فجعت الأوساط النقابية في جهة سوسة وكذلك في بقية الجهات برحيل المناضل النقابي والوطني الأخ محمد زهير الشلي بعد صراع مع المرض. وجسامة فقدان الفقيد الغالي متأتية من الثقل والإرث النضالي الذي تركه فقيد جهة سوسة الكبير محمد زهير الشلي بعد مسيرة زاخرة بالنضالات والانجازات لتستفيد منه الأجيال التي لم تعايش مرحلة الشهيد الخالد فرحات حشاد باعتبار ان الفقيد سبق له ان خاض النضال جنبا إلى جنب مع حشاد إضافة إلى دوره البارز في الكفاح الوطني ضد المستعمر. هذا ويعتبر المناضل محمد زهير الشلي صاحب الدور الفعال في بناء دار الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة وقد كلفه ذلك الويلات حيث تمت نقلته تعسفيا من سوسة إلى تونس في محاولة لكبح جماح نضاله النقابي ولكن دون جدوى حيث بقي محافظا على ثوابته ومبادئه كما ظلت دار الاتحاد ثابتة في موقعها وهي اليوم قلعة للنضال النقابي ومفخرة لجهة سوسة المناضلة وهو ما كان يحلم به الفقيد الغالي الذي سبق له ان تحمل مسؤولية الكتابة العامة لهذه الدار لمدة 08 سنوات إضافة إلى عضويته في الهيئة الإدارية الوطنية من 1946 إلى 1957 وكذلك من 1965 إلى 1970 حيث كان الفقيد الكبير طيلة هذه السنوات ابنا بارا للاتحاد العام التونسي للشغل ومناضلا لايشق له غبار . ولعل ماخفف وطأة هذا المصاب الجلل عن النقابيين والشغالين بالفكر والساعد في جهة سوسة المناضلة تلك الحركة النبيلة التي صدرت عن المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة قبل رحيل الفقيد بيومين حيث قام الأخ محمد الجدي الكاتب العام للاتحاد الجهوي بسوسة مرفوقا بالأخ محمد بن رمضان الكاتب العام المساعد المسؤول عن الإدارة والمالية بزيارته في المصحة التي يقيم بها للاطمئنان على صحته والرفع من معنوياته وتمني الشفاء العاجل له. وقبل ذلك وفي وثيقة تعتبر اليوم نادرة وعلى غاية من الأهمية خصوصا للمهتمين بالتأريخ لمنظمتنا العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل نقرأ حوارا مطولا للمناضل الفقيد محمد زهير الشلي خص به نشرية الوفاء التي يصدرها الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة وأجراه له الأخ نورالدين الغماري الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي المسؤول عن النشر والإعلام وفيه تحدث المناضل محمد زهير الشلي كما لم يتحدث من قبل فتوقف بعمق عند تجربته النقابية وزيارة الشهيد خالد الذكر فرحات حشاد له في مكتبه بسوسة والمضايقات التي تعرض لها ومنعه من دخول دار الاتحاد إضافة إلى شهادته في الزعيم الحبيب عاشور واحمد التليلي واحمد بن صالح وعديد المواضيع الأخرى التي تختزل التجربة الثرية للمناضل محمد زهير الشلي والتي أثرى بها العمل النقابي جهويا ووطنيا (طالعوها في عددنا القادم). ونشير في الأخير إلى انه قد تم تشييع المرحوم محمد زهير الشلي إلى مثواه الأخير في مقبرة سوسة الجنوبية بعد صلاة عصر يوم الجمعة 15 فيفري 2008 وسط حضور كبير جاء لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه. وقد قام بتأبينه الأخ محمد بوسنينة الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة المسؤول عن الوظيفة العمومية في مشهد مؤثر يترجم الحب الكبير الذي يكنه المكتب التنفيذي الجهوي للفقيد حيث قال بالخصوص: «لن ينسى النقابيون تمسكك باستقلالية المنظمة و دفاعك عن كرامة العمال و حقوقهم عند توليك مسؤولية الكتابة العامة للاتحاد الجهوي بسوسة . الشيء الذي انجر عنه طردك من العمل ثم نقلتك من سوسة إلى تونس العاصمة كعقوبة لوقوفك في وجه الذين أرادوا افتكاك المقر الحالي للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة إثر الانتهاء من بنائه ، و إننا اليوم نقف بكل خشوع و إجلال لنودّعك إلى مثواك الأخير معاهدين إياك مواصلة السير على خطاك و على خطى رواد المنظمة متمسكين بمبادئها و ثوابتها مكبرين خصالك المثالية و تضحياتك لفائدة الاتحاد و البلاد و العمال ....