جميل جدا أن يستميت العمال من أجل تحقيق مطالبهم المشروعة والتصدي لكل من تحدثه نفسه للاستهانة بكرامتهم و الأجمل من ذلك أن يقلبوا أطرافهم فيجدون زملاءهم من كل القطاعات سندا لهم يؤازرونهم و يقفون إلى جانبهم و بذلك ترتفع معنوياتهم و يتمسكون أكثر بحقهم النقابي و يتنامى اعتزازهم بالانتماء إلى منظمتهم العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل. لقد تجسد هذا المشهد بالفعل يوم الجمعة 6 نوفمبر حينما تجمع العمال من قطاعات مختلفة بمقر شركة فلورتاكس استجابة لدعوة نقابة التعليم الثانوي التي نادت في بلاغ لها كافة النقابيين بزيارة عمال شركة فلورتاكس المضربين عن العمل منذ 17 أكتوبر إلى موفى 17 نوفمبر 2009 وذلك من أجل إرجاع زملائهم المطرودين ظلما و جورا من قبل مؤجرهم الذي أبدى و بدون تراجع عداءه المقيت للعمل النقابي. افتتح الأخ عبد الكريم جراد الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي بصفاقس هذا الحشد الذي جاء تحت شعار من أجل الدفاع عن الحق النقابي وصون كرامة العمال بكلمة أكد فيها بأن ما قامت به نقابة التعليم الثانوي من دعوة من أجل التجمع لمساندة عمال شركة »فلورتاكس« يشكل لبنة وتقليدا جديدا في العمل النقابي بالجهة و هو عمل و حركة تذكر فتشكر تزيد العمل النقابي صلابة وثباتا أمام الاعراف الذين أبوا إلا أن يتوخوا سبل التعسف و رفض الحوار رغم محاولة الإتحاد الجهوي للوصول إلى حلول وذلك منذ سنوات و نعني بالتحديد صاحبي مؤسسة »فلورتاكس« ومؤسسة الجراية. وشدد جراد بأن الإتحاد لم ولن يقبل الوصايا من أي طرف كان أو أن يعمل حسب ما يمليه المؤجرون كأن تختار العاملة بين الشغل أو الزواج وهي سابقة خطيرة تنم عن عقلية رجعية متخلفة. ثم أحيلت الكلمة للكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي الأخ عامر المنجّة الذي أكد بأن ما قامت به نقابة التعليم الثانوي من دعوة عمال جميع القطاعات بالجهة والهياكل لا يعتبر منا أو فضلا على عمال شركة فلورتاكس وإنما هو انتصار للعمل النقابي ولأنفسنا جميعا لأن الشد على أيدي هؤلاء هو في حقيقة الأمر تثبيت لنضالنا و إيمان راسخ به لا تزعزعه أي قوى وبأن مظلتنا الوحيدة و التي نعتز و نفتخر بها أيما افتخار هي الاتحاد العام التونسي للشغل و ما تواجدنا اليوم بمقر شركة »فلورتاكس« إلا رسالة لأي مؤجر يفكر في التعدي على حقنا النقابي وكرامة العمال ونعلنها له مدوية بأنه شخص واهم لم يعرف بعد بأن أبناء محمد علي الحامي وحشاد وعاشور رحماء فيما بينهم كالبنيان المرصوص أشداء على الذين يتربصون بهم وأن مجيئهم اليوم فرادى وجماعات هي رسالة إلى كل من تسول له نفسه أن يضرب الروح النضالية لدى العمال أو أن يشق و يخترق صفوفهم عن طريق المساومة أو المناولة بأن ذلك لن يتحقق له ولن يصل إلى مأربه فالعمال في جهة صفاقس صخرة صماء كالطود شامخة و ما حضور جل القطاعات وتلبية النداء وعلى سبيل المثال للحصر السكة الحديدية والأشغال العمومية والصحة... للمؤازرة إلا دليل على ذلك، وقد طالب الأخ الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي بضرورة عقد هيئة إدارية جهوية عاجلة لتتخذ أشكال نضالية راقية، وفي غمرة هذه الوقفة الاحتجاجية عبر بعض الحاضرين عن أهمية رص صفوف المناضلين حتى تقوى شوكة الاتحاد وأكدوا أيضا على ضرورة قبول الرأي المخالف واحترام الأفكار المتباينة خاصة وأن من ثوابت المنظمة والأسس التي انبنت عليها حرية الرأي والتعبير. وقد انفض الحشد برفع شعارات الولاء للمنظمة العتيدة: بالروح والدم نفديك يا اتحاد بعثت روح التفاؤل ورفعت من معنويات عمال شركة »فلورتاكس« الذين عبروا عن تشكراتهم العميقة لعمال جميع القطاعات مؤكدين بأن السبيل الأوحد للظفر بمطالبهم هو نضال الطبقة الشغيلة والتحام صفوفها.