احيا الشغالون يوم الجمعة 14 مارس 2008 الذكرى التاسعة لوفاة احد رموز الحركة النقابية وتونس عموما المناضل النقابي والوطني المرحوم الحبيب عاشور الذي ارتبط اسمه بالتضحية والنضال ونكران الذات والتمسك باستقلالية العمل النقابي وبحرية التنظم والانتماء... الذكرى التاسعة لوفاة هذا النقابي العظيم اشرف عليها الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد وانطلقت بتنظيم معرض وثائقي احتضنه بهو دار الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس وتضمن عدة صورة من مسيرة عاشور. اما الجزء الثاني من برنامج الذكرى فقد تم بمسقط رأس الزعيم الحبيب عاشور جزيرة قرقنة حيث ادى الاخ الامين العام للاتحاد رفقة عدد من اعضاء المكتب التنفيذي الوطني وعدد مهم من اعضاء الهيئة الادارية الوطنية وجموع غفيرة من عمال ونقابيي الجهة يتقدمهم الاخ محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس، زيارة الى منزل الفقيد حيث كان في استقباله الحاجة فاطمة وابناؤها وبناتها وعدد من افراد العائلة... الامين العام للاتحاد الاخ عبد السلام جراد اطمأن مباشرة على الظروف الصحية للحاجة مستفسرا عن احوال العائلة مبرزا مكانة الزعيم الراحل في قلوب العمال والنقابيين الذين يعتبرونه رمزا من رموز الاتحاد ورواده الابطال مؤكدا لزوجته ولأفراد عائلته ان الحبيب عاشور سيظل في القلب وان ما قدمه لفائدة الشغالين بالفكر والساعد وللحركة النقابية وتونس عموما يعتبر شاهدا على مساهمة الرجل في تأسيس منظمة الشغالين الاتحاد العام التونسي للشغل وكذلك مساهمته في دحر الاستعمار وبناء الدولة التونسية الفتية الى جانب اخوانه من مناضلي الاتحاد والحركة الوطنية عموما... الاخ عبد السلام جراد ذكّر بنضال شهيد الوطن فرحات حشاد واحمد التليلي والحبيب عاشور، كما ذكّر بما قام به محمد علي الحامي زارع البذرة النقابية الاولى لفائدة العمال التونسيين وبلادهم ترزح تحت نير الاستعمار. ذكرى وعبرة وفي ساحة منزل الزعيم المرحوم الحبيب عاشور وبعد ان رحب الاخ محمد علي عروس الكاتب العام للاتحاد المحلي للشغل بقرقنة بالحاضرين تلاه الاخ محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس الذي استعرض بعض المحطات المهمة في مسيرة بطل معركة 5 أوت 1947 وبالمحطات الاخرى التي ميزت تاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل سواء في الشمال او الوسط او الجنوب، تناول الاخ عبد السلام جراد الكلمة ليؤكد ان الاتحاد ولد حرا ومناضلا وديمقرطيا ووطنيا وهو اليوم كذلك يسير على نفس المبادئ التي تأسس من اجلها والتي تدعمت بمرور السنين مستعرضا مساهمة الاتحاد في عملية تحرير البلاد وبناء الدولة التونسية الفتية مؤكدا ان الاتحاد يعمل في كنف الشفافية ويقوم بدوره اليوم بكل استقلالية وان قراراته نابعة من هياكله دون سواها كما انه لا يتعرض لأي ضغوطات من اي جهة كانت. وبيّن الاخ عبد السلام جراد ان الاتحاد فضاء رحب لكل ابنائه بالفكر والساعد مثمنا ما اصبح متوفرا الآن من دراسات وتكوين ومن معالجة لكل الملفات التابعة للأقسام المعنية والتي يتم تدارسها لايجاد الحلول الملائمة لها.... وتحدث الاخ الامين العام للاتحاد عن الوضع الاجتماعي داعيا الى ضرورة ارساء حوار اجتماعي دائم يكون آلية ناجعة لمعالجة المشاكل التي تطرأ في ابانها بما يجنبنا التوترات وما تخلفه من انعكاسات قد لا يحمد عقباها. وبيّن الاخ عبد السلام جراد ان الاتحاد بقدر دفاعه عن مصالح العمال وبقدر عمله على الرفع من مستوى منظوريه ماديا ومعنويا فانه يعطي أهمية للمؤسسة باعتبارها تقوم برسالة اقتصادية واجتماعية وبخاصة في مجال التشغيل مبرزا العلاقة المتينة بين العامل والمؤسسة باعتبار ان مصيرهما ومستقبلهما واحد كما اكد ان الاتحاد يدعم الاستثمار الذي يخلق مواطن الشغل داعيا الى تضامن حقيقي بين كل فئات المجتمع، تضامن يخفف من حدة البطالة خاصة في صفوف حاملي الشهادات العليا... من جهة أخرى دعا الاخ عبد السلام جراد الى تقاسم التضحيات بين كل الاطراف مبرزا مدى مساهمة العمال في أداء واجبهم الجبائي تجاه الدولة وفي هذا السياق دعا الى جباية عادلة وشفافة بين كل الفئات المهنية واصحاب المؤسسات بعيدا عن كل حيف... وتحدث الاخ عبد السلام جراد عن المفاوضات القادمة معلنا ان الاتحاد سيعمل على انجاحها راجيا ان تكون نتائجها في مستوى انتظارات العمال وتطلعهم الى حياة العز والرفاه... الاخ الامين العام للاتحاد ذكّر بموقف الاتحاد من القضايا العربية مجددا الدعم لقضية العرب الاولى القضية الفلسطينية ودعم المقاومة في العراق والوقوف الى جانب سوريا والسودان ولبنان ضد كل محاولات التدخل في شؤونهم ومحاولة زعزعة أمنهم واستقرارهم. بعد هذه الكلمة توجه الاخ الامين العام للاتحاد رفقة الحاضرين وابناء الفقيد الى المقبرة حيث وضع باقة زهور على ضريحه وتلا مع الحاضرين فاتحة الكتاب ترحما على روحه الطاهرة...