في السابع والعشرين من عام 2001 اغتال الكيان الصهيوني ابا علي مصطفى الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين داخل مكتبه بغزّة بواسطة السلاح الموجه بالليزر. لقد جاء اغتيال ابي علي مصطفى ضمن مخطط إرهابي كامل شمل العديد من المقاومين الفلسطينيين ومنهم بالخصوص مناضلو اليسار وكلّ التقدّميين ذوي الدور المميّز في قيادة الانتفاضة الثانية وتوجيهها الوجهة الوطنية والطبقية الصحيحة للتصدي الى مشاريع الاستسلام. إنّ الارهاب الصهيوني كاف لتوصيف الصهيونية ومن ورائها الامبريالية، وهو متعدد الجوانب التي يصعب حصرها نذكر منها: الاغتيالات الجماعية: مجازر كفر قاسم ودير ياسين وصبرا وشاتيلا وغيرها كثير. الاغتيالات الفردية: وهي تضحيات يومية التهجير الجماعي: ويتمثل في ترحيل سكان القرى والاحياء من اجل الاستيلاء على الارض العربية. الحصار: حصار القرى والاحياء والمناطق والمدن وآخره حصار غزّة. الملاحقات: سواء في فلسطين أو خارجها وذلك من اجل القاء القبض على المناضلين أو اغتيالهم. الأسرُ: وقد بلغ عدد السجناء في الظرف الراهن احد عشر ألف سجين (000.11). السجن الجماعي: وذلك عبر غلق المعابر وسد المنافذ قتل الاطفال: وبتر الاعضاء والاعتداء على المواطنين بناء المستوطنات وإقامة الجدار العازل واقتلاع اشجار البرتقال والزيتون ذات العراقة الوطنية. إنّ الشعب العربي، وخاصة طبقاته الكادحة لن تنسى ألوان الارهاب هذه ولن تتخلى عن نضالها الشرعي من أجل استرجاع ارضها المغتصبة، ولن يزيدها هذا الارهاب المنظم إلاّ إصرارا على تحرير كل فلسطين وعلى عودة كل اللاجئين: أصحاب الارض الشرعيين الى مكان اقامتهم الاصلية. ما ضاع حقّ وراءه طالب مهما طال زمن ضياعه ولا يمكن لابناء هذه الجحافل من الشهداء والسجناء واللاجئين والمشردين ولاحفادهم ان يقبلوا بغير تحرير كلّ فلسطين. إنّ اغتيال ابي علي مصطفى لم يزد المقاومين والمقاومات الا ثباتا على المقاومة الوطنية وعلى التصدي لكلّ مشاريع التطبيع مع مغتصبي ارض فلسطين، واذا كان الصهاينة يظنون اسكات صوت المقاومة فإنّ في ما تبع اغتيال الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من عمليات فدائية ردّا على ما ذهب اليه الصهاينة وتأكيدا لنهج ابي علي مصطفى الداعي الى الكفاح المسلح لتحرير فلسطين. إنّنا اليوم 27 أوت نحيي ذكرى اغتيال أحد المقاومين وفي شهر سبتمبر أيلول نحيي ذكرى ايلول 1970 على يد النّظام الاردني مثلما نحيي يومي 16 و17 سبتمبر ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا ببيروت، ويوم 30 مارس نحيي يوم الارض وما صاحبه من تقديم شهداء وكذا سائر أيام السنة كلّها ملأى بالنضالات والتضحيات. إنه لا يخلو يوم واحد من ذكرى شهيد (ة) او شهداء (شهيدات). وإنه لا يخلو يوم واحد من ذكرى اغتيال فردي او جماعي على يد الصهاينة او الرجعية العربية أوالامبريالية مباشرة وهم عدوّ ثلاثي شكّل ولا يزال معرقلا للتحرر وللوحدة العربية ويتطلب النضال ضدّه شحذ كل القوى التقدمية والطبقات الشعبية وعلى رأسها الطبقة العاملة. علينا وفاء لهؤلاء الفدائيين والشهداء ان نعمل على تحقيق المبادئ التي من أجلها استشهدورا وهي مبادئ تعمل القوى الرجعية الفلسطينية والعربية على الالتفاف عليها وعلى التراجع عنها والتنكر إليها ويمكن إجمالها في ما يلي: أ التصدّي الى التطبيع مع الكيان الصهيوني ب الحفاظ على المقاومة المسلحة، سبيلا أساسيا لتحرير الارض العربية وعلى رأسها فلسطين والعراق. ج التصدي الى مشاريع الاستسلام والتقسيم والى مشاريع الامبريالية الحالية: أي النظام الرأسمالي العالمي الحالي في ا لوطن العربي، ومنها مشروع ما سمّي «بالشرق الاوسط الكبير» أو «الجديد» وهي خطة استعمارية جديدة لدعم الكيان الصهيوني وللابقاء على حالة التخلف والتقسيم والاسغلال ونهب ثروات شعوب المنطقة ومنها الشعب العربي انّ خير ما يجسّد الاخلاص لدم الشهداء والسير على دربهم في التصدي الى مشاريع الاستسلام هو قول الشاعر: «افتحُوا قبْر شهيد واسألُوهْ عنْ مشاريع السّلامْ تقْفز الصّرخة من بيْن العظامْ لا... لا... مليون لا