عبرت تنسيقية ملتقى المهاجرين التونسيين في الندوة الصحفية التي عقدتها بمعية الاتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، عن مقاطعتها ملتقى الحمامات الذي نظمته كتابة الدولة للهجرة والتونسيين بالخارج. والتحاقها بجبهة الإنقاذ المطالبة برحيل الحكومة. ولمعرفة الأسباب العميقة وراء مقاطعة ملتقى الحمامات، كان لجريدة الشعب هذا الحديث الصحفي مع السيد علي بن عامر منسق تنسيقية ملتقى المهاجرين التونسيين. * ما الذي دفعكم إلى مقاطعة ملتقى الحمامات رغم دعوتكم لحضوره؟ - في البداية اسمح لي أن أضع هذه الندوة الصحفية المنعقدة في إطارها، وهي تأتي لتفسير وإعطاء معلومات حول المنتدى الذي تنظمه كتابة الدولة للهجرة بالحمامات. ونحن كتنسيقية منبثقة عن ملتقى يوم 7 ماي 2011 بمدينة ‹›سان دوني» بفرنسا و التي تضمّ جمعيّات من فرنسا و سويسرا و إيطاليا، وبعد نقاش معمّق قررنا مقاطعة هذا الملتقى لأنه لم يقع تشريكنا فعليّا في تحضيره، ونحن لم نلبِّ الدعوة التي وصلتنا قبل أيام قليلة من انعقاد الملتقى، حتى لا نكون شركاء في العملية الدعائية المتحزبة. ومن ناحية اخرى ونتيجة للظرف السياسي الدقيق ال?ي تمر به البلاد والمطالبة بإسقاط الحكومة لفشلها في تسيير شؤون البلاد، رأينا أن الحكومة لا يمكن أن تشرف على الملتقى. * اجريتم عديد اللقاءات سابقًا مع عدّة أطراف حكومية، فماهو فحوى هذه اللقاءات؟ - بالفعل كانت لنا لقاءات حول مسألة الهجرة مع كلٍّ من مدير ديوان التونسيين بالخارج وكاتب الدولة للهجرة ووزير الشؤون الاجتماعية. كما كانت لنا أيضا لقاءات مع مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي حول دسترة حقوق المهاجرين التونسيين بالخارج. ولكن في كلّ مرة كانت مطالبنا تقابَلُ بوعود قد غاب عنها التنفيذ ونحن نريد مقترحات عملية وجديّة. * بعد إعلانكم الانضمام إلى جبهة الإنقاذ والتحاقكم باعتصام الرحيل، اعتبرت جمعيات للهجرة مقربة من الحكومة أن مطالبكم كانت سياسية بغطاء اجتماعي فما رأيكم؟ - يبدو أن هذه الأطراف اليوم سارعت إلى المشاركة في ملتقى الحمامات لتلميع صورة الحزب الحاكم. وهو مشهد يذكرنا بممارسات الحزب الحاكم قبل الثورة. وهذه الأطراف غلّبت الولاء الحزبي الضيق على المصلحة العليا للمهاجرين عمومًا. لم تكن مطالبنا تعجيزية يصعب تنفيذها أو تتطلّب سنوات لتحقيقها، بل كانت مطالب عادية ومهمّة. فقد طالبنا بإعطاء المقرّات للجمعيات وهذه المقرات شاغرة وكانت تحت إشراف حزب التجمع المنحل. كما طالبنا بتعيين موظفين وقنصليين استنادًا إلى الكفاءات وليس إلى الولاءات الحزبية. وطالبنا أيضا بإنشاء مجلس أعلى للهجرة. مالذي عطّل تكوين المجلس الأعلى للهجرة؟ نحن طالبنا بتكوين مجلسٍ أعلى للهجرة يكون مستقلاّ وتخصّص له إمكانيات مالية ومقر خاص ودائم ويكون هيكل حوار واتصال مع السلطات. ونعتقد أن هناك جمعيات تعنى بالمهاجرين ذات ولاءٍ للنهضة هي من عطّل إنشاء هذا الهيكل الذي تم اقتراحه منذ 1988. وعدم إنشاء هذا المجلس يعني عدم ثقة الحكومة في السيطرة عليه بعد تكوينه لخدمة أجنداتها.