تونس-الصباح تم صباح أول أمس العثور على رفات المرحومة إيمان شلبي (17 سنة) احدى المفقودات الثلاث في حادث حافة تلاميذ سليانة التي جرفتها مياه أحد الاودية مساء الاثنين 12 جانفي الجاري. وتم العثور على رفات ايمان بسد الأخماس. وقد حضر وكيل الجمهورية على عين المكان مع الطبيب الشرعي. وبعد المعاينة، تم تسليم الرفاة لأهل القتيلة لدفنه. ومازالت محاولات العثور على الفقيدتين الأخريين في حادث حافلة النقل المدرسي التي جرفتها مياه وادي رأس الماء باتجاه سيدي حمادة من ولاية سليانة متواصلة من قبل مصالح وزارة الداخلية من وحدات الحماية المدنية والحرس الوطني الى جانب الأهالي. وكان الحادث أسفر عن وفاة التلميذة خولة الهاني (21 سنة باكالوريا آداب) وفقدان ثلاث أخريات جرفتهن المياه تم العثور على جثة احداهن وهي ايمان صباح أول امس الأحد. ومن المفروض أن تتواصل عمليات التفتيش عن المفقودتين وهما تقوى البخاري (17 سنة) وأماني القادري (19 سنة) لغاية يوم 3 فيفري القادم وبعدها يتم قانونيا اعتبارهما في عداد الموتى وتتخذ الاجراءات الادارية في هذا الاطار بشأنهما خاصة أن أهالي المفقودتين لا يأملون اليوم سوى في العثور على جثتي فلذتي اكبادهم لمواراتهن التراب. وتتواصل عمليات البحث من قبل غواصي الحماية المدنية وفرق مختصة في مياه طينية مازالت راكدة على طول الاودية وباتجاه السد وبحيرة الأخماس. ويذكر أن السلطات الأمنية حمّلت مسؤولية الحادث سائق الحافلة التي كان على متنها 84 تلميذا وتم الاحتفاظ به رهن الايقاف رغم أن البعض يعتبر أن حالة الطريق وبعض الاخلالات على مستوى مجرى مياه اودية المنطقة وعدم تعهد منافذ المياه الخرسانية بالصيانة والتنظيف لعبت دورا هاما في ارتفاع منسوب المياه المفاجئ. وأكد شهود عيان وبعض أهالي التلاميذ الذين اتصلت بهم "الصباح" ان السائق لم يغامر بعبور الوادي خاصة أن أربع حافلات سبقته في العبور وأن منسوب المياه لم يكن يشكل خطرا وأن الأقدار جعلت هذا المنسوب يرتفع فجاة .ولم يكن هم السائق سوى ايصال التلاميذ الصغار الى منازلهم في التجمعات الجبلية والريفية بمناطق معتمدية سليانة الجنوبية وبالتحديد تجمعات سيدي حمادة والقنارة وفوار السنوسي وجبل السرج ورأس الماء...سالمين في وقت تجاوز الثامنة ليلا ونزلت فيه الامطار الغزيرة والبرد القارس. وبالعودة الى ظروف الحادث الذي جد حوالي الساعة الثامنة ليلا من مساء الاثنين 12 جانفي، نذكر أن حافلة للتلاميذ غادرت معهد سليانة عند الساعة السادسة والربع مساء وعلى متنها 84 تلميذا وتلميذة في جو ممطر تجاوزت فيه كميات الأمطار 169 مليمترا اي ضعف المعدلات العادية المسجلة عادة طيلة شهر جانفي بالجهة. وانجر عن قوة تدفق المياه تعطل محرك الحافلة وانقطاع الكهرباء داخلها قبل أن تنقلب على الجانب الايسر للطريق وسط المياه بمن فيها وذلك في حدود الساعة السابعة والنصف مساء. وتدفقت المياه من بلورها الأمامي لتغمر الحافلة وكادت الكارثة ان تكون اكبر لولا مبادرة البعض بتحطيم النوافذ حتى تتسرب المياه الى الخارج وتكاتف التلاميذ لنجدة بعضهم البعض بمساعدة سائق الحافلة الذي تمكن من المسك بتلميذ جرفته المياه. وذلك قبل تدخل الأهالي ومن بعدهم رجال الحماية المدنية والحرس الوطني والجيش الوطني في عمليات الانقاذ التي تواصلت الى الساعات الاولى من فجر اليوم الموالي. وقد امكن نجدة كل التلاميذ باستثناء واحدة عثر عليها في نفس الليلة ميتة على جانب الوادي واعتبار ثلاث اخريات في عداد المفقودين بعد أن جرفتهن السيول نحو بحيرة بسد الأخماس على بعد حوالي كيلومتر ونصف من المكان الذي جد فيه الحادث ليتم صباح أول أمس العثور على رفاة ايمان في انتظار العثور على اثر لتقوى وأماني.