ما حصل في اعقاب مباراة الترجي الرياضي والنجم الساحلي بملعب رادس لم يكن «حشيشة رمضان» كما ذهب لتفسير ما حصل بعضهم، وانها الحكاية اعمق واهم خاصة وانها اصبحت تتكرر موسميا الضرورة كانت تحتم ان تتحرك الهياكل المشرفة على رياضتنا من وزارة الى مكتب جامعي الى مكتب رابطة المحترفين، الغريب في المسألة ان كل تلك الفوضى التي اجتاحت الميدان لم نر في اعقابها ولو قرار شجاع واحد كان اتخذ، وهنا يحق لنا ان نسأل من المتسبب الرئيسي في كل الذي حصل من فوضى ونحن الذين نعرف ان لم اقل ندرك ان مثل هذه المباريات في الكثير من الاحيان كانت خلفت لنا خسائر منها المعنوي والمادي، هنا نسأل، لماذا لم نتخذ الاجراءات الوقائية الضرورية حتى لا يحصل ما كنا شاهدناه على ميادين اوجدت للحب والتواصل والتوادد فاذا بها وهنا ليست في غفلة منا بما ان بين هذين الناديين الكبيرين سوابق في مظاهر التخلف والفوضى (أحداث محطة الاستخلاص بهرلة نموذجا).. الاكيد ان المتسببين في كل الذي حصل عددهم كبير لكن من سيحاسبهم...؟! (2) وبما اننا نريد ان نبحث في ظاهرة العنف التي عادة ما تعرفها مباريات الترجي والنجم سواء جرت في تونس أو لعبت في سوسة فانه كان حريّ برابطة المحترفين او بالجامعة بما انها السلطة المشرفة على مختلف بطولاتنا ان تضع المباراة في اطارها العادي وهي التي يعلم اهلها والعاملون فيها والمنتسبون اليها والمتضامنون معها والمدافعون عنها ان مباراة بين الترجي والنجم في الكثير من الاحيان تتحول من مقابلة كرة الى معركة شرسة من نوع خاص... ههنا اقول قد تكون رواسب الماضي القريب سببا في ذلك، لكن ذلك لا ينفي مسؤولية الجميع في الذي حصل من فوضى وعنف وتطاول وكلام بذيء أفقد كرتنا عذريتها وجماليتها... (3) هل تكفي الصور التي شاهدناها لعزيز زهير رئيس الترجي الرياضي ولمعز ادريس رئيس النجم الساحلي حتى يكتفي كل طرف سواء كان من هنا او هناك ان يلعب دوره الوقائي التحسيسي التأكيدي على انها مباراة كرة تدوم 90 دقيقة ليذهب بعد ذلك كل منا الى قضاء شؤونه، فاذا كان هؤلاء ولمدة 90 دقيقة لا يسيطرون على عقولهم ولا يتحكمون في اعصابهم كيف لهؤلاء أن يؤطروا الحقيقة انني لم افهم جدوى كل الذي يحصل بين الترجي والنجم الى حدود انه اصبح بمثابة العادة التي علينا ان ننتظرها تتكرر صور مشوهة تعددت امامنا الى درجة ان الواحد منا اصبح يكره هذه الكرة واهلها وكل المتواجدين في مشهدها العام. (4) تلك الصور التي تؤكد تخلفنا الرياضي كنا نمنّي النفس بأن لا نشاهدها وبما انها تجددت نسأل كيف لوزارة الرياضة ان تكتفي بالفرجة والحال انه كان عليها بما انها تملك آليات المتابعة والمراقبة وكذلك اتخاذ ما تراه صالحا من اجراءات وقرارات أن تتحرّك لأنّ في هذا الصمت واي صمت هذا والصور شاهدناها في كل تلفزات العالم الا اذا كان صمت العاجز لأكتفي بذلك. انّها حقيقة صورا موجعة ومؤلمة.. لأن ما شاهدناه في مباراة الترجي والنجم يكاد يتكرر موسميا لكنّنا نحن لا نوقفها، ههنا ألا يكون ذلك مدعاة بحث ودراسة، ام ان نسكت... فهذا ليس في صالح كرتنا ولا رياضتنا عامة. (5) وحتى لا انسى فانه يصبح من الضروري التوقف ضمن تلك المشاهد أمام موقع ووقع ما حصل على مكتب رابطة المحترفين هذا الهيكل الفاقد لكل هيبة او لنقل لكل ما من شأنه ان يجعله فاعلا في مشهد كرة القدم، والا ما المانع لو عقد مكتبها قبل المباراة جلسة عمل كانت جمعت بين مسؤولي الترجي والنجم هذه البادرة الوقائية الاستبقية هي التي تنقص كرتنا، لن اذيع سرا اذا قلت انها الحلقة المفقودة خاصة وان المتأمل في واقع كرتنا يلاحظ انها كلها تناقضات غريبة جدا... فهذا المكتب الجامعي الموقر شعر بحتمية الاستنجاد بطاقم تحكيم من الجزائر لكنه لم يقم بدوره التحسيسي وفي هذا خطأ لا يمكن أن نغفره لسي علي الابيض ومن معه بما انهم تناسوا سواء بنية او دونها لعب دورهم الطبيعي التاريخي. (6) وكرة لا يحكمها عقل بما ان مبدأها السائد والمكرس هو العنف لا يمكن ان ننتظر منها اي شيء بما ان الجمهور هجرها خاصة وانها كرة لا تخلف الا المآسي والهم والغم.