يعتبر التدخين ثاني سبب للوفيات في العالم حيث أودى التبغ بحياة 4،5 مليون شخص سنة 2005 أي بمعدل حالة وفاة كل 6 ثوان، ومن المتوقع ان يبلغ عدد ضحايا التبغ مليار شخص في القرن الحالي بعد ان بلغ 100 مليون شخص في القرن العشرين. ولا تستثني خطورة التبغ الاشخاص غير المدخنين العاملين بالمطاعم وفضاءات الترفيه، فإمكانية اصابتهم بالامراض واردة جدا عن طريق التدخين السلبي الذي يتسبب في وفاة 200000 عامل سنويا. ويعد التدخين احد اهم اسباب الاصابة بأمراض القلب والشرايين والامراض الصدرية وسرطانات الحنجرة والجلد واللسان والثدي والمثانة وعنق الرحم. وأكدت احصائيات منظمة الصحة العالمية ان نسبة التدخين لدى الرجال الكهول بلغت 5،47 و 3،10 لدى النساء ومن المنتظر ان يبلغ عدد الوفيات في صفوف الرجال والنساء 8 ملايين حالة بحلول 2030. احصائيات مخيفة ونسب مرتفعة ساهمت فيها 40 من بلدان العالم اللذين يسمحون بالتدخين داخل المستشفيات والمدارس لتبلغ نسبة المدخنين في جميع انحاء العالم 29 و 80 من مجموع المدخنين يعيشون في بلدان نامية أو بلدان يمر الاقتصاد فيها بمرحلة انتقالية. وتجدر الاشارة ان نسبة المدخنين الذكور البالغين من العمر بين 13 و 15 سنة قدرت ب 7،28 و 2،7 لدى الاناث حسب احصائيات 2001. وبلغت نسبة المدخنين عموما 50 من الرجال و 10 من النساء حسب دراسة المعهد الوطني للصحة العمومية سنة 2005. وتعود نسبة كبيرة من الوفيات لدى البالغين من العمر بين 35 و 69 سنة الى التدخين الذي يتسبب سنويا في وفاة اكثر من 6000 رجل و 850 امرأة حسب دراسة اسباب الوفيات للمعهد الوطني للصحة العمومية لسنة 2005. وللتصدي لهذه الآفة أوصت منظمة الصحة العالمية بالترفيع في الضرائب المفروضة على التبغ وزيادة في الاسعار وهذا ما ساهم في تجنب وقوع ربع الوفيات المرتبطة بالتبغ في العالم سنة 2005. كما دعت المنظمة الى مساعدة المدخنين على الاقلاع عن تعاطي التبغ من خلال مساهمة عيادات المساعدة عن الاقلاع عن التدخين وحظر التدخين بأماكن العمل ومزيد توعية المدخنين بوضع التحذيرات المكتوبة او المصورة على 30 على الاقل من مساحة الوجه الرئيسي لعلبة التبغ. وفي السياق ذاته، نصت الاتفاقية الاطارية لمنظمة الصحة العالمية على منع الاعلان عن التبغ والترويج له في وسائل الاعلام والاماكن العمومية واشارت المنظمة الى ان تهوئة الفضاءات ومحاولة تنقية الهواء يقلصان من مضار التعرض الى الدخان. وانتهجت تونس سياسة صحية رشيدة حيث سنت قوانين ووضعت آليات وبرامج توعوية لمختلف شرائح المجتمع بهدف ترسيخ سلوك وقائي وساهمت في ذلك هياكل كثيرة من وزارة الصحة العمومية والوزارات المعنية الاخرى وجمعيات غير حكومية. كما ترتكز استراتيجية وزارة الصحة العمومية في توعية المواطن بمضار التدخين والتدخين السلبي على وسائل الاتصال ووسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة وذلك من خلال بث ومضات اذاعية وتلفزية في الغرض وتقديم ملفات تلفزية بحضور مختصين واصدار مقالات صحفية وانتاج معلقات ومطويات ووضع لافتات بالأماكن العمومية والمدارس والملاعب، فضلا عن بعث عيادات مختصة للاقلاع عن التدخين وتوفير المعوض النيكوتيني، وتكوين الاطباء المختصين في الامراض الصدرية لاحتواء المدخن طبيا ونفسيا. عيادات تساعدك حتى تقلع عن التدخين من سنة 2000 الى سنة 2007 بلغ عدد العيادات المساعدة على الاقلاع عن التدخين 17 عيادة بالمستشفيات والمؤسسات التالية: مستشفى شارل نيكول بتونس (قسم الامراض الصدرية) معهد صالح عزيز بتونس مستشفى خير الدين بتونس (قسم الامراض الصدرية) مستشفى الرابطة بتونس (قسم الامراض الصدرية) مستشفى المنجي سليم بالمرسى (قسم الامراض الصدرية) مستشفى عبد الرحمان مامي بأريانة (عديد الاقسام) مستشفى منزل بورقيبة ببنزرت (قسم الامراض الصدرية) مستشفى قرمبالية بنابل (قسم الامراض الصدرية) مستشفى فرحات حشاد بسوسة (قسم الامراض الصدرية) مستشفى مساكن بسوسة (قسم الامراض الصدرية) مستشفى فطومة بورقيبة بالمنستير (قسم الطب الوقائي) مستشفى الهادي شاكر بصفاقس (قسم الامراض الصدرية) مستشفى قابس (قسم الامراض الصدرية) مركز الهلال الأحمر التونسي بعض مراكز الصحة الاساسية الشركة التونسية للكهرباء والغاز المركز الطبي للديوانة بتونس وتزامنا مع اليوم العالمي للامتناع عن التدخين الموافق ل 31 ماي من كل سنة تنظم وزارة الصحة العمومية تظاهرة توعوية تحسيسية ترتكز على برنامج اعلامي متكامل وتولي اهمية للدور الايجابي الذي تقوم به كل من نوادي الصحة المدرسية وخلايا الاصغاء والارشاد وعيادات المراهقين في مثل هذه التظاهرات وغيرها من ايام السنة، واعتبارا لصورة تونس المشرفة بالمحافل الدولية وايمانها بأهمية القوانين الدولية. الآفاق المستقبلية المصادقة على الاتفاقية الاطارية الدولية لمكافحة التدخين تدعيم عيادات المساعدة على الاقلاع عن التدخين بتوفير المعوض النيكوتيني تقييم عمل العيادات وتعميمها تدريجيا على المستشفيات الجامعية والجهوية وبعض مراكز الصحة الاساسية اتخاذ قرارات صارمة لمنع التدخين بالاماكن العمومية وبكل وسائل الاعلام وخاصة المرئية (في المسلسلات والافلام بصفة خاصة)