اقترب العيد وبدأت العائلات التونسية تفكّر مليّا في الملابس الجديدة لأطفالها التي سيفرح بها الأبناء في العيد ويستغلها الأكبر سنّا للعودة المدرسية التي تتزامن مع نهاية شهر رمضان. المتجوّل في الأسواق يلاحظ أنّ بعض العائلات قد استغلت وصول رواتب شهر أوت للتخفيف من أعباء إكساء الأبناء قبل الزحام وقبل حلويات العيد وقبل نفاذ المخصّصصات وانقضاء فترة الخصم (الصولد)... ولكن هل حقّا هناك توازن بين الرواتب والأسعار المعروضة لملابس الرضع والأطفال فحذاء لطفلة عمرها سنه يبلغ 26 دينارا وفستان لنفس الصغيرة ب 64 دينارا مع جورب ومشابك شعر سيصبح المجموع حوالي 100 دينارا وهذه بدلة لصغير الثلاث سنوات تتكوّن من ثلاث قطع سروال وقميص وتي شيرت يبلغ ثمنها 69 دينارا دون حذاء طبعا... أمّا تبان الصبيّ فيبلغ ثمنه 40 دينارا والمضلة ب 14 دينارا... وسروال الجينز للشباب ب 57 دينارا والقمصان بين العشرين والأربعين دينارا بعد التخفيض... فماذا يفعل ربّ العائلة المتكونة من ثلاث أطفال كبيرهم في الجامعة وأوسطهم في الاعدادي والصغير في الابتدائي ستكون كسوتهم ليس أقل من 300 دينار وسيكون هذا على حساب إقناع أكبرهم سنّا بضرورة شراء قطعة ملابس واحدة من أجل توفير ثمن اشتراكه نصف السنوي في النقل العمومي.. ولن نحسب حساب لمستلزماته الدراسية الأخرى لأنّه قد اشتغل بضعة أيّام مع مقاول دهن سامه وهو الجامعي شتى أنواع الإذلال... مسكين بو العائلة الذي أرهقته مصاريف رمضان وأفشلته مصاريف العيد وستصيبه بالغبن مصاريف العودة المدرسية.