في أجواء ساخنة، انعقد المؤتمر العادي للاتحاد الجهوي للشغل بزغوان يوم الأحد 25 نوفمبر الجاري برئاسة الأخ بلقاسم العياري الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم القطاع الخاص، وقد شهد مقر الاتحاد الجهوي للشغل، منذ الصباح الباكر، توافد النوّاب والنقابيين بالجهة وتجمّعت الحلقات وانطلق معه التشاور والحديث عن حيثيات المؤتمر، خصوصا وأنّ 21 نقابيا قدّم ترشّحه لعضوية المكتب الجهوي ممّا يبيّن ما سبق المؤتمر من حرارة قصوى وتنافس شديد. وبرزت منذ البداية قائمتان واضحتا المعالم كان الحديث يدور حولهما. ورغم تلك الحرارة فإنّ الكلمة الافتتاحية للأخ بلقاسم العياري، رئيس المؤتمر، مكّنت من تهدئة الأجواء، فقد أكّد أنّ هذا المؤتمر يمثّل عرسا حقيقيا للديمقراطية والاتحاد ككل يريد مؤتمرات ساخنة، تنافسية وليست للنقابيين أيّة مركّبات حول الديمقراطية داخل مؤتمراتهم. وأوضح الأخ العياري أنّ هذا المؤتمر سيتم في كنف الشفافية والاحترام المتبادل لأنّ سمعة الاتحاد وتاريخه تفترض ذلك. هذه الكلمة القصيرة كان لها وقعها على المؤتمرين الذين كانوا منضبطين رغم حرارة بعض التدخّلات ومحاولتها التأثير على الناخبين. صعوبات وضغوطات رغم أنّ التقرير الأدبي كان مقتضبا إلاّ أنّه بيّن العمل الكبير الذي قام به المكتب التنفيذي الجهوي المتخلّي، رغم الصعوبات والضغوطات، فقد تمّ انجاز مؤتمرات 71 هيكلا وقفزت الانخراطات بأكثر من 48 وهي نقطة مضيئة في مسيرة الاتحاد الجهوي، كما صادق المؤتمر على لجنة المراقبة المالية. وشهد النقاش العام عدّة تدخّلات ساخنة أكّدت أنّ جهة زغوان تشهد نقلة نوعية على مستوى الخطاب النقابي العام، ومن أهم القضايا التي طرحت وضعيّة عاملات النسيج وعمّال البناء بعدّة مؤسّسات حيث برزت عدّة حالات غلق وطرد للنقابيات والنقابيين واستمعنا أثناء المؤتمر إلى شهادات من عديد النقابيات حول وضعيات عدّة، كشركة «فينيكس» و «ماشا» وغيرهما وتمّت المطالبة بتدخّل عاجل من قبل كافة الأطراف. هذه الصورة القاتمة التي برزت داخل القطاع الخاص بالجهة بين وجود هوّة شاسعة بين خطاب الأعراف في القطاع الخاص وواقع الأشياء وهي نقطة تحتاج من السلطة الجهوية مراجعة حقيقية. هذه الوضعية، جعلت عديد المؤسّسات تدخل في اضرابات واعتصامات كما بيّنه التقرير الأدبي وتدخّلات النوّاب. وإضافة إلى نضالات رجال التعليم والصحّة وهي شهادة جديدة تنضاف لهذه القطاعات المناضلة شهدت الجهة هيكلة عديد القطاعات. ومن المسائل التي طرحت، دعوة عديد النوّاب كافة الاخوة النقابيين بالجهة إلى التعاون والوحدة والابتعاد عن الجهويات و «هزّان الكلام» والصّراع حول المبادئ والنضال خصوصا وأنّ الجهة تشهد حاليا نقلة نوعية على مستوى لمّ الشمل والعمل النقابي المناضل وتدعيما للتأطير النقابي الصحيح تمّت الدعوة إلى تكثيف التكوين النقابي. أحد الاخوة النوّاب تحدّث عن الاعلام داخل الاتحاد داعيا إلى مراجعة النظام الداخلي بإلزام النقابيين بكافة الوسائل للاشتراك بجريدة الشعب كي تتمكّن من التمويلات الضرورية وتعمل في أريحية مالية، كما دعا إلى إحداث ركن أسبوعي خاص بالتكوين النقابي. وكان ملف الحق النقابي موضوع حديث النوّاب الذين دعوا إلى صيانته والذّود عنه خصوصا وأنّ الحكومة التونسية صادقت على الاتفاقية الدولية رقم 135. وتضمّنت النقاشات تدخّلات خاصّة بالمفاوضات الاجتماعية حيث أكّد الجميع ضرورة انجاحها والتّسريع بإقامتها خصوصا وأنّ القدرة الشرائية للأجير والمواطن بصفة عامّة تحتاج إلى المراجعة والتحسين في ظل ارتفاع أسعار عدّة مواد غذائية. الأخ بلقاسم العياري: الاختلاف في الرأي ظاهرة صحية لا تقلقنا بل ندعمها رغم أنّ المؤتمر لم يخل من نقاشات حادّة للغاية إلاّ أنّ الأخ بلقاسم العياري نجح في التوفيق بين الجميع بشكل ديمقراطي وحرص على تمكين جميع المتدخّلين من الكلمة مع الحرص على القانون والصرامة في الوقت نفسه. وفي هذا الباب أكّد الأخ الأمين العام المساعد أنّ التدخّلات عكست النضج المتوفّر بالجهة واعتزاز أبناء زغوان باتحادهم كما عكس المؤتمر روح المسؤولية واطلاع أبناء زغوان على ملفات التأمين على المرض والتعليم كما أنّ طرح النواب للقضايا القومية يؤكّد نضالية الجهة. وأوضح الأخ العياري أنّ الاختلافات في الآراء ظاهرة صحية خصوصا عندما تتمحور حول الملفات والمضامين التي تجعل الاتحاد أكثر متانة وصلابة، وشدّد على أنّ الاختلافات لا يمكن أن تبعد النقابيين عن بعضهم بعضا بل يجب أن تكون نقطة الالتقاء على مشاريع مشتركة هدفها الارتقاء بأداء المنظمة. ودعا الأخ الأمين العام المساعد إلى الوحدة من أجل اقتحام المناطق الصناعية الموجودة بالجهة وتقوية الانتساب النقابي وتصليب عود المنظمة. ووجّه الأخ العياري تحيّة إلى كافة نقابيي وعمّال زغوان وخاصّة نضالات المرأة من خلال الاضرابات والاعتصامات، داعيا إلى الوحدة النقابية التي تمثّل صمام أمان للدفاع عن المنظمة وعن العمال. ولدى تطرّقه إلى المفاوضات الاجتماعية التي وصفها بالصعبة أكّد الاستعداد الموجود لدى الاتحاد لانجاحها وتحقيق مكاسب جديدة للعمال أينما كانوا. ولدى حديثه عن أداء المكتب التنفيذي الوطني أكّد العمل الجماعي الموجود بين كافة الأعضاء مشيرا إلى أنّ كلّ المكتب وعلى رأسه الأخ عبد السلام جراد الأمين العام وجّه تحيّة إلى عمّال زغوان للتّأكيد على نضالية الجهة. وأشار الأخ بلقاسم العياري إلى نجاح الهيئة الإدارية الوطنية الأخيرة التي انبثقت عنها لوائح تعبّر عن طموحات العمال والمنخرطين خاصّة فيما يهم التعليم والمغازة العامّة والأساتذة المطرودين. وكان أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي قد ردّوا على التدخّلات وأكّدوا ضرورة الوحدة.