما يعرب عن : 1 إدانته الكلية لكل اشكال العنف وفي مقدمتها الاغتيالات السياسية. 2 تأييده لقرار الاضراب العام المقرر ليوم الجمعة 26 جويلية 2013 وانجاحه. 3 دعوته لكل النقابيين وكافة المناضلين الصادقين لتوخي اليقظة وتجنب كل الاعمال الاستفزازية وما يمكن ان يرافقها من مخاطر الانزلاق لإشاعة الفوضى والاعتداءات على مكتسبات البلاد العامة والخاصة.