بالامس القريب كانت منظمتنا العتيدة والمناضلة انطلاقا من مبادئها النبيلة وثوابتها الرائدة والتي تصب كلها في خانة حرية الانسان وكرامته والعدل الاجتماعي قد نبهت الى ان غيابها وكذلك غياب عنصر التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الجهات وغياب عدالة اجتماعية فعلية في كل جهة سينجر عنه انخرام الاوضاع المعيشية للناس ويؤدي الى انفجار الاوضاع وسيحصل المحظور ويهدد السلم الاجتماعي وانطلاقا من مسؤوليتها اصدرت منظمتنا العريقة البيان تلو البيان منبهة الى اصل الداء وعمق المشكلة والحلول الممكنة مثل ايجاد اليات لتنمية اجتماعية جهوية شاملة تقطع مع التهميش والاقصاء والبطالة والضغط على جحيم الاسعار... بل لم تكتف منظمتنا الوطنية العريقة بهذا انطلاقا من حبها لهذا الوطن العزيز الذي افتدته بدماء شهدائها لينال حريته واستقلاله وايضا لقيمه الوطنية الخالدة فارسلت الوفد بعد الوفد الى ارض الواقع لايجاد حلول. الحدث الذي ميز هذه المنظمة العريقة ودلل على أصالتها وعزتها ونبل اهدافها الانسانية المتمثل في سعيها وتمسكها باستقبال جثامين شهدائنا الثمانية الابرار الذين استشهدوا فداء لأرض المعراج ارض الرسل والانبياء فلسطينالقدس، فلسطين المقاومة والصمود، وهذا ليس بغريب على المنظمة بتاريخها الحافل بالمواقف الداعمة لكل نفس نضالي بطولي للذود عن الاوطان والمقدسات بل على شرف الانسان وكرامته في كل مكان وزمان. فكان استقبال جماهيري فاق كل التوقعات يتقدمهم مناضلو الاتحاد من نقابيين وعمال فكان الاحتفاء والتكريم في حجم تضحية شهدائنا الابرار فما أروعك من منظمة تناضل في كل الاصعدة الاجتماعية، والوطنية، القومية، والاسلامية، بل تناضل لحرية وكرامة الانسان في كل مكان. ايها النقابيون احفاد حشاد الخالد، ايها العمال المنتمون الى الاتحاد أفلا نعتز بانتمائنا الى هذا الهرم الشامخ بالنضال..؟ واليوم نجد اتحادنا، اتحاد العمال بالفكر والساعد بل اتحاد الكادحين الشرفاء الذين يحملون اعباء التنمية والرقي الاقتصادي لوطننا العزيز دون كلل ولا ملل نجده في قلب الحدث في جولة جديدة من المفاوضات الاجتماعية لكسب رهان العدالة الاجتماعية ولتعويض العمال عن تعبهم وشقائهم بالليل والنهار لتطوير اوضاعهم المهنية الترتيبية منها والمالية ليجابهوا هذا الغلاء الفاحش في اسعار كل المواد وتطور متطلبات الحياة فكان سباقا لتجهيز لجانه التفاوضية القطاعية بعديد الدراسات الدقيقة والشفافة لدمغ الحجة بالحجة في منابر التفاوض فكان التنسيق محكما مع اللجنة العليا للتفاوض لضمان عديد المكاسب وأخص منها الحقوق التشريعية والقانونية للهياكل النقابية في زمن تتقاذفهم فيه التشريعات الشغلية الليبرالية المقيتة ويعتبر هذا نجاحا في زمن نبحث فيه عن مزيد من الانتساب لكسب التوازن الامثل وكذلك الدفاع عن زيادة في الاجور تغطي تدهور المقدرة الشرائية للعمال واني على يقين من عزيمة الاتحاد في الوصول الى ذلك وسيعيد البسمة والفرح الى طبقتنا الشغيلة بالفكر والساعد. ايها النقابيون، ايها العمال، ألا نفخر بسعي منظمتنا للدفاع عن حقوقنا وتحقيقها. وتتالى الاحداث وتكون منظمتنا في قلب الحدث من جديد وهذه المرة تتمثل في العودة المدرسية والتي ترتعد لها أركان العائلة لثقل مصاريفها ومتطلباتها وخاصة على العمال والنقابيين ولايمان منظمتنا الوطنية الصادق الاتحاد العام التونسي للشغل بأن لا تقدم ولا رقي لأي شعب الا بامتلاكنا ناصية العلم والاخلاق والمعرفة فقد كان حرصه شديدا على الاحتفاء بأبناء النقابيين والعمال وتكريمهم وتكريم امهاتهم وآبائهم ومساندتهم في مفتتح كل سنة دراسية بجوائز تقديرية ومالية والحقيقة انها سُنة حميدة دأب على احيائها والتمسك بها المناضل القائد الاخ عبد السلام جراد الامين العام ليقينه بأن التكريم في حد ذاته هو دعوة للشباب المتعلم والمثقف للانخراط في صلب هذه المنظمة الرائدة. ومن تفاعلها النبيل مع الاحداث اننا في عيد الرحمة والحب والتآزر ان أوفت المنظمة بحنان وسخاء فمدت يد المساعدة لعديد العمال المعوزين والمسرحّين والنقابيين الموقوفين والمطرودين على الرغم من قلة امكانياتها.. لتدخل فرحة العيد عليهم وعلى ذويهم فما أنبل أهدافك يا اتحاد... ايها النقابيون، ايها العمال... أفلا تتعقلون... لتزيدوا من توحدكم وانصهاركم في منظمتكم ورفع شأنها على الدوام... في كل زمان ومكان فوالله ان عزتكم ورفع هاماتكم من عزة منظمتكم. وأخيرا أقول هذا غيث من فيض من فضائل وانجازات هذه المنظمة العريقة في قلب هذه الاحداث الاخيرة. فيا أيها المناضلون ويا أيها النقابيون ويا أيها العمال بالفكر والساعد، أفلا تفخرون وتعتزون... فوالله يوهم من أراد التآمر أو ان يتآمر على هذا الصرح الشامخ... فالايام وحدها كفيلة بأن تسقط أقنعته والى مزبلة التاريخ مقعده.