طوال يوم الخميس الماضي والى حدود التاسعة ليلا دارت فعاليات المؤتمرالتاسع للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير بمقر الاتحاد الجهوي بحضور جمع غفير من النقابيين والشغالين حيث شكل المؤتمر الحدث المميز للجهة وسلطت عليه أضواء كثيرة مما يؤكد ان المنظمة جدّ فاعلة في الحراك الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للجهة.. هذا المؤتمر افتتحه الامين العام الأخ عبد السلام جراد بإلقاء خطاب منهجي اتى فيه على اهتمام وهموم الشغالين والتحديات والصعاب التي يواجهونها والانتظارات التي يرنو اليها عموم الشغالين بل كل التونسيين بشكل أعمّ (انظر تفاصيل كلمة الامين العام في الصفحة الثالثة). التقرير... الشامل بعد توديع الأخ الامين العام فتحت ابواب بل باب وحيد لدخول المؤتمرين الذين امتثلوا للتعليمات الصادرة عن النظام الداخلي والتي أمنها الاخوة صلاح الطرابلسي ومبروك محرو والحاج المنصف كشريد ونورالدين الطبوبي حيث لم يدلف الى القاعة إلاّ المؤتمرون وأربعة صحفيين ليستمع الجميع بانتباه الى الأخ سعيد يوسف الذي تلى على الحضور التقرير الأدبي الذي كان جدّ بليغ ومعبّر حيث اتى على كل القضايا المطروحة جهويا ووطنيا ودوليّا وكيفية تعامل الاتحاد الجهوي معها على امتداد السنوات الاربع المنصرمة حيث تجلّى النشاط في أبهى وابلغ صوره من خلال كمّ هائل من التحركات النضالية، إذ صدرت عن الاتحاد عشرات برقيات الاضراب في القطاع الخاص نفّذ العديد منها في حين تم التوصل في البقية الى حلول محترمة حققنا على إثرها مكاسب مهمة وفرض الحق النقابي وردّ الاعتبار له داخل هذه المؤسسات.. كما كنا ننبه الشغالين في قطاع النسيج وغيره من اشكالية اساءة استعمال هذا الحق حيث كثيرا ما يعمد عماله الى اعلان الاضرابات الفجئية دون اعلام الهياكل النقابية وبذلك يتيحون للأعراف فرصا مواتية وثمينة خاصة في فترات الركود للتخلص منهم بحجة فسخ عقد الشغل وهو ما من شأنه اضعاف موقفهم فيتحول الامر من المطالبة بحقوق العمال الى الإكتفاء بايقاف الاضرار والتخفيف من وطأتها وهو لم يقل من عزم النقابيين ولن يضعف بحول الله في اي ظرف من الظروف طالما ثبتوا على موقفهم الداعي دائما الى الوقوف بجانب القواعد ومؤازرة كل النقابات التي تخوض النضالات من اجل تحقيق مطالبها ذات المبرّر المنطقي كعدم خلاص الاجور والمستحقات القانونية في ابانها الامر الذي حدا بالقواعد الى ممارسة حقها الشرعي بل حقوقها المتمثلة في الاعتصامات وحمل الشارة الحمراء والدخول في اضرابات قطاعية عمل الاتحاد الجهوي على انجاحها بالتنسيق الكامل مع الجامعات والنقابات العامة المعنية وهياكلها الجهوية وما هذه التحركات التي تُسبق بمسارات تفاوضية وتشريك كل الجهات ذات النظر في جلسات عمل تجاوزت السبع مائة (700) جلسة خلال النيابة الاخيرة التي عرفت وقائع حدثين بارزين احدها ذى بعد جهوي والاخر ذي بعد وطني، فالحدث الاول هو انعقاد المجلس الجهوي في دورة عادية فكان فرصة لتقييم عمل الاتحاد وتعزيز المكاسب وتدارك ما بدا من نقائص في اطار ديمقراطي جُبل عليه الاتحاد في مختلف المستويات اما الحدث الثاني فهو لا شك المؤتمر 21 للاتحاد العام التونسي للشغل الذي كان ناجحا بكل المقاييس وهو نجاح مسّ بعمق وتأثير كل العمال والنقابيين مما يخلّده في ذاكرة هذه الجهة ومناضليها خاصة لما جسّده من مظهر ديمقراطي متقدم بمقتضاه بنيت استراتيجيا استشرافية متطورة للعمل النقابي ذات الماضي الناصع والحاضر المتغير باتجاه الافضل وهذا يعد في حدّ ذاته تكريما للجهة ولمجهود نقابييها في تطوير المشهد النقابي العام. كما لم يهمل التقرير بعض المحطات الأخرى منها المادي ومنها المعنوي حيث تحدث عن فضاءات الاتحاد والتي من بينها قاعة المؤتمر وكذلك مقري الاتحادات المحلية بكل من جمّال وزرمدين والمكنين وقريبا في مواقع اخرى وكلها منارات مضيئة لدروب الشغالين وكيانات للخلق العمالي والنضال الشعبي من اجل اعلاء صوت العامل واحتضانه لتكون منبره لممارسة طقوس التعبير وأساليب النضال. الفقرة المؤثرة.. من الفقرات التي اضفت هالة من الصمت والتأثر على القاعة تلك المتعلقة بالقضايا القومية والتي نورد منها هذه الفقرة «إن العدوان الهمجي الصهيوني على غزة كان حافزا لتعزيز الحس القومي والانتماء العروبي لهياكل وقواعد الاتحاد الذين لم يبخلوا بالدعم من مال وقوت الأولاد الى دماء الجسد، هذا العدوان الذي يعتبر حلقة من حلقات الصلف الصهيوني الغاشم المستمرّ منذ عقود في اراضينا بل في بيوتنا ومخادعنا من غزة ورام الله والخليل الى بغداد والفالوجة والموصل مرورا ببنت جبيل وقانا وصور وما الى ذلك من المواقع التي دنسها الطغاة وكذلك تلك التي يرومون تدنيسها على غرار الخرطوم ودمشق العصيّة على الظالمين... وهي مواقع جنح لنا منها أعزاء وحطوا الرحال بيننا مثل جمال الدرة وأم غيداء وأبو عرب وكذلك بعض السفراء والمفكرين وكلهم جرحى الجسد او جرحى الوجدان... هؤلاء حلّوا بيننا وغادرونا وفي البال أغنية مطلعها «عذاب آفل ونصْرٌ مقيم». تدخلات مسؤولة اثر عاصفة التصفيق التي تلت التقريرالادبي فسح المجال لأربعة عشر متدخلا أحاطوا في تدخلاتهم بمجمل المسائل التي تشغل بال الطبقة الكادحة في القطاعين العام والخاص وقد جاءت على لسان الاخوة خليفة الركباني، غازي السوسي، الهادي بنّور، المنصف قريرة، المنصف قدانة، حسن غزيل، خليفة الشرع، ناجح القرقني، المنجي بن صالح، حبيبة السعيدي، نورالدين التليلي، كمال دندانة، جلال نصر، عماد الفقيه، عبد الله يحي، بشير القربي... أرصاد «الشعب» ضيوف عدة شرفوا الاتحاد الجهوي بالمنستير من بينهم والى جانب رئيس المؤتمر الاخ المولدي الجندوبي اعضاء المكتب التنفيذي الوطني، كذلك حضر الاخوة الكتاب العامون للجامعات العامة وهم حسن العيساوي (المناجم) الحبيب الحزامي (النسيج) كمال سعد (السياحة والمعاش) حسن شبيل (البناء) في حين حضر الأخ محمد حليم (النقابة العامة للتعليم الأساسي) ومحمد الدامي (نقابة الموظفين) كما حضرالاخوة الكتاب العامون للاتحادات الجهوية للشغل وهم التهامي الهاني (سيدي بوزيد) الناصر دحدوح (زغوان) محمد المسلمي (بن عروس) خميس صقر (تونس) الناصر العجيلي (القيروان) عبد الله العشي (المهدية) محمد الجدي (سوسة) عمارة العباسي (قفصة). إلى جانب عدد آخر من المسؤولين النقابيين. تم انتخاب كمال دندانة والهذيلي عبد الرّحمان كنائبين للرئيس وعماد الفقيه وجلال نصر كمقررين كما تمّ انتخاب الاخوة الهاشمي النصري وعبد الرزاق اللطيف والبشير القربي للجنة فحص النيابات أما لجنة صياغة اللوائح فقد انتخب لها الاخوة الهادي بنور، عبد الكريم الجديدي، لطفي الشملي، حبيبة السعيدي وغازي السويسي. الحاج المنصف كشريد من لجنة النظام الوطنية كان حازما مع احدهم بعد انذاره لما ابداه من حركات مجانية اقلقت الناخبين، وكذلك استعماله للهاتف لنقل النتائج الأولية الى جهات مجهولة.... وهو أمر استساغه الحاضرون بل شجعوا عليه ودعموه... هذا «الأحد هم « اعترض على حضور جريدة «الشعب» عمليات الفرز بطريقة سمجة مما دعا لجنة النظام وباقي اللجان الى التهديد بطرده من القاعة... نشرية الاتحاد الجهوي كرّمت جريدة «الشعب» وخصصت صفحتين داخليتين والصفحة الأخيرة لهذا التكريم... الاخ المولدي الجندوبي ادار باقتدار فعاليات المؤتمر وشارك المكتب الجديد فرحته في مكتب الأخ الكاتب العام... بلغ عدد المترشحين للمكتب التنفيذي 14 تصدّر قائمة الناجحين منهم سعيد يوسف (78) صوتا والمنجي الشرفي (70) والمولدي شريعة (67) وبلقاسم بن أحمد (65) وعبد الكريم الصويد (61) وعبد الكريم الجديدي بقنى (60) وفرج بلحاج يوسف (58) وحبيب بوزويدة (57) ومحفوظ عطية (56). لجنة النظام الجهوية انتخب لها محمد صالح عثمان (75) وفتحي البرجي (77) وخليفة الركباني (86). العنصران الجديدان الحبيب بوزويدة ومحفوظ عطية كلفا على التوالي بالتكوين النقابي والتثقيف العمالي والوظيفة العمومية في حين حافظ باقي الاعضاء على مواقعهم... لجنة المراقبة المالية عهد بها للاخوة المولدي العماري محمد الجلاء العويتي ومحمد سليم. المولدي الجندوبي «حرّم» منعا باتا... التدخين!! تغطية وتصوير