عندما استقل التلاميذ الحافلة المدرسية مساء الاثنين الماضي عائدين إلى منازلهم بعد يوم دراسي طويل، لم يدر بخلد أي أحد منهم أنّ طريق العودة سيكون طريق الموت لبعضهم، والخوف والحزن للبعض الآخر. وقد تسبّبت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على امتداد ساعات طويلة بولاية سليانة الى تدفق المياه بقوّة في العديد من الأماكن أدّت إلى انزلاق على الطرقات وهو ما نتج عنه انقلاب الحافلة المدرسية بسليانة في مستوى وادي رأس الماء باتجاه سيدي حمادة وذلك حوالي الساعة السادسة والنصف مساء على الجانب الأيسر من الطريق. وقد أبت الأقدار الاّ أن يكون الحادث مأساويا اذ نتج عنه وفاة تلميذة وفقدان ثلاثة آخرين. والجدير بالذكر أنّ السلط الجهوية وعلى رأسها والي سليانة ما ان أخطرت بالحادث حتى بادرت في الحين باتخاذ الاجراءات والتدابير كافة بالتنسيق بين مختلف المصالح المختصة من حماية مدنية وحرس وطني واسعاف للقيام بعمليات البحث عن المفقودين والإحاطة ببقية التلاميذ الذين قدمت لهم مختلف أنواع الرعاية والإسعاف والخدمات الاجتماعية من ملابس وأغطية وغيرها بعدما تضرّرت ملابسهم وابتلت واتسخت بسبب الحادث بإشراف الوالي نفسه الذي كان يتابع عمليات البحث والاحاطة حتى حوالي الساعة الرابعة فجرا، وهو ما كان له الأثر الايجابي في نفوس الأهالي والمتضررين وخفّف من عمق الإحساس بالمأساة. وفي الأثناء يتواصل البحث عن المفقودين الثلاثة، وقد علمنا بأنّه لم يعثروا عنهم لحدّ الآن رغم المجهودات الكبيرة التي تبذل من عدّة فرق مختصة في الغوص وغيرها وبمتابعة دقيقة وحينية من قبل والي الجهة.