نظم قسم المرأة والشباب العامل والجمعيات والمكتب الوطني للمرأة تظاهرة احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يقابل الثامن من مارس. التظاهرة احتفت بالمرأة الفلسطينية باعتبارها رمز النضال اليومي ضد الكيان الصهيوني وضد الذهنية الذكورية، وكان شعار التظاهرة «المرأة الفلسطينية رمز الوجود والنضال المتواصل» ورغم رداءة الطقس مساء الجمعة 6 مارس 2009 إلاّ أن قاعة أحمد التليلي بالاتحاد العام التونسي للشغل غصّت بالحاضرات والحاضرين الذين توافدوا من عدّة جهات ومن مختلف القطاعات كما حضر عدد كبير من ممثلات وممثلي جمعيات ومنظمات المجتمع المدني وخاصة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات. ضمن افتتاحها لهذه التظاهرة وبعد ترحيبها بالحاضرات والحاضرين وتهنئتهم بعيد المرأة أشارت منسقة اللجنة الوطنية للمرأة العاملة الأخت منجية الزبيدي تردي أوضاع المرأة العاملة من خلال ما تعانيه من اقصاء واستنقاص لدورها وفي ظل ظروف اقتصادية متردية تشهد غلق المؤسسات وتسريح العاملات خاصة في القطاع الخاص مذكّرة بالنضالات المستميتة التي تخوضها المرأة العاملة دفاعا عن حقها في فرص العمل وظروف لائقة والمساواة في الأجر والحقوق وتحقيق المطالب الخصوصية. أمّا الأخت نعيمة زيدان عضوة المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال الفلسطيني فقد تطرقت ضمن مداخلتها الى شرح الوضع الصعب للمرأة الفلسطينية في ظل الحصار والاقتصادي والسياسي والاجتماعي وفي ظل وجود 680 حاجزا ومعاناتها طيلة سبعة أشهر من دون رواتب مُرجعة الانهيار المالي والاقتصادي بفلسطين الى الإنقسام الذي حدث بعد انتخابات2006 مذكرة بالتعاطف المطلق والمساندة التامة للحركة النسوية والنقابية التونسية للمرأة الفلسطينية. الأخ عبيد البريكي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم التكوين والتثقيف العمالي أكدّ في كلمته التأطيرية قبل عرض شريط مصوّر عن أشكال مساندة الإتحاد لغزة، أن مؤازرة الاتحاد العام التونسي للشغل للقضية الفلسطينية ليست طارئة او مستجدّة بل هي مساندة تاريخية ومبدئية مذكرا بأن أدبيات الإتحاد تشهد على ذلك ومنها التقرير الأدبي للمؤتمر 13 للإتحاد وتجميد الراحل الحبيب عاشور لعلاقات الاتحاد مع السيزل لموقفها المساند للكيان الصهيوني محيلا على موقف الإتحاد اليوم من عدّة نقابات أوروبية لم ترتق مواقفها حتى إلى إدانة العدوان الصهيوني على قطاع غزة. أمّا الشريط المصوّر الذي أعدّه الإتحاد فقد تضمن مقتطفات من المسيرة الوطنية ومن عدّة مسيرات جهوية مساندة لأهالي غزة وكذلك مقتطفات من الحفل الفني بتونس وبسوسة الذي نظمه الاتحاد من خلال نقابات المهن الموسيقية والدرامية مساندة لضحايا العدوان الصهيوني. وفي الجزء الثالث من التظاهرة قدّمت المحامية سعيدة راش عضوة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات مداخلة قانونية تطرّقت فيها الى «إتفاقيات جنيف لسنة 1949 حول حماية المدنيين في الحروب والنزاعات المسلحة» وهي أربع اتفاقيات دولية تمت صياغتها الأولى سنة 1864 وتُعنى بتحسين حال الجرحى والمرضى والمصابين في الحروب وصارت سارية المفعول منذ 12 أوت 1949 ويُعتبر بناء المستوطنات «الاسرائيلية» فوق الأراضي الفلسطينية مخالفا لبنود هذه الاتفاقيات.