نظم الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة بالتنسيق مع الاتحاد المحلي للشغل بالقصر اربعينية المناضل النقابي المرحوم نورالدين زمّال الكاتب العام للاتحاد المحلي للشغل بالقصر مساء الاحد 24 اوت 2008 واحتضنت فعاليات الموكب الخاشع قاعة الاجتماعات بدار الاتحاد المحلي بالقصر والتي واكبها عدد غفير من الاطارات النقابية الجهوية والمحلية واصدقاء المرحوم ورفاقه وزملاؤه بقطاع التعليم الثانوي وعائلة الفقيد الموسعة وفي بهو الدار علقت مجموعة من الصور والبيانات والوثائق التي جسمت نشاط الفقيد خلال مراحل نضاله وكفاحه في صلب الاتحاد العام التونسي للشغل ثم استمع الحاضرون الى مداخلات قيّمة اثثها كل من الاخوة محمد الصغير ميراوي الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي للشغل بقفصة نيابة عن المكتب التنفيذي الجهوي وحسين بشرة الكاتب العام المساعد للاتحاد المحلي للشغل بالقصر ومهدي العلياني الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الثانوي بالقصركما أخد الكلمة ثلة من اصدقاء ورفقاء الفقيد الذين سايروا وعايشوا مراحل الفقيد عن قرب... وقد استعرض المتدخلون جوانب عديدة ناصعة في مسيرة الفقيد النقابية والتربوية والاجتماعية والسياسية وثمّنوا نشاطه النقابي الغزير والمتنوع في شتي المجالات وحيوا اخلاصه لمبادئ الاتحاد العام التونسي للشغل وحرصه الشديد على تكريس استقلالية قرارات المنظمة في الشأن النقابي وايمانه الراسخ بالتمشي الديمقراطي والتمسك بالحق النقابي وتبنيه الوطني والقومي لقضايا الحق و الحرية والعدالة وخاصة قضية العرب المركزية فلسطين والعراق ودعمه للمقاومة فكرا وممارسة وكان الفقيد نعم الصديق ونعم الرفيق ونعم النصير لزملائه ورفاق دربه واخوانه النقابيين في أوقات اليسر والعسر وكان مسكونا بحبّ الوطن وحبّ الاخرين وسخيّا في مساعدة ضعاف الحال والدفاع عن قضايا الشغالين بالساعد والفكر. وقد جاء في كلمة الأخ الراشدي سليمان الكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالقصر قوله بالخصوص أن نورالدين الزّمال. غاب عنا بجسده، لكنه الحي الحاضر ابدا في ذاكرة ووجدان ومشاعر رفاقه النقابيين وكل من عرفه شخصيا او تأثر به، او تابع سيرة ومسيرة حياته العطرة والمضيئة والحافلة بالعطاء والنقاء والنبل الانساني، وروحه المتسمة بصفاء السريرة والبساطة والتواضع الذي لازمه حتى اللحظة الاخيرة من حياته. اننا نحيي ذكرى انسان نذر عمره لخدمة وطنه ومجتمعه دون منة او ادعاء، بل كواجب اخلاقي، وطني، وإنساني لقد عجن الاخ نورالدين زمّال من اديم هذه الارض وتلحف سماءها وجبل على الوفاء والاخلاص والتضحية من اجلها، وقبل كل شيء انسانها وبشرها، وخصوصا البسطاء والكادحين منهم ولم يبخل بجهده، وفكره، وتقديم الغالي والرخيص من اجلهم. لقد تحمل صابرا ومعه ثلة من رفاقه الوطنيين المسؤولية النقابية الاولى (في نقابة اساتذة التربية البدنية ونقابة اساتذة التعليم الثانوي والمكتب المحلي للاتحاد المحلي للشغل بالقصر). كان نورالدين صادقا صابرا عنيدا في الحق شجاعا في الدفاع عنه وجعل من نفسه ترسا لحماية رفاقه وكل الكادحين الاخرين ودفع الثمن غاليا من حريته ومعاناته الشخصية ومعاناة اسرته الصغيرة التي تحملت معه بصبر وجلد وعزة نفس كل معاناة النضال النقابي الى جانب رفاق دربه، والوطنيين على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، الذين انخرطوا في العمل النقابي والوطني العام وشاركوه محنة النضال من اجل الدفاع عن حقوق العمال والمحافظة عن مكاسبهم. خرج من الدنيا وليس له من حطامها شيء، لكنه ترك ثروة لا تنضب. كان غنيا في مشاعره الفياضة متواضعا في معاملته لاخوته الشغالين على اختلاف مواقعهم ومستوياتهم وانتماءاتهم، وفي تواصله مع الاخرين على اختلاف مواقعهم مسؤولياتهم، ومنحدراتهم الاجتماعية وخلفياتهم الفكرية والثقافية، كان منذ شبابه مسكونا بحب الوطن، والقضايا المصيرية للامة العربية وخاصة قضية فلسطين والعراق وكان منحازا الي احلام وآمال الفقراء والمحرومين والمقهورين، المتطلعين الى العدالة والمساواة لم يمنعه تخصصه الدراسي في التربية البدنية وخلفيته السياسية القومية التقدمية من الانفتاح على الفكر الانساني، مزاوجا بشكل خلاق بين الاصالة والمعاصرة، الخاص والعام، المحلي والوطني، القومي والانساني وبما ان الانسان موقف فقد قرن القول بالفعل والفكر بالممارسة وجسّده في نضاله النقابي اليومي وعلاقاته الاجتماعية وسلوكه المتوازن والمسؤول مع الاخرين، فكان حريصا على توسيع قاعدة الانخراط النقابي في الاتحاد العام التونسي للشغل وخاصة بين صفوف الاساتذة ومتحمسا لكل المطالب النقابية في مجال التعليم الثانوي والتربية البدنية حريصا على انجاز كل المهام النضالية بكل مسؤولية واقتدار، شجاعا في الدفاع عن المطالب المشروعة للمدرسين وكل الكادحين بالفكر والساعد عنيدا في التمسك بها اثناء المناسبات التفاوضية مؤمنا بالبعد الانساني للعمل النقابي من خلال جمع التبرعات لكل من يصاب بأذى من الزملاء وايصالها لهم في اسرع وقت للتخفيف من معاناتهم والامهم كما كان نورالدين زمّال داعيا الى رفع سقف حرية التعبير والفكر، وحقوق الانسان لانه كان يحب وطنه وشعبه ويؤمن ان نهوض الامة لا يمكن ان يتحقق الا بالتفاعل الايجابي بين كل القوى الفاعلة فيها. ايها الاخوة ترجّل الفارس عن جواده وغاب عنا جسده في 18/07/2008 لكنه سيظل الاكثر حضورا وبهاء وعطاء ونبلا، وقد كان بحق رجل الاجماع النقابي والوطني في حياته وفي مماته، والذي تمثل في ذكرى اربعينيته التي حضرتها وشاركت فيها هذه الوجوه الخيرة من ابناء شعبنا المناضل. وفي خاتمة الموكب تلا الحاضرون الفاتحة ترحما على روحه الطاهرة داعين له بالرحمة والغفران ثم توجه الجمع الكريم الى منزل الفقيد لتقديم المواساة والدعم لزوجته وابنائه وعائلة زمّال الموسعة... رحمه اللّه المناضل النقابي نورالدين زمّال وجزاه الله خير جزاء على ما قدمه من جليل الاعمال ووافر العطاء لفائدة البلاد والعباد ورزق اهله وذويه جميل الصبر والسلوان وإنا لله وإنا اليه راجعون..