سلوكنا الغذائي هو عنوان صحتنا خلال هذا الشهر الكريم «فكما نأكل تكون صحتنا» فخلال هذا الشهر الكريم تطرأ تغيرات واضحة على نظام تزوّد جسمنا بالغذاء نتيجة الصوم، ويبقى الجسم ما يقرب من خمس عشرة ساعة منقطعا عن عمليات التزوّد الطبيعية بما يحتاج اليه من السعرات الحرارية المطلوبة لسير مكوناته، ولان ما يتبقى من اليوم قليل وتتخلله الحصة الطبيعية الضرورية من النوم، قد يلجأ بعض الصائمين الى اللهفة اثناء الاكل وخاصة خلال وجبة الافطار مما قد يسبّب لهم مشاكل في الهضم او يسبب لهم بعض حالات التشنج المعدي او حتى الامساك... وحفاظا على صحتهم اتصلنا بالاستاذ الطاهر الغربي من معهد التغذية لسؤاله عن السلوك الغذائي الرشيد خلال هذا الشهر الكريم فأكد ان اهم نصيحة نتوجه بها للآكلين خلال شهر رمضان او خلال باقي الشهر هي تجنب الافراط الكمي في الاكل لان هذا الامر ليس له ما يبرره طبيا وعلميا. فالمطلوب هو توازن غذائي يلبي العناصر الغذائية التي يحتاج اليها الجسم، وهذه العناصر الغذائية هي: البروتونات النشويات الدهنيات الالياف اما عن البروتونات فهي تنقسم الى نوعين: نباتية وحيوانية توجد النباتية منها في البقول الجافة مثلا، والبروتونات الحيوانية توجد في اللحوم بنوعيها البيضاء والحمراء، وهذه البروتونات هي التي تسهر على تكوين وبناء الخلايا للذين هم في طور النمو وتسهر على عملية ترميم الخلايا للكهول والمسنين. اما النشويات او السكريات فنجدها في الحبوب ومشتقاتها من العجين (خبز مقرونة كسكسي شربة فريك) وهي تسهم في تعديل السكر في الدم، وتنقسم الى نوعين: سريعة الامتصاص وبطيئة الامتصاص، ومن عادتنا التونسية الجيدة نجد عادة أكل المسفوف خلال وجبة السحور وهو أكلة غنية بالنشويات بطيئة الامتصاص التي تلبي حاجات الجسم خلال اليوم. اما العنصر الثالث مما يحتاج اليه الجسم خلال اليوم فهو الدهنيات التي تفضل منها الدهنيات النباتية كزيت الزيتون مثلا الذي يحتوي الغرام الواحد على تسع سعرات حرارية اما الدهون الحيوانية والتي توجد في الشحوم فنحن ننصح بعدم الاكثار منها سواء خلال هذا الشهر او خلال باقي الايام لانها غنية بالحوامض الدهنية المسببة لأمراض القلب والشرايين ونحن ننصح بتناول لحوم الاسماك لانها غنية بالاوميغا 3 التي تسهم في تكوين الخلايا العصبية للمخّ. اما المكوّن الرابع الذي يحتاج اليه الجسم لتلبية حاجياته فهو عنصر الالياف وهي توجد في الحبوب الكاملة وفي كل انواع الخضر والغلال، لذلك نأمل ان يكثر الصائمون من أكل السلطات الخضراء لان لها فوائد كثيرة منها تعديل نسبة السكر في الدم، الوقاية من الامساك الوقاية من هشاشة العظام لان بها نسبة من الكلسيوم وهي غنية بما يحتاج اليه الجسم من الاملاح المعدنية وقد أكد السيد الطاهر الغربي خبير التغذية ان الجسم خلال شهر رمضان يحدث له تراكم في البروتونات مثلا نتيجة الافراط في تناول البيض وجمعها باللحوم لذلك ننصح بعدم الازدواجية في تناول البروتونات كما يمكن ان ترتفع نسبة الكلستيرول في الجسم نتيجة الافراط في اكل الدهون، فكل ما يزيد عن حاجتنا يخزّن في شكل شحوم تضر بالصحة لذلك علينا بالاعتدال وعدم اللهفة والتوازن في وجبتي الافطار والسحور، فهذا الشهر هو شهر عبادة وليس شهر استهلاك.