كان احتفال الاتحاد الدولي للخدمات العامة هذه السنة باليوم العالمي للمرأة تحت شعار الماء والمرأة مصدر الحياة لما للماء من اهمية في حياة البشرية جمعاء والارقام المتعلقة بالمياه العذبة في العالم تدعو الى القلق فهي لا تمثل سوى 3 من مجمل المياه الموجودة في العالم من هذه النسبة على هيئة جليد و21.8 مياه جوفية والكمية المتبقية والتي لا تتجاوز 0.6 هي المسؤولة عن تلبية احتياجات كل سكان الارض من البشر في كل ما يتعلق بالانشطة الانسانية كالزراعة والصناعة وكل الاحتياجات الاخرى اليومية. ماهو حال العالم العربي والذي يضم عشر مساحة الارض الا انه يصنف على انه من المناطق الفقيرة في مصادر المياه العذبة اذ لا يحتوي الا على اقل من 1 من كل الجريان السطحي للمياه وحوالي 2 من اجمالي الامطار في العالم. وهذا الفقر فيما يتعلق بمصادر المياه ينعكس سلبا على التأمين الفردي والذي يجب ان لا يقل على 1000 متر مكعب سنويا وفقا للمعدل العالمي وقد نزلت حصة الفرد العربي الى 500 متر مكعب فقط في السنة وعدد البلدان العربية الواقعة تحت خط الفقر المائي كما اصبح يعبر عنه هذا الايام 19 دولة منها 14 تعاني شحا حقيقيا في المياه وكما يعلم الجميع ان المنطقة العربية تقع ضمن المناطق الجافة وشبه الجافة. فمصادر المياه متنوعة فمنها التقليدي كمياه الامطار وهي المصدر الاول في العالم العربي وتعتمد في بناء الاقتصاد الزراعي والصناعي بصورة اساسية ومياه الانهار كالنيل ودجلة والفرات وغيرها من الانهار التي تتفاوت في الكمية غير ان اغلب هذه الانهار منبعها خارج الوطن العربي مما يستدعي مراجعة جذرية للقوانين الدولية لمزيد احكام التصرف في اقتسام هذه المياه بصورة افضل تجنب المنطقة مزيدا من الويلات والحروب الطاحنة. هناك المياه الجوفية وتقدر بنحو 7734 مليار متر مكعب يتجدد منها سنويا 42 مليارا يستعمل منها 35 مليار متر مكعب وهناك مياه جوفية كبيرة غير متجدد وتأتي هذه المياه الجوفية من الامطار وماء الصهير وهو الماء الذي يصعد الى أعلى بعد مراحل تبلور الصهير المختلفة والماء المقرون وهو الماء الذي يصاحب عملية تكوين الرسوبيات في المراحل المبكرة ويحبس بين اجزائها ومسامها وتوجد في ثلاثة احواض كبرى وهي حوض النوبة وحوض الارج الشرقي الواقع جنوب جبال الاطلس في الجزائر ويمتد الى تونس وهو حوض ارتوازي وحوض الديسي بين الاردن والسعودية. اما مياه الاودية الموسمية والبحيرات الطبيعية فهي منتشرة في الوطن العربي وهي متباينة في كثافتها تبعا لطبوغرافية ونوع التربة والبيئة السائدة وكمية هطول الامطار السنوية وهي تتجاوز في عددها مئات الالاف ولها امكانيات مائية لا يستهان بها وتتجاوز الكمية عشرات المليارات من الامتار المكعبة. وهناك مصادر غير تقليدية كتحلية مياه البحر واعادة المعالجة كمياه الصرف الزراعي والصناعي والصرف الصحي وكذلك تجميع مياه الامطار كالبحيرات الجبلية. بالنسبة الى تونس فإن شهادة رئيس المجلس الاعلى للمياه من حيث حسن التصرف في المياه كافية الا ان هناك بعض الملاحظات التي يجب ان أسوقها فهذه الشهادة تعطينا قدرا أكبر من المسؤولية بحيث يجب علينا ان لا نعود الى الوراء من حيث الكم والنوع وتدعيم القدرات في مجال المياه المستعملة وحماية المياه العذبة والتحكم أكثر فاكثر في مياه السيلان. إن تناقص المخزون المائي نظرا لتزايد الاحتياجات الانسانية والتنموية والاستغلال غير المحكم لمواردنا المائية تجعل من ندرة المياه احد اهم الاخطار المهددة في المستقبل غير البعيد.